المعماري محمد طلعت: مسجد مصر بالعاصمة الإدارية من أكبر المساجد في العالم.. الانتهاء منه العام الجاري

في حوار خاص لـ"السلطة الرابعة"..

حالة هدوء في السوق العقاري وأي مطور يحتاج إلى إعادة الحسابات والتكاليف
مصر كانت بحاجة إلى التوسع في بناء الأبراج بديلا عن التوسع الأفقي

الاستشارات الهندسية والمعمارية والديكور، جزء هام من أي مشروع عقاري، ويضمن للمستهلك النهائي التمتع بأكبر قدر ممكن من الميزات في المساحة التي يبحث عنها، مع ارتفاع الأسعار وأزمة الدولار، وزيادة أسعار الخامات ومواد البناء، كيف سيتأثر ذلك القطاع الحيوي، وهل تزيد أسعار الاستشارات الهندسية، وما الطرق التي يمكن للشركات اتبعها لتنفيذ مشروعاتها بأقل تكلفة.

يجيب المعماري محمد طلعت، الاستشاري الهندسي، ورئيس مجلس إدارة شركة MTA الاستشارات الهندسية، في حوار لـ “السلطة الرابعة”، عن توقعاته لقطاع الاستشارات الهندسية، ويتحدث عن مسجد مصر وتصميماته، وعن أعمال فرش الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، وعن أحدث طرق العمارة الموفرة للتكاليف وتحقيق الاستدامة وإلى نص الحوار. .

– حديثنا عن المشروعات التي تتعاون فيها مع الدولة في العاصمة الإدارية؟
الشركة استشاري للحي الحكومي، وأعمال فرش الحي الحكومي، ونقل الحكومة بالكامل، ومسجد مصر يعد أكبر المشروعات التي نعمل عليها، إذ أننا المستشار المعماري والداخلي لمسجد مصر، ومعنا شركة اي سي جي، هو الاستشاري العام للمشروع، ومركز مصر الاستشاري الإسلامي، والتصميم الداخلي للمسجد كان من ضمن المشروعات المميزة، خاصة هو أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين، وهو فرصة لنا لنكون جزء من منظومة كبيرة، والدور الأهم كان للهيئة الهندسية للقوات المسلحة المشرفة على المشروع، وهي المنفذ ومعها المقاولون العرب.

– ما هي مشروعات الجاري تنفيذها مع الدولة في الفترة المقبلة؟
من أكبر المشروعات الجاري التنسيق لها، كمشروع هو 155 فدان في مدخل العاصمة، وهو شراكة بين مطورين وبين الدولة، وهو مشروع تجاري إداري، وهو مع شركة بيراميدز، وجاري العمل به.

– هل تؤثر أزمة ارتفاع الدولار على سوق الاستشارات الهندسية الفترة المقبلة؟
بالتأكيد ستؤثر، ولكن أنا دائما متفائل وأرى أن التأثير سيكون للتحسين، فالأسعار تزيد لكن الناس تشتري أكثر، فهناك حاليا حالة هدوء أو ثبات لأننا لا نعرف الأسعار ستزيد بأي مقدار وأي مطور عقاري يحتاج إلى إعادة حسابات وتكاليف، فهناك حالة تخبط لكن التطور مستمر.

– هل سيتم رفع تكلفة الاستشارات الهندسية نتيجة تلك الأزمة؟
الاستشارات الهندسية نسبة من تكلفة المشروع فبالتالي النسبة تزيد 1 أو 2%، وهي لن تمثل شيء بالنسبة للمشروع، كما أن هذه النسبة المنخفضة هي التي تجعل المشروع ناجح أو فاشل.
أسعار الاستشارات الهندسية مرتبط بالتكاليف، أي أنه إذ زادت التكاليف 10% ستزيد قيمة الاستشارات لـ10%.

