بوتين أمام البرلمان.. 3 رسائل للروس بعد عام من الحرب
الذكرى الأولى لنشوب حرب أوكرانيا، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتبن، بمواصلة حملته العسكرية في خطاب أمام البرلمان، وصفه خبراء بـ”التغيير الكبير” في اتجاه التصعيد، حسب حديث خبيرين روسيين في العلاقات الدولية لموقع “سكاي نيوز عربية” من إبداء موسكو استعدادها للتفاوض إلى التأكيد على تحمّل إطالة أمد الحرب “حماية لروسيا من خطر يهدد وجودها”.
قال بوتين الثلاثاء: “لضمان أمن بلدنا، والقضاء على تهديدات نظام النازيين الجدد القائم في أوكرانيا منذ انقلاب عام 2014، تَقرَّر تنفيذ عملية عسكرية خاصة. وسنتعامَل مع الأهداف التي تقع أمامنا خطوة بخطوة وبعناية ومنهجية”.
كلمة بوتين جاءت أمام النخبة السياسية وعسكريين حاربوا في أوكرانيا، شاكرا “كل الشعب الروسي على شجاعته وتصميمه”، في محاولةٍ لتهدئة الجبهة الداخلية التي بدأت في الاعتراض على طول مدة الحرب.
تقوية الجبهة الداخلية
هنا يقول الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو ديميتري بريجع: “تغيَّرت الكثير مِن الأمور في الداخل الروسي؛ فالجميع كان ينظر للعملية العسكرية بأنها خاطفة، والآن هناك من يدعم بوتن، لكن يرفض حرب كبيرة مع الغرب، وهناك من لا يدعم بوتن لكن يدعم خطط الرئيس في أوكرانيا”.
وفقا لنتائج استطلاع مركز “ليفادا أيد” فإن 83 بالمئة من المستجيبين لأنشطة بوتن كرئيس، وهو ما يزيد بنسبة 12 بالمئة عن استطلاع أجري قبل الحرب، وهكذا، أصبح معدل موافقة بوتن الأعلى بين الروس منذ سبتمبر 2017.
كما زادت المشاعر الإيجابية تجاه روسيا، وقال 69 بالمئة إنهم يعتقدون بأن روسيا تتحرك في الاتجاه الصحيح، وهو ما يزيد بنسبة 17بالمئة.
يعلق الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب”، بأن وسائل الإعلام المحلية تربط موضوع العملية العسكرية بما حدث في الحرب العالمية الثانية، بخلاف العقوبات التي يعانيها الروس.
بديل عن النصر”
ردا على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته لأوكرانيا، الإثنين، بأن بوتن “فشل” في أوكرانيا، وأن واشنطن ستواصل دعم أوكرانيا، قال بوتن خلال الخطاب إن هزيمة روسيا في المعركة مستحيلة، منوها بأنه سيتم التعامُل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع في أوكرانيا إلى مواجهة عالمية.
في تلك الزاوية، يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن الحلف الغربي أوصل الأمور لحائط مسدود، ولا بديل عن الدخول في حرب شاملة، نتيجة عدة عوامل:
مواصلة ضخ الأسلحة الغربية لأوكرانيا رغم مرور عام من النزاع.
التحرك الغربي والأميركي تخطّى جميع الخطوط الحمراء، وأصبح الهدف بالفعل هو تدمير أمن روسيا.
كلمة الرئيس بوتين بالبرلمان تُعدّ بداية لتوسيع نطاق العملية العسكرية لحسمها بانتصار وتحقيق شروط موسكو.
خلال خطابه تابع بوتن قائلا: “الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب. كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، سنقوم بدفع العدو بعيدا عن أراضينا”.
رسائل
هنا يوضح بلافريف أن هناك 3 رسائل من خطاب بوتن للجبهة الداخلية:
أمن روسيا مرتبط بالنصر في أوكرانيا.
العقوبات غير مؤثرة كما يصور إعلام الغرب.
روسيا تتعرّض لحملة تشويه ممنهجة لإثارة الاضطرابات الداخلية.
إعلان مباشر لنية التصعيد من الجانب الأميركي، رد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، على خطاب بوتن بأن خطاب بايدن المقرر، الثلاثاء عند الساعة 4:30 مساءً بتوقيت غرينتش في القلعة الملكية في وارسو، “لن يعرض أي نوعٍ من الخطط لإنهاء الحرب عبر الدبلوماسية”.