الأرض لن تعود كالسابق.. تقرير صادم عن سبب ارتفاع درجات الحرارة في الخريف
على الرغم من الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ، فإن تقريرًا جديدًا يحذر من أن انبعاثات الوقود الأحفوري البشرية تشكل تهديدًا حقيقيًا لعتبة مناخية رئيسية بشكل أسرع مما كان يعتقد سابقًا. ووفقًا للباحثين، هناك احتمال كبير لتجاوز حد الارتفاع المتفق عليه في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2029، وهو أمر يثير قلقًا كبيرًا.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، تشير الدراسة إلى أن الانبعاثات القياسية لثاني أكسيد الكربون في السنوات الثلاث الماضية تعد العامل الرئيسي وراء هذه التطورات المقلقة.
كما يشير الباحثون إلى أن لدينا فهمًا أفضل الآن لكيفية تأثير حرق الوقود الأحفوري على تغير المناخ، خاصة بعد الارتفاع الحراري الغير مسبوق الذي شهدناه في العام الماضي، حيث تم تسجيل يوليو كأكثر شهر ساخن في التاريخ.
ومن المتوقع أن تقترب درجات الحرارة في عام 2023 بأكمله من مستوى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة المتفق عليها في عام 1850، قبل أن يبدأ العالم في استخدام الفحم والنفط والغاز بكميات كبيرة.
وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع قد يكون لمرة واحدة في الوقت الحالي، إلا أن العلماء يعبرون عن قلقهم من أن العالم سيبدأ قريبًا في إطلاق مزيد من الغازات الدفيئة التي تؤثر على المناخ، وهذا قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة لفترة أطول بكثير مما كان متوقعًا.
ويقول العلماء إن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في الغلاف الجوي ترفع درجات الحرارة لأنها تحبس إشعاع الأرض، مما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويشكل رقم 1.5 درجة مئوية عنصرا رئيسيا في الوعود التي قطعها القادة عندما وقعوا على اتفاق باريس للمناخ في عام 2015، وتعهدوا بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين وبذل قصارى جهدهم للحفاظ على هذه الزيادة عند مستوى أقل من 1.5 درجة مئوية هذا القرن.
يُنظر إلى رقم 1.5 درجة مئوية على أنه مهم بشكل خاص للدول النامية، التي تخشى أن يؤدي تجاوز هذا المستوى من الاحترار إلى ارتفاع مستوى المحيطات لتبتلع منازلها، ولتحديد المدة التي سيستغرقها العالم للوصول إلى هذا الرقم الرئيسي، قام العلماء بحساب كمية الكربون التي لا يزال من الممكن انبعاثها.