– لماذا لا نرى حتى الآن هوية بصرية للعاصمة الإدارية؟
لا نرى الهوية البصرية تظهر للمدن التي تم بنائها في حقب زمنية معينة، فباريس تم بنائها في فترة زمنية الاتجاه بها للكلاسيك، وبعد فترة تم الاتجاه إلى “المدرن” وبناء “لاديفونس” والدولة وقتها تحكمت في المطورين للبناء الحديث، في مصر تنفيذ هذا صعب، فالدولة لها اتجاه للحفاظ على العمارة القديمة، وأن يكون للعاصمة ثقل وليست مدينة ضعيفة، فضًلا عن أن شركة العاصمة تسعى لأن تكون العاصمة مدينة ذكية، تحقق الاستدامة، بتوجه للدولة، إذن فالدولة لها اتجاهين يكمل كل منهما الأخر.. في الوقت نفسه المطورين متطلعين على العالم، فلابد للمزج بين الاثنين.. بما يعني أنه لا يوجد هوية بصرية ثابتة، لكن بعد 10 سنوات سنجد الهوية تخلقت من نفسها، أي بعد اكتمال المنطقة.وفي العاصمة الإدارية سنجد حاليًا أن منطقة البنوك اكتملت وتتمشى مع طابع البنوك، وكذلك الحي الحكومي.

– في رأيك إلى أي مدى تحقق العاصمة الإدارية الاستدامة؟
إجباريًا يتحقق منها 25%، بحسب اشتراطات العاصمة الإدارية، وهناك من يستطيع تحقيق أكثر من ذلك، والصور الأخيرة من الحي الحكومي ستجد بها الأسطح مغطاه بـ”سولاربانل”، ومدروسة جيدًا مع استخدام رخام طبيعي والزجاج واللاند اسكيب، أما المعماريين فدور الدولة إجبارهم على الاستمرار في ذلك.

– لماذا لم تظهر فلسفة معمارية مثل فلسفة حسن فتحي؟
من الصعب الإقدام على عمارة حسن فتحي حاليًا، وهي لن تلاقى إعجاب الكثيرين الآن، وهناك أفكار فلسفية جديدة ولكنها لا بد أن تخدم متطلبات العصر الحالي.

– الاستشاريين دائما يقولون أنه لتقليل التكلفة يمكن العودة لأفكار حسن فتحي.. ما رأيك؟
لا أظن أن هذا صح إلى حد كبير.. والعمارة وجهات نظر، والرجوع لعمارة حسن فتحي تحتاج إلى مساحة أرض أكبر وأدوار أقل، وبالتالي سيكون التكلفة عالية هل يستطيع دفعها المستهلك؟ بالطبع لأ لكنه يوفر وكان اتجاهه صحيح، ويوفر تكلفة وكان يحقق الاستدامة الأصلية بخامات طبيعية، لكن ما يمكن تحقيقه اليوم بما يواكب العصر سيكون الأفضل.
لو ذهبنا إلى العاصمة الجديدة ووجدناها بمباني دورين فقط وقديمة، وستجدها بعمارة حسن فتحي ستنال إعجابك ولن تشتري فيها.

– هل مصر كانت بحاجة إلى التوسع في بناء الأبراج؟
بالطبع.. لأن التوسع الأفقي يحتاج إلى بنية تحتية قوية وكبيرة، لكن في التوسع الرأسي التكلفة ستكون أقل، فتكلفة بناء متر مسطح في برج بالإضافة لثمن الأرض، سيكون أوفر من التوسع أفقي.. والكثافة السكانية هي التي تحكم في نهاية الأمر، ولا بد ألا تزيد معدل استهلاك الفرد للأرض “الفار” عن 1، حتى يعيش الفرد حياة كريمة.

– مع تراجع القوى الشرائية.. ما هي الاعتبارات التي تضعها كاستشاري هندسي لتقليل التكلفة على المستهلك النهائي للوحدة؟
نحن دايما نعمل على إخراج منتج مناسب لاستخدام وحاجة الشخص، فلو مكتب 50 متر لابد أن يكون هناك خدمات تكفى الـ50 متر، ولكي لا تشتري أكبر من مساحاتك لابد أن تشتري أكبر من خدماتك، إذا كنت تحتاج لمكتب به غرفة للاجتماعات يمكنك أن تشتري وحدة 50 متر ويكون بالمبني أكثر من غرفة للاجتماعات وهكذا.

– منتج الأبراج العقارية جديد على المستهلك المصري.. قدم لنا نصائح للمشتري في البرج سواء سكني أو تجاري إداري.
عليه الانتباه إلى عدد المصاعد في المبني، وعدد المداخل، وهذه الأمور لها أكود بناء عالمية لابد أن تتحقق، لضمان حياة آمنة، وأن يكون المبني تم وضعه على أسس مدروسة، وأن تكون الشركة تستطيع بناءه بالشكل الموضوع له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار