حوار خاص مع الكاتب السعودي عائض الأحمد عن الثقافة والأدب فى العالم العربى

 

 

حاور موقع “السلطة الرابعة” الكاتب السعودي عائض الأحمد، والذي يُعد أحد الكتاب المُتميزين في المملكة العربية السعودية.

تحدث خلاله عن الأعمال الأدبية والحالة الثقافية والنشاط الأدبي والفكري الخاص بعالمنا العربي والمملكة السعودية على وجه الخصوص، ولأي مدرسة ينتمي عائض الأحد، ولأي فئة يكتب .

وإلى نص الحوار….

في البداية نود تعريف القُراء بشخص عائض الأحمد من هو؟

أهلا بكم، أرحب بالجميع وأرجوا أن أوفق على ما يتم طرحة من أسئلة، أنا كاتب رأي بسيط لا يوجد في مقالتي إلا السهل الممتنع كما هي حياتي الشخصية، من المملكة العربية السعودية، كانت بداياتي في الثمانينات في بعض الصحف المحلية في زوايا القراء.

بالسؤال عن رأيك في الحالة الثقافية والنشاط الأدبي والفكري الخاص بعالمنا العربي والمملكة على وجه الخصوص، ما تعليقك؟

لا يوجد مقياس نستطيع الآن نرصد به النشاط والحركة الأدبية إلا فيما يتعلق بالمواقع الإلكترونية وقليل من الصحف الورقية نظرا للحالة العامة في العالم من ركود عام بسبب الوضع الصحي، لكن في العموم يوجد بعض الكتاب لم تجف أقلامهم ويقومون بنقل واقع الشارع العربي عبر مقالات أو روايات تنشر هنا وهناك وتشملها أيضا الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية.

من وجهة نظر عائض الأحمد هل هناك خط سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يتميز في التناول والطرح لدى الكتاب العرب، أم أن التناول على حسب الحدث الخاص عالميًا وإقليميًا؟

اعتقد كل كاتب يتناول أي حدث خاص بالوضع العام في بلده، وهذا في رأيي صحيح جداً حيث الخصوصية دون التطرق لأحداث خارج الحدود الجغرافية إلا إذا كان حدث عالمي يستدعي الحديث بصفته شأن عام.

 

ما رأيك بكل صراحة في الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أعمال درامية على الشاشات والفضائيات العربية ؟ وهل في رأيك كانت إثراء لهذه الأعمال أم كانت سقطة للعمل الأدبي؟

لم أشاهد في الحقيقة أعمال أدبية ونصوص تحولت إلى دراما من سنوات إن لم تخُني الذاكرة وعمالقة الكتابة الذين رحلوا منهم أسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد ، لم يظهر لنا أي من نص أدبي تحول إلى عمل درامي، وأتمنى أن يكون في هذا الجيل من يكون له بصمة في عالم الدراما الأدبية، أن صح التعبير.

بسؤالك عن رأيك في الدراما العربية والتي تظهر بوضوح في شهر رمضان المبارك، هل ماضي الدراما أفضل من حاضره؟ وما هي من وجهة نظرك نحو مواطن الإخفاق أو النجاح؟

أنا من مشاهدي البرامج الثقافية، ولكن هذا لا يمنع أن أتابع من حين لآخر، ولكن الواقع يقول هناك فقر عام في القصة والكتابة، وبالتالي طبيعي أن تظهر الأعمال الدرامية بهذا الضعف والوهن ولا يوجد مقارنة بين إبداع الماضي وضعف الحاضر والأسباب عديدة، منها أن المواهب الحقيقية لم تجد سبيل ابدًا للوصول إلى التعريف بها وهذا يعود إلى محاوله البعض في إخفاء بعض المميزين .

هل ترى أنه في الإمكان أن نرى عمل أدبي عربي موحد يصبح عمل درامي كبير بمجهود مشترك يشمل أيدولوجيات الدول العربية جميعا؟ أم هذا صعب التحقيق؟

لما لا أرى أن مثل هذه الأعمال وغيرها من أنشطة كبيرة يمكن أن تنجح وبشكل مبهر، فلو اهتم أهل التخصص بمثل هذه الأعمال ستكون كلمة الشعوب ونبضهم الحقيقي هو ما يمكن أن نراهن علية في مثل هذه الأنشطة لكن بتنظيم وإعداد جيد .

هل ينتمي قلم عائض الأحمد إلى مدرسة بعينها، أم أنه يكتب بأسلوب متحرر حتى من الماضي؟

لا اعتبر نفسي انتمي لمدرسة من القديم أو الحديث، لكن صدقا أصنف كتاباتي بأنها للجميع وفهم المعنى متاح حتى لمن يجهل القراءة بعمق فهي مقالات يمكن أن تصل إلى كل عقل بسهولة والهدف تبسيط المعلومة إن أردتي القول.

سنخرج بالأسئلة قليلا عن المألوف، هل الوضع السياسي في رأيك يؤثر على الحركة الأدبية والثقافية في الشارع العربي، أم أنه من رحم الفوضى يمكن أن يبدع الكاتب؟

في العموم الاستقرار السياسي طبعا أفضل في نشاط الأدباء والكتاب، وأيضًا كما ذكرني يمكن للفوضى أن يكون لها أثر في الحالة الإبداعية للكاتب، وفي الحالتين يخرج من هذا وذاك ما يمكن أن نقول عليها روايات أدبية ذات قيمة ومغزى تحاكي الواقع أين كان .

في رأي الكاتب هل التكنولوجيا الالكترونية الحديثة أفادت أم أضرت في انتشار واسع للمقال أو الرواية؟ وهل متابعين الكاتب عائض الأحمد هم من فئة عمرية محددة أم جميع الأعمار تتابع كتاباتك؟

لا يمكن أن نظلم الجيل الحالي أبداً أو نوجه له الاتهام بالجهل وعدم القراءة، فنظرا لما ذكرتي الثورة الإلكترونية التي شملت جميع مناحي الحياة اعتقد أنها أفادت وساعدت في انتشار أوسع حيث أصبح القارئ من الخليج إلى المحيط بل أيضًا وصلت أوروبا وأمريكا وأصبح الكاتب يتابعه عدد كبير حول العالم ، إما عني لم أعرف في الحقيقة الأعمار لكن في العموم عندما اكتب لا أكتب لفئة عمرية محددة، ويكفيني فخرا أن يقرأ لي شخص واحد وأصل إليه.

في رأيك متى نهتم بالطفل والكتابة للجيل الصغير. وهل في رأيك أن صعوبة التناول لهذا العمر هي سبب في فقر النص الأدبي للأطفال؟

صحيح اعتقد أن تكتبي لنشأ صغير صعب جدًا ، ويجب أن يتمتع الكاتب لمثل هذه الأعمال بالحرص الشديد في تناول النصوص وأيضًا الجذب عامل مهم وهذا الهدف المراد من وراء العمل الأدبي، واعتقد لا يوجد الكثير حتى على مستوى العالم ممن يجيد الكتابة للطفل سيظل من النوادر.

هل ترى أن النشاط الأدبي يتناول واقع الشارع العربي ونبضة بموضوعية؟ وهل يوجد فعلا انفصال بين ما يكتب وواقع الحال؟

في رأيي يجتهد كثير من الكتاب وأنا منهم في نقل بعض ما يعاني منة المواطن من بعض الخلل في منظومة التواصل بين المواطن والمسئول وأرى أن القلم الحر ينقل بعض التجاوزات التي في الغالب تكون بسبب عجز بعض الأجهزة في المنظومة وتجاوز البعض في عملية رصد هذه المشاكل وعند تسليط الضوء عليها أرى أن دور الكاتب انتهى وهذا ما يسمى في رأيي معايشة الحال ونقلة بموضوعية ووضوح دون تجريح أو مبالغه.

من وجهة نظرك، ما هي الرواية أو العمل الأدبي الذي يستحق أن يعبر الزمن ويستمر في فرض وجودة رغم مرور سنين على كتابته؟

في العموم العمل الجيد يفرض وجودة ويبقى ويستمر لأجيال ويمكن أن يعاد أيضا صياغته بما يواكب العصر ويظل كاتب العمل الأدبي عالق في الأذهان، كـ ( توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ) على سبيل المثال.

سؤالي خاص جدا لمن يقرأ عائض الأحمد؟ وهل إتقان الكتابة بشكل محترف في مقالاتك له خلفية أدبية محددة؟

سؤال جيد، أنا اقرأ وأشاهد وتستطيعي أن تقولي أنني فوضوي في القراءة ابحث دائمًا وراء الخفي من المعنى الصعب لا أحب أن اقرأ السهل البسيط منذ الصغر اقرأ للجميع ولم أتخصص في مدرسة أو لون أدبي، علما بأنني أُفضل أن اكتب السهل دائمًا، فالقارئ لم يعد لديه الوقت لفك رموز الحروف.

متى نرى مقالات الأحمد في كتاب ولها مكانة وسط عالم المعارض التي تخص الكُتاب؟

أسعى جاهداً أن تكون مقالاتي مجمعة في كتاب لتكون مرجع لي أولًا وتفيد القارئ بشكل أشمل، وخلال الفترة القادمة بإذن الله أعمل مع الروائي المصري المعروف عبد الواحد محمد على في إصدار سلسله من ثلاثة أجزاء لبعض مقالاتي .

هل ترى أن معارض الكتاب التي تقام في بعض الدول العربية ومنها مصر تثري الحركة الثقافية أم أن هذا يظل محدود في انتشار الكتاب؟
تظل المعارض خاصة بالقائمين عليها في دول كما ذكرتي مثل مصر وغيرها، نعم هي محدودة الانتشار لكنها مهمة للتعريف بالكتاب على مستوى إقليمي.

ما السؤال الذي توقعت أن أقوم بطرحة على حضرتك؟ ولم أفعل؟

في الحقيقة توقعت أن تسألي متى يكتب عائض الأحمد رواية ويبتعد قليلا عن المقال ؟ والإجابة لا أعرف في الحقيقة لكن هي في خيالي اعتقد فقط مسألة وقت، أنا إبن قرية كانت مليئة بالأحداث التي تستحق أن أعود لها بشكل يروى تفاصيل ماضيها وحاضرها الآن بشكل روائي يرضيني أولًا ويرضي من ينتظر مني هذا العمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار