الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي يدعو لأوسع تحرك مضاد لزيارة بايدن وإملاءاتها

 

 

– ما تردّد عن أهداف الرئيس الأمريكي للمنطقة يتعارض مع مبادئ الأمة ومصالح أقطارها السياسية والأمنية والاقتصادية.
– لن يكون مصير “الناتو” “الشرق اوسطي” مختلفاً عن مصير احلاف ومشاريع استعمارية عرفتها المنطقة.
– التطبيع مع كيان العدو ليس متعارضاً مع إرادة الأمة الجامعة، بل مع قرارات القمم العربية، وآخرها ” قمة بيروت عام 2000″ التي انطلقت من الرياض.

عشية زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمنطقة أصدر الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي البيان التالي:

بعد أيام يصل الى المنطقة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن حاملاً معه جملة إملاءات يعتقد انها تساعده في مواجهة العزلة المتزايدة التي تواجهها ادارته في ظل الازمات المتراكمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية، وعشية الانتخابات النصفية في بلاده التي يواجه فيها حزبه الديمقراطي احتمال خسارة كبيرة .
ولقد بات من الواضح ان زيارة بايدن تستهدف أول ما تستهدف المساهمة في دعم الكيان الصهيوني الغارق أيضاً في أزماته ، والذي يواجه مقاومة باسلة متصاعدة داخل فلسطين وفي أكنافها، فيما يتضح أكثر حجم ارتباك واقعه السياسي الداخلي في ظل انتخابات تشريعية متكررة خلال سنوات ثلاث ، بهذا المعنى يعتقد بايدن انه عبر فتح مسارات جديدة للتطبيع بين الكيان الغاصب وعدد من دول الخليج والجزيرة العربية يمكن أن يسهم في إعطاء جرعة معنوية ومادية وسياسية لهذا الكيان المرتبك، كما بات واضحاً ان بايدن مستعّد في هذه الزيارة لعقد صفقات مع أكثر من حاكم في المنطقة من أجل دفعه الى المشاركة في “العقوبات” المفروضة على روسيا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي ارادتها واشنطن ودول غربية حرب استنزاف لروسيا فإذ بها تتحول الى حرب استنزاف لاقتصاداتها واقتصادات حلفائها .
وأيّاً كانت حسابات بعض الحكّام في المنطقة، وخاصة في مدى قدرتهم على الإفلات من إملاءات بايدن ومطالبه في ظل تنامي الشعور لديهم بالتراجع المتزايد للهيمنة الامريكية على العالم، فإن جماهير الأمة العربية وقواها الحيّة من المحيط الى الخليج مدعوّة للتعبير عن رفضها لهذه الزيارة ولأغراضها المشبوهة، متمسكة بحقوق الأمة التاريخية، لا سيّما في فلسطين، كما بمصالح أقطارها السياسية والاقتصادية التي تتعارض مع أي رضوخ للمطالب الامريكية.
وفي هذا الاطار يتوجه المؤتمر القومي العربي الى كافة القوى الحيّة في الأمة، من أحزاب وحركات ومؤتمرات ونقابات ومنظمات شعبية إلى رفع الصوت عالياً ضد هذه الزيارة وأهدافها عبر كافة وسائل التعبير المتاحة ليدرك بايدن وادارته والكيان الغاصب وحكامه أن أمتنا ترفض التطبيع بكل أشكاله ، ومخرجاته لا سيّما ان أي خطوة باتجاه التطبيع مع الكيان الغاصب فضلاً عن تحديها للإرادة الشعبية العارمة للأمة، فهي انتهاك لما التزم به الحكام العرب بأنفسهم من مقررات رسمية، بما فيها ” مبادرة بيروت للسلام ” التي أطلقتها الرياض عام 2000، والتي كانت تنص بوضوح على ان لا تطبيع مع العدو قبل انسحابه من جميع العربية الأراضي المحتلة .
كما أن جماهير الأمة العربية وقواها الحيّة مدعوّة الى التعبير عن رفضها لأي اجراء من شأنه أن يعزّز انحياز الأمة للسياسة الامريكية والغربية في الحرب الدائرة في أوكرانيا لتعارض هذا الانحياز مع مصالح أمتنا ومع تطلعات جماهيرها الى نظام عالمي جديد لا أحادية قطبية فيه، ولا تبعية للسياسات الاستعمارية التي دفعت بالعالم كله، لا سيّما وطننا العربي الى أفدح الأخطار.
إن المؤتمر القومي العربي الأمين على مبادئه المتمثلة في المشروع النهضوي العربي، خصوصاً في الاستقلال الوطني والقومي، يعبّر عن رفضه الشديد لهذه الزيارة وللإملاءات التي تحملها، يؤكد ان مصير الحلف الاستعماري الجديد ( ناتو الشرق الأوسط ) لن يكون بأفضل من مصير الأحلاف والمشاريع الاستعمارية القديمة – الجديدة وفي مقدمها حلف بغداد (عام1954)، ومشروع ايزنهاور (عام 1957) ، والحلف الإسلامي (عام 1969) ، والشرق الأوسط الجديد (عام 2003)، وصفقة القرن (عام 2019).

القاهرة 11/7/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار