المقرر المساعد للجنة أولويات الإستثمار بالحوار الوطني: آن الأوان لتعيين وزير للإستثمار ومنحه جميع الصلاحيات
صرح النائب محمود سامي، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي للشئون السياسية والتشريعية وعضو اللجنة الإقتصادية لمجلس الشيوخ والمقرر المساعد للجنة أولويات الاستثمار وسياسة ملكية الدولة بالحوار الوطني، بخصوص قيام أحد الشركات المصنعة لمكينات التعبئة والتغليف بإغلاق مصنعها، والتوقف عن الإستثمار في مصر.
وقال سامي :”تابعت كأحد أعضاء اللجنة الإقتصادية بمجلس الشيوخ، ولجنة الاستثمارات العامة بالحوار الوطني، كما تابع الاف المواطنين أيضا، ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، بخصوص العوائق التي واجهت أحد الشركات المصنعة لمكينات التعبئة والتغليف والمصدرة للعديد من الدول، والتي نتج عنها محاولتها الاستمرار فى العمل قدر الإمكان، إلى أن انتهى بها الوضع إلى قرار غلق المصنع، والتوجه إلى دبي، ثم قيام أحد المستثمرين السعوديين بمحاولة جذبهم إلى الممكلة العربية السعودية”.
وأضاف النائب محمود سامي، أنه بغض النظر عن صحة هذه الواقعة بالذات من عدمه، لكن هناك حالات كثيرة مماثلة تحدث كل يوم على أرض الواقع، ودائماً ما نقول أن التصريحات شبه اليومية بواسطة الحكومة لتشجيع الاستثمار الخاص -وهي مجهودات حسنة النية- من رئيس الوزراء وغيره من الوزراء، لكن على أرض الواقع الوضع مختلف تماماً، وهذا نتيجة ما أشرنا إليه كثيراً خلال الفترات السابقة فى موضوع الإستثمار الخاص، من تعدد الولايات، ووجود فلسفة حكومية مبنية على أن كل جهة حكومية سواء وزارة، أو مصلحة، أو هيئة أن تسعى إلى تعظيم إيراداتها، وتمويل نفسها ذاتيا، وهذا نتج عنه أن كل جهة تجتهد فى فرض رسوم جديدة، و إجراءات جديدة، تمثل عوائق للمستثمرين، على الرغم من أن هناك قرار واضح وصريح من رئيس الوزراء -بصفته وزيراً للإستثمار- بمنع فرض أي رسوم جديدة على الشركات، دون الرجوع إلى الهيئة العامة للإستثمار.
وأوضح أن الهيئة العامة للإستثمار اعترفت في العديد من الجلسات بمجلس الشيوخ، أن هذا القرار لم يتم تنفيذه بعد، وأن هناك رسوم يتم فرضها من وزرات، و جهات، و إدارات حكومية مختلفة، دون الرجوع إلى الهيئة، وأن الرئيس الجديد للهيئة يحاول منع هذا الأمر، لكنه لم ينجح بشكل تام حتي الأن، وبالتالي فإن هذا الأمر يسبب إزعاج للمستثمر، وخاصة المستثمر الصناعي، الذي يضيع جزء كبير من وقته ومجهوده فى التعامل مع الجهات الحكومية لمحاولة حل مشاكل كثيرة، مع الضرائب والجمارك، والتأمينات الإجتماعية، بالإضافة إلى مشاكل مع هيئة التنمية الصناعية والبيئة والدفاع المدني، بدلاً من التركيز على مشاكل التصنيع والتطوير ومحاولة التصدير للخارج.
وأشار عضو اللجنة الإقتصادية لمجلس الشيوخ، إلى أن المجلس تقدم بإقتراح برغبة عن طريق النائب أكمل نجاتي، لمحاولة حصر الرسوم المختلفة والجهات المختلفة التي تفرض رسوم على المستثمر الصناعي، وانتظرنا أن تقوم وزارة المالية بإمداد المجلس بهذه المعلومات، لكنه لم يحدث حتى الان، موضحا أن الحصر المبدئي الغير الرسمي لهذا الأمر يكشف أن المسثمر يتعامل مع أكثر من 22 رسم مختلف غير الضرائب، وقد تصل إجمالي الرسوم التي يتحملها إلى حوالي 42% من الأرباح، أي أن المستثمر بدل أن يدفع ضرائب على الأرباح لوزارة المالية فقط بنسبة 22.5% من الممكن أن يتعامل مع أكثر من 20 جهة لتصل الضرائب والرسوم إلى أكثر من 42%.
وتابع، أن المستثمرين أبدوا رغبة فى الموافقة على زيادة الضرائب إذا أردت الدولة ذلك، لكن أن يتم ذلك عن طريق جهة واحدة، وأن يقوموا بتسديد هذه الرسوم في هذا المكان فقط، وتجنب التعامل مع جهات عديدة تتسبب فى تعطيل الإنتاج، وإهدار وقت كثير فى تعقيدات وبيروقراطية حكومية، تجعهلم يصلوا إلى مرحلة اليأس والذهاب إلى الخارج، لافتا إلى أن المستثمر يواجهة عوائق أخري غير البيروقراطية الحكومية، مثل ارتفاع معدلات الفائدة ووجود فجوة تمولية من العملات الأجنبية التي تجعله غير قادر على توفير مستلزمات الإنتاج بإنتظام.
وشدد المقرر المساعد للجنة أولويات الإستثمار وسياسة ملكية الدولة بالحوار الوطني، على ضرورة تغيير الفلسفة الحكومية، وضرورة تعيين وزير للإستثمار، لأن رئيس الوزراء لديه هموم كثيرة من تعليم وصحة وتضامن إجتماعي وتنمية محلية، والتي لا تجعل لديه وقت كافي مخصص للتعامل مع مشاكل الإستثمار والعوائق التي تواجه المستثمرين، مؤكدا على ضرورة أن يتم تعيين وزير للإستثمار ومنحه جميع الصلاحيات التي يستطيع بها التحكم والسيطرة على هذه الأمور، وتجعله قادر على التعامل مع الوزراء الاخرين في الحكومة، وإيقاف هذا التعدد في الجهات والولايات، لأن صلاحيات الرئيس التنفيذي للهيئة العاملة للإستثمار لازالت محدودة، ويستمدها من رئيس الوزراء، وبالتالي لا تجلعه في أغلب الأوقات قادر أن يسيطر علي هذه الأمور.
وأكد النائب محمود سامي، أنه ليس هناك منطق أن يستمر رئيس الوزراء كوزيراً للإستثمار، وإن كانت الحكومة تتبع سياسة التقشف حالياً، من الممكن أن يتم تكليف وزير الصناعة بحقيبة وزارة الإستثمار أيضاً، وأن يأخذ جميع الصلاحيات، مشدداً على أنه آن أوان التغيير، وأن يكون هناك مجموعة وزارية جديدة لديها فكر اقتصادي يتم تطبيقه على مستوي القرارات الوزارية الفوقية من ناحية، وقادرة على تنفيذها على أرض الواقع من ناحية أخرى، حتي تستطيع حل المشكلات التي تواجه المستثمرين الصغار والمتوسطين، موضحا إننا قد نكون فقدنا اليوم شركة، ولكن في الفترة السابقة فقدنا المئات بل والألاف من المصانع الصغيرة.
وأختتم النائب محمود سامي في تصريحه، أن إتجاه المستثمرين الأن إلى الشرق، ما بين الأمارات والسعودية، حيث أن السعودية أصبحت الأن دولة جاذبة للإستثمار، موضحا أن السعودية دولة لديها بدائل كثيرة وليست في حاجة إلى الإستثمار مثل حال مصر، التي فى أشد الحاجة إلي المستثمرين في الوقت الحالي لمواجهة أزمتها الاقتصادية.