تفاصيل اعتقال البشير .. يشتم قيادات نظامه وشقيقه عبد الله يهددهم بالقتل
شف عضو بالمجلس العسكري السوداني، تفاصيل دقيقة لعملية اعتقال الرئيس السابق عمر البشير من منزله، مشيرًا إلى أن البشير وجه شتائم لقيادات نظامه، كما هدد شقيقه عبد الله بعضهم بالقتل.
روى عضو المجلس العسكري الفريق ركن ياسر العطا كامل التفاصيل المحيطة بمليونية 6 أبريل، التي أدت إلى تحول الجيش السوداني وتخليه عن الرئيس السابق عمر البشير، وإعلان عزله واعتقاله.
وحسب تصريحات نقلتها صحيفة الانتباهة السودانية عن العطا، قوله إن عملية التغيير أقرتها قوات الجيش والدعم السريع وجهاز الأمن لدعم الثورة وإسقاط البشير، مشيرًا إلى أنه “عقب خطوات ترتيبية واسعة أوفد البرهان (رئيس المجلس العسكري الحالي) إلى البشير لإخطاره بـاقتلاعه”.
وأبان العطا أن البرهان بعد إبلاغه البشير بسقوطه وجه شتائم وانتقادات لبعض القيادات المقربة منه، لم يسمها عضو المجلس العسكري.
ونبه العطا إلى أنه بعد إخطار البشير ذهب بمعية قوات عسكرية لمنزله وقام باعتقاله، وأضاف قائلاً: “أثناء وضع الأغلال على يد البشير وجدنا بالمنزل شقيقه عبد الله البشير الذي قال لي مهدداً ومتوعداً بالموت: “الدوشكا حتدور”، وهو تهديد بالقتل ولكن باللهجة السودانية المحلية.
وذكر العطا أن البشير قام بزجر شقيقه قائلاً: “اسكت يا عبد الله”، وتابع قائلاً: “بعدها قمت باعتقال عبد الله نفسه وأرسلتهما الاثنين معاً لسجن كوبر”.
وأضاف العطا أنه علم بوجود العباس شقيق البشير بالمنزل قبل ساعة من حضوره، إلا أنه تمكن من الهروب قبل الوصول، ومضى قائلاً: “أعتقد أن الدولة العميقة هي التي هربته”.
وذكر العطا أن القيادات العسكرية والأمنية انحازت لثورة الشعب السوداني، مشيرًا إلى أن البداية الحقيقية كانت إبان زيارة البشير للجزيرة في ديسمبر من العام الماضي (ولاية سودانية تقع شرق البلاد).
وقال إنه أثناء تلك الزيارة أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي انحيازه للشارع، ووجه قواته التي كانت تقوم بتأمين زيارة البشير للجزيرة بعدم ضرب المواطنين وحمايتهم.
ونوه العطا بأن موقف حميدتي سبقته ترتيبات قطعت شوطاً داخل القوات المسلحة في الانحياز للشارع، وقال: “كنا نتخوف من الصدام مع الدعم السريع، ولكن موقف حميدتي أكمل حلقات التغيير”.
وأفصح العطا عن إرسال لواء بالجيش قبل خمسة أيام من مليونية (6) أبريل للتواصل مع من يقودون الشارع ومطالبتهم بأن تكون المليونية للقيادة العامة بدلاً من القصر الجمهوري، وبرر الطلب بغرض حماية الثوار. وقال: “إذا ذهبوا للقصر ستكون محصلة الموت بالآلاف، لذا طالبناهم بالحضور للقيادة وفتح الطريق لهم، وكنا نواجه ضغطاً من صغار الضباط بغرض الانحياز للشارع”.
وقال العطا إن مدير الأمن السابق صلاح قوش طالب بحل سياسي ثم قال: “أن أوان التغيير”. وغادر بعدها اجتماعاً وذهب إلى رئاسة الجهاز وأخطر ضباطه بالانحياز للشارع وعدم قمع المتظاهرين، ثم حضر في اليوم ذاته نائبه السابق جلال الشيخ وأعلن انحياز جهاز الأمن للشارع.
ونبه العطا إلى أنه بعد اتفاق الجيش والأمن والدعم السريع اكتملت حلقات الانحياز للشارع من قبل المؤسسة العسكرية في السادس من أبريل، ووصل المتظاهرون القيادة العامة دون مقاومة.
وكانت الاحتجاجات اندلعت ضد نظام حكم عمر البشير في شهر ديسمبر الماضي، وتطورت إلى اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم، وفي يوم الخميس 11 أبريل الماضي، أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف، اسقاط نظام عمر البشير واعتقاله في مكان آمن.