ننشر نص خطاب حزب الدستور الموجه للمفوضية الاوربية

سعادة السيد سفير الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا …

 

نأمل أن تجدك رسالتنا بخير…

 

على الرغم من أننا لا نستطيعُ أن نفهم كيف يمكن لأي إنسانٍ أن يكونَ بخير بينما ترتكبُ حكومةُ الاحتلالِ الإسرائيلية هذه الفظائع ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في غزة. و‎كيف يمكن لأحد أن يريحَ رأسه ويطمئن قلبه بينما أطفال فلسطين يتعرضون للقصف ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع لأكثر من ٢٣ يومًا ؟…

 

وكما تعلم فخامتكم فإن الكيانَ الصهيوني يحتلُ الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948م، وقد شجعَ العالمُ هذا الاحتلال بموافقته على إعلان الأرض التي سرقتها دولةُ إسرائيل!

دولة إسرائيل التي كانت دائماً فوق القانون الدولي. وهو نفسُ القانونُ الدولي الذي ينصُّ على أن إسرائيل هي الدولة المحتلة الوحيدة في العصر الحديث!

 

لقد ارتكبتْ المذابح على مر العصور دون أن تحاسب على جرائمها؛ دير ياسين وجنين وقانا و قصف مدرسة بحر البقر في مصر وغيرها نماذج بسيطة من المجازر التي ارتكبتها في أقل من ٧٠ عامًا، وبينما يظلُ العالم صامتًا أصبحت أكثر وحشية واستمرت في ارتكاب المزيد من جرائم

الحرب.

 

إنهم يستهدفون المدنيين عمدًا، يقصفون منازل العائلات المدنية والمدارس والمستشفيات وحتى الكنائس، وكما شاهدنا جميعاً القنبلة التي استهدفت المستشفى العربي المعمداني التي قتل فيها أكثر من ١٠٠٠ مدني. ‎والقنبلة التي استهدفت كنيسة القديس بيرفيوس التي تهي من أقدم

الكنائس على وجه الأرض.

 

إسرائيل ليست مجرد قوة احتلال أعلنت نفسها دولة، ‎بل هي أيضًا دولة الفصل العنصري الوحيدة في العالم من خلال معاملة العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء كبشر من الدرجة الثانية، وإبقائهم في قطع مقسمة من الأرض، مما يمنعهم من التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن آخر في العالم

 

إذا جربت أن تكون عربيًا في ما يسمى بدولة إسرائيل، فلن يكون لك الحق في حرية التنقل خارج غزة والضفة الغربية، ولا في الحصول على أجور متساوية إذا كنت واحدًا من القلائل الذين يسمحون لهم بالعمل في الأراضي التي تحتلها حكومة إسرائيل، ولا الحق في حرية التعبير وحقك في ممارسة شعائرك الدينية بالصلاة في أحد أقدس الأماكن في الإسلام المسجد الأقصى، والقائمة تطول وتطول.

 

ولا بد أن علمكم بالقوانين الدولية وتوصيفات الأفعال العدائية التي تتفق عليها المواثيق والاتفاقات الانسانية سيشرح بما لا يدعي مجالاً للشك أنها لم تعد حرباً بعد الآن، بل خطة إبادة جماعية بكل معنى الكلمة. كما أن قطع الكهرباء والغذاء والماء والوقود عن 2.2 مليون مدني جريمة حرب متواصلة كما ينص القانون الدولي.

 

لا يمكننا أن ننسى قط أن نيلسون مانديلا نفسه قد وُصف بالإرهابي لأنه فعل الشيء نفسه ضد حكم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قبل أن ينتصر الحق ويحصل شعب جنوب أفريقيا الشجاع على حريته

.

‎سعادة السفير كريستيان بيرجر …

نحن في حزب الدستور نحتج علي موقفكم من جرائم الاحتلال في غزة، ونطالبكم بموقف يعبر عن احترامكم للقانون الدولي والثوابت التي بني عليها المجتمع الدولي، وحث حكوماتكم على التحرك العاجل في الأمن المتحدة ومجلس الأمن من أجل إجبار حكومة الاحتلال على وقف حربها المتوحشة على المدنيين، والبداية تكون من الوقف الفوري لإطلاق النار ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

كما نأمل في حزب الدستور أن يكون موقفكم دفاعاً عن قيم ومبادئ تحترم حقوق الإنسان، ولا تدعم جرائم الاحتلال والآلات العسكرية المسلحة ضد المدنيين العزل في فلسطين

 

‎المكتب السياسي لحزب الدستور

و رئيسة حزب الدستور

‎جميلة اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار