بحضور أكاديميين ومختصين في الشأن الإفريقي والسوداني و مجموعة من شباب السياسين .. ننشر تفاصيل الجلسة النقاشية لـمجموعة “دوائر” حول ملف الأزمة السودانية وتطوراتها

نظمت مجموعة “دوائر للحوار والسياسات البديلة”، مساء اليوم السبت، جلسة نقاشية حول ملف “الأزمة السودانية وتطوراتها”، وذلك بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين والمشتغلين بالشأن الأفريقي والسوداني، وعدد من شباب السياسين من مختلف التيارات والتوجهات السياسية.

رحب خلالها مصطفى الحجرى عضو المكتب التنفيذى لمجموعة “دوائر” بالحضور و المشاركين فى الجلسة ، وأوضح أن تلك الجلسة تمثل أهمية خاصة للمجموعة ولجميع الحاضرين، لما يختص به الملف السودانى والأزمة الحالية تحديدا من أهمية و تأثير على كلا من المجتمع المصرى والسياسة المصرية، و ان العمل على ملف العلاقات الخارجية ودراسته يعد احد اهم الأولويات داخل المجموعة وورش عملها فى إطار بلورة رؤيتها لما يتعلق بعدد من الملفات و بمشاركة الحاضرين.

و من جانبه، قال عثمان عبد الحليم، صحفي سوداني، إن الأزمة بدأت قبل ٢٠١٨ ، من قبل قيام الثورة السودانية، مضيفاً: المشكلة وجود الدعم السريع فى المشهد السوداني، والدعم السريع هو قوات شبه عسكرية أنشأها عمر البشير سنة ٢٠١٣، نتيجة لأزمة دارفور، وهي استكمال لقوات الحناجويد، والتى أنشأت فى ٢٠٠٣، بمنطقة دارفور، ودارفور فيها عنصرين، عنصر إفريقى مسلح، وعنصر عربى سلحه البشير.

وأضاف قائلاً: منذ ٢٠٠٣ استمرت قوات للجنجاويد، ولديها سمعه سيئة ، ثم نشأ خلاف بين موسى هلال وعمر البشير، وصعد فى المشهد وقتها حميدتى ، وبعد ٢٠١٣ استمرت قوات الدعم السريع كقوة مستقلة، وفى ٢٠١٧ تم إجازة قانون في البرلمان أصبح للدعم السريع قوة تابعة مباشرة لرئيس الجمهورية السودانية.

وتابع قائلاً: أعطى عمر البشير للدعم السريع حقوق البحث عن الدهب، لتمويل قواتهم، وساهم فى زيادة أعدادهم، لافتاً إلى أن البشير استدعى الدعم السريع وقت سوء الأوضاع ورغم ذلك كان للدعم السريع تأثير فى سقوط البشير، موضحاً أنه بسبب وجود قوات الدعم السريع كقوة موازية للجيش السوداني فى المشهد السياسي كانت المواجهة محتملة وشبه حتمية رغم محاولات البرهان لتأجيل المواجهة.

واستكمل، قبل الصدام بدأت القوى السياسة تتواصل مع حميدتي واستمالته تجاهها فيما يخص التوقيع على الإتفاق الاطاري ولعبت بالنار عبر الاستفادة من خلاف البرهان وحميدتي، وقد كان حميدتي تنصل وتنكر لانقلاب البرهان وقال حميدتى، أنه الآن ضد تحرك البرهان في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، مشيراً إلى أن ٩٠ % من الشعب السودانى يدعمون القوات المسلحة السودانية حاليا، وقد وصلت قوات الدعم السريع إلى ١٠٠ مقاتل ، حيث بدأ بتجنيد الأجانب أيضاً من نفس قبيلة حميدتي المنتشرة في عدة دول جارة.

وفي السياق نفسه، قال سمير رمزي، دكتور فى العلاقات الخارجية، إن الهيكل الخاص بالقوة العسكرية، ورثت مشكلة كبيرة من عهد البشير، حيث كانت توجد هناك قوات مسلحة، وقوات دعم سريع تابع للبشير، وقوة أخرى تابعة للمخابرات، وتم القضاء عليها بواسطة الدعم السريع والجيش، بجانب عدة تنظيمات مسلحة مختلفة، وتم تجميعهم تحت إسم تنظيم العدل والمساواة يتحدث عن مطالبهم.

وأشار “رمزي” إلى أن انتشار السلاح فى السودان أحد المشاكل الموجودة منذ الاستقلال، واستمرت فى عهد البشير، كاشفاً عن سبب المواجهة بين الدعم السريع والجيش السودانى، رغم سنوات من التعاون، قائلاً: أحدهم الطموح السياسى، والبحث عن القيادة، وبسبب أيضا القوى المدنية السودانية.

ولفت إلى أن تحالف الحرية والتغيير كان مع التخلص من العناصر المتطرفة من نظام بشير، وتم إنشاء لجنة إزالة التمكين للتخلص من عناصر البشير ، كما طالبت بدمج الحركات المسلحة وتكوين جيش وطني موحد، مشيراً إلى وجود مشاكل كثيرة تمت نتيجة التعامل مع قرارات إزالة التمكين، بسبب الكثير من ملاحظات على عمل لجنة إزالة التمكين.

وتابع قائلاً: فى أكتوبر ٢٠٢١ تم فض الشراكة المدنية و العسكرية، بسبب ضغط حمدوك على سرعة توحيد القوى المسلحة،  مما نتج عنه فى فجر ٢٥ اكتوبر، تم تحديد إقامة رئيس الوزراء “حمدوك” والقبض على قيادات الحكومة وأعضاء لجنة التمكين، ومن وقتها لا توجد حكومة بالسودان.

وأضاف: تم توقيع اتفاق إطاري فى ديسمبر الماضى، الذى يمهد لتشكيل حكومة بناءاً على خروج الجيش من العملية السياسة، لافتاً إلى وجود بعض الأمور كان يجب حسمها ، كان من بينهم دمج قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة خلال سنتين، وتم اقتراح أن يتم هذا خلال ٥ سنوات، موضحاً أن سبب الضغط السياسي من خارج القوات المسلحة  على الطرفين “الدعم السريع والجيش”، كان سبب انفجار الوضع فى السودان .

وأوضح رمزي ان القاهرة كانت من أول الأطراف الإقليمية والدولية التي سعت لطرح مبادرة لتسوية الأزمة السودانية، على أساس الحل السياسي، مؤكدا ان القاهرة متواجدة بقوة في النقاشات الدبلوماسية حول الأزمة، وشاركت في فعاليات مجلس الأمن المرتبطة بالازمة السودانية، عبر المشاركة في مجلس الامن، فضلا عن المشاركة في فعاليات الجامعة العربية، والاتصالات المباشرة مع اطرف الصراع السوداني والقادة الإقليميين والدوليين.

واختتم قائلاً : لازال حل الأزمة مرتبط بإيجاد صيغة للتسوية تشمل تكوين جيش وطني موحد.

وفي سياق متصل، قال محمود هدهود، نظير تحرير موقع إضاءات، إن الوضع السودانى أشبه بصندوق أسود، ورغم اقترابنا منهم ولكن ليس لدينا معرفة كاملة عن السودان، ولماذا يهتم المثير بالملف السوداني من دول عربية. تركيا، واسرائيل؟، ولماذا يحارب السودانيين بعضهم؟

وأوضح أن السودان لديها احتياطي نفطي كبير، ومساحات زراعية واسعة، وتستمر السعودية هناك ب ٥٣ مليار دولار خلال السنوات الماضية، واتفاق لإنشاء ميناء تابع للإمارات ب ٦ مليار دولار، بجانب اتفاقات تمت بين البشير وتركيا، موضحا أن السودان دولة كبيرة وبها محاور كثيرة للاقتصاد.

وأضاف أن المجتمع السودانى أكثر تجانس من مجتمعات أوروبية، ويمثل الإسلام ٩١%، وأن عدد سكان السودان ٥٠ مليون، بينهم ٦٠٠ ألف يعملون بالقطاع الحكومى، وهى مسبة ١% من السكان ، وهذا مرتبط بجذور تاريخية طويلة.

وأوضح أن أبرز مشاكل السودان هو أن المجتمع قائم على القبيلة، وهذا يزود الحاجة إلى وجود دولة فى السودان، لإحتياج المجتمع القبلى للدولة، قائلاً: إن تجربة رئيس الوزراء حمدوك، بها مشاكل مثل برنامج الإصلاح الإقتصادى وهو برنامج مستنسخ من برنامج صندوق النقد الدولى، وهو نظام أثبت فشله، وهذه التجربة كانت بمثابة إنقلاب حمدوك على نفسه، مشيراً إلى أن إدارة الفترة الانتقالي كانت من أسوء ما يمكن، وبدل من الاتجاه لاستقرار اقتصادي وتحقيق حد أدنى من الدخل للمواطن، وحكومة مستقرة، حدث العكس تماما، مشيرا  إلى عدم وجود حكومة فى السودان منذ أكثر من عام.

وأكد “هدهود” أن الصراع فى السودان لا يمكن حسمه عسكريا، نظراً للمساحة الشاسعة للسودان التى تصل إلى ٢ مليون كيلو متر مربع، والحل الوحيد هو فى وجود تسوية، ولكن الأيام الأخيرة كانت تصريحات القوى المدنية أن الجيش هو السبب فيما حدث وهى تصريحات تصب لصالح قوات الدعم السريع.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار