مصر تخوض معركة جديدة دفاعا عن الدول الأفريقية.. ماذا يحدث؟

تسعى الدول الأفريقية وتنادي مراراً وتكراراً خلال العقود الماضية بضرورة وجود مقعد دائم لها داخل مجلس الأمن الدولي وهو الذي يعتبر أحد الأجهزة الرئيسية الستة للأمم المتحدة، و المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين.

وتتحدث الدولة المصرية دوماً عن أهمية التمثيل العادل داخل مجلس الأمن وحق الشعوب الأفريقية.

منح أفريقيا مقعدين دائمين
وأكدت مصر في الاجتماع الثاني للمفاوضات الحكومية حول إصلاح مجلس الأمن التزامها الثابت بالموقف الأفريقي الموحد، الوارد بتوافق أوزوليني وإعلان سرت، والذي تم تأكيده من جانب رؤساء الدول والحكومات الأفارقة في قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير 2023.

وأكد السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، خلال إلقاء بيان مصر، أهمية منح القارة الأفريقية مقعدين دائمين، بما في ذلك حق النقض، بالإضافة إلى خمسة مقاعد ضمن الفئة غير الدائمة لتصحيح الظلم التاريخي الواقع على القارة الأفريقية.

كما شدد على أهمية التوافق والحوار خلال المشاورات الحكومية حول إصلاح مجلس الأمن لتحقيق تفاهم مشترك حول كافة جوانب الإصلاح قبل بدء المفاوضات النصية.

يذكر أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت في 2022 خلال مقابلة أجرتها مع صحفيين من مؤسسة إعلامية أفريقية، إنه من الغير عادل ألا يكون للدول الأفريقية والآسيوية مقاعد دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدة: “من غير المقبول إطلاقًا أن تكون إفريقيا متفرجًا على منصة كبيرة حيث يتم البت في قضاياها الخاصة” وأشارت إلى أن هذا دليل على أنه لا تزال هناك عقلية استعمارية تجاه إفريقيا.

وأضافت المتحدثة إن أفريقيا لديها عددًا كبيرًا من السكان والموارد الطبيعية ومساهمة كبيرة في الاقتصاد العالمي، وتمثيلها الدائم في مجلس الأمن الدولي شيئا ضروري، وشددت زاخاروفا على أنه يجب أن تكون هناك فرصة لأفريقيا للحصول على مقعد دائم في المجلس حتى يمكن سماع صوتها.

وقال المتحدث إن روسيا لديها موقف حازم بأن أفريقيا يجب أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأوضحت أن الأسباب الجذرية لمعظم الصراعات في إفريقيا هي صراعات خلفها الحكام الاستعماريون.

المساندة الغربية للدول الأفريقية
كما أنه في سبتمبر 2022 دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تخصيص مقعد أفريقي دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

في هذا الصدد قال الدكتور أحمد سيد خبير العلاقات الدولية و المتخصص في الشؤون الأمريكية، إن قضية إصلاح مجلس الأمن الدولي هي قضية قديمة وتم طرح العديد من المبادرات كان من بينهم مصر التي طرحت العديد من المشروعات المتعلقة بضرورة إصلاح مجلس الامن الدولي باعتبار أن المجلس بوضعه الحالي لم يعد يمثل كافة دول العالم وبالتالي ليس هناك تمثيل عادل وذلك يرجع لوجود 5 دول هما الصين وروسيا وامريكا وفرنسا وبريطانيا لديهم حق الفيتو” والذي يعرقل أي قرارات.

وأضاف الدكتور أحمد سيد خلال تصريحاته لــ”صدى البلد”، أنه في هذا السياق تؤيد مصر اصلاح مجلس الامن على مستويين، اولاً أن يكون المجلس أكثر تمثيلاً وتعبيراً عن دول العالم المختلفة من خلال زيادة عدد أعضاء مجلس الامن وضم دول جديدة بالعضوية الدائمة وأن يكون لأفريقيا على الاقل مقعدين دائمين في مجلس الامن الدولي باعتبار أن افريقيا بها 54 لدولة ولا يوجد مقعد دائم واحد لها.

وأستكمل خبير العلاقات الدولية أن هناك دول مرشحة لنيل العضوية مثل مصر ونيجريا وجنوب افريقيا، و أشار إلى أنه في أعتقاده سيكون لمصر العضوية الدائمة نظراً للكثير من المقومات التي تتمتع بها مصر كالاستقرار السياسي والاقتصادي و عدد سكان مصر وموقعها والكثير من المقومات الأخرى الهامة، مشيراً أن أفريقيا يوجد عليها تنافس كبير خلال هذه الفترة بعد أن تم تهميشها في الفترات الماضية بسبب الاستعمار الغربي ، وبالتالي جزء من استعادة تنميتها هو أن يكون لها مقاعد دائمة في مجلس الامن الدولي.

وأضاف الدكتور أحمد سيد: ثانياً إصلاح مجلس الأمن يكون عن طريق إصلاح نظام الفيتو بحيث يتم ترشيد استخدام الفيتو ليكون المجلس اكثر فاعلية في حفظ الامن والسلام الدوليين، ولفت إلى أن العقبة الوحيدة التي ستظل تواجه افريقيا مرتبطة بالدول الكبرى نفسها حيث إن اصلاح مجلس الامن لا يتم بسبب عدم وجود توافق دولي وبسبب الخلافات؛ حول الموافقة على الآصلاح من ناحية، ووجود تحفظات على حصول بعض الدول على مقاعد بمجلس الامن من قبل الدول الكبرى من ناحية أخرى، وبالتالي هناك أسباب قانونية وسياسة تحول دون ان يتم اصلاح مجلس الامن وبالتالي عدم حصول افريقيا على تمثيل عالي داخل مجلس الامن.

واختتم الخبير في الشؤون الأمريكية: هناك دعم امريكي لدخول افريقيا بمجلس الامن وهناك اختلافات كبيرة بين امريكا وروسيا والصين حول حقية بعض الدول في دخول المجلس وذلك بسبب الاستقطاب الدولي بين امريكا وروسيا على هامش الازمة الروسية الاوكرانية ، اوبين امريكا والصين بسبب أزمة تايوان والصراع الدولي، مشيراً إلى أن الأمر مرتبط بتوجهات دولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار