جميلة إسماعيل: القوة تأتيك أحياناً من حيث لا تتوقع.. وربما خيال جديد يخلصك من خيبات الماضي
قالت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، بالأمس كنت في ساحة الحرية، شاركت عشرات الآلاف فى مسيرة تهتف باسم “فلسطين” في قلب واشنطن وفي المسافة بين مبنى البيت الأبيض ومبنى الكابيتول آلاف من الأعلام واللافتات والهتافات المطالبة بوقف فوري للنار في غزة والحرية لفلسطين.
وأضافت خلال منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كنت وسط طيف كبير ومتنوع ومختلف الجنسيات والأعراق والأديان والطوائف والهويات كلهم تجمعوا تحت عنوان واحد لوقف المجزرة بعد ١٠٠ يوم من القتل المفرط والتجويع والتهجير.
وتابعت: ١٠٠ يوم من محاولة إبادة شعب يقاوم الاحتلال والموت ودفن قضيته وحقوقه، وكل هؤلاء في مكان واحد ضد تحالف دولي من حكومات وأنظمة وبالقرب من مقر إقامة رئيس أمريكا للضغط عليه من أجل وقف الدعم والشراكة في أكبر جرائم القرن الحادي والعشرين.
واوضحت: لم أكن في زيارة سياسية أو إعