ما بين تحركات زهران وتصريحات جميلة ومواقف طنطاوى.. هل تنجح الحركة المدنية فى التوافق على مرشح رئاسى ؟

. من يدعم من ؟ الحركة المدنية تسعى للتوافق على مرشح رئاسي وسط تحركات فردية وخلافات علانية

تعقد الأمانة العامة للحركة المدنية، غدا الأحد، اجتماعا من أجل التوافق على مرشح للحركة في الانتخابات الرئاسية القادمة شريطة تفعيل الضمانات التي طالبت بها الحركة المدنية وأحزابها ، ومنها إجراءات حاسمة تمنع الأجهزة التنفيذية من التدخل من قريب أو بعيد في حرية الانتخابات، فضلاً عن ضمانات نزاهة إعلان نتائجها.

و يأتي هذا الاجتماع بعد إعلان فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، على موافقه الهيئة العليا للحزب  على الدفع به كمرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤، وأيضًا موافقة الهيئة العليا لحزب الدستور على الدفع بجميلة اسماعيل رئيسة الحزب للسباق الرئاسي ، شرط موافقة الجمعية العمومية المقرر انعقادها يوم ٤ أكتوبر القادم .

وقد تقدم عضو حزب الكرامة ورئيسه السابق البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، بطرح نفسه منذ حوالى شهر مضى ، ليكون أول مرشح من المعارضة المصرية يقرر الترشح فى انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤ .

تحركات زهران

وقد اتسمت تحركات فريد زهران بالمرونة السياسية، حيث التقى بعدد كبير من النشطاء وشباب الثورة، وكذا رؤساء أحزاب ونواب، فى تحركات تسعى لضمان دعمهم له فى السباق الرئاسي، ومحاولة ضم أكبر عدد ممكن من القوى السياسية خلفه، استعدادا لمعركة إنتخابية ليست بالسهلة، خاصةً أن فريد زهران يراه على تاريخه السياسي الكبير وما لدى الحزب من كوادر وقيادات قادرة على صنع ملحمة انتخابية .

 

قنابل دخان ونيران صديقة

وجاءت تصريحات جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور غاضبه، حيث أكدت على أمرين:

أولهم : أن القرار لم يكن سهلاً في ظل غموض المشهد السياسي وإصرار النظام الحاكم على تجاهل مطالبات القوى السياسية والكتل الشعبية بالحق في انتخابات ديموقراطية لا يتم تفصيلها على مقاس فرد واحد يجعل المرشح ينافس “دولة بكاملها”، ويجعل الترشح مغامرة وجسارة تنتهي إما بالانتقام أو العقاب.

ثانيا:  الوصم من رفاق المعاناة في المجال السياسي، متابعة: نعم أيها الزملاء في حزب الدستور، نحن لا نحارب فقط بقذائف السلطة وأبواقها، لكننا نختنق من قنابل الدخان والنيران الصديقة الذين يحتكرون الصواب والحقيقة والحق في ممارسة الإرهاب وحتى الابتزاز لكل المختلفين، لكنها تظل مجرد قنابل دخان تزعج حلوقنا وتدمع أعيننا لا أكثر.

وهى تصريحات تعبر عن غضب مكتوم ،وحزن، وأيضاً رغبة فى تقديم نفسها كمرشح رئاسي قادر على إنتاج خطاب وسياسات مختلفه، وتسعى لأن تكون أولاً إمرأة رئيسة حزب تترشح فى انتخابات الرئاسة المصرية.

مواقف طنطاوي 

ويأتى طنطاوي بمواقف المعروفة شديدة الحماسة، وخطابه شديد التحدي، ولهجته شديدة السهولة، ومعه شباب كثيرين حالمين، ينظرون له باعتباره المرشح الأفضل الذي يمثلهم، حيث أن مواقف طنطاوي وقت أن كان نائب مازالت فى أذهان الجميع، وكذا شجاعته فى طرح نفسه مرشح رئاسي دون الاعتماد على دعم سياسي من أحزاب أو قوى سياسية، ولكن بدعم من شباب وشعب يرون فيه الأمل.

السباق الرئاسي للمعارضة 

ويتسابق الثلاثة المرشحين لانتخابات الرئاسة المصرية، على أصوات ودعم الحركة المدنية وشباب ثورة ٢٥ يناير ، فى الوقت الذى تسعى فيه الحركة المدنية فى محاولات جادة لتوحيد الصف والدفع بمرشح واحد فقط يمثل المعارضة المصرية.

ولكن مما هو ظاهر فإن تحركات زهران، وتصريحات جميلة، ومواقف طنطاوي، نرى أن تنازل أحدهم للآخر فى الانتخابات القادمة من المستحيلات، حيث أكد طنطاوي أنه مستمر فى السباق الرئاسي فى كل الأحوال،  وفريد زهران أصبح لديه موقف واضح من الحزب المصري الديمقراطي لا يمكن التراجع عنه ، فى حين تنتظر إسماعيل موافقة شبه مضمونة من الجمعية العمومية لحزب الدستور للنزول إلى السباق الرئاسي.

وقد تشتعل الانتخابات بين الـ ٣ مرشحين المحسوبين على المعارضة المصرية لكسب أصوات شباب ثورة ٢٥ يناير وأعضاء الأحزاب المدنية من ناحية، ومن ناحية أخرى بينهم وبين المرشح الرئيس عبد الفتاح السيسي وباقي المرشحين الذين أعلنوا رغبتهم فى الترشح مثل رئيس الوفد، ورئيس الشعب الجمهوري .

ويرى بعض المحللين أن الاتفاق على مرشح رئاسي للمعارضة المصرية فى هذا التوقيت أمر صعب جداً، خاصة أن جمع التوكيلات الشعبية أو جمع توقيع ٢٠ نائب، كأحد شروط الترشح للمنصب الرفيع مازالت أمراً صعبًا على الجميع، وإن كان يعتبر أمر مضون  نسبيا بالنسبة لفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، نظرا لوجود نواب من حزبه، ونواب لأحزاب قد تعلن دعمها له فى غضون أيام قليلة،  وعليه يجب أن ننتظر لنعرف من يستطيع الحصول على التوكيلات الشعبية أو توقيع النواب المطلوب للترشح واستيفاء باقي الشروط التى أعلنت عنها الهيئة الوطنية للانتخابات، حتى يكون الاختيار قائم على واقع أصبح مفروض وليس مجرد احتمالات.

وختامًا، فإن اجتماع الحركة المدنية الديمقراطية، المقرر له غداً الاحد، قد ينتهي باتساع حلقه الصراع بين المتنافسين حول من هو مرشح المعارضة المصرية، أو ينتهى الاجتماع بلا توافق وعلى كل حزب أن يتحرك حسب مصالحه، بعد أن أصبح التوافق على مرشح واحد يمثل المعارضه أمر بعيد المنال، تقريرك كويس يا ريمون ،و ان الجميع لا يتمنى تكرار سيناريو انتخابات ٢٠١٢.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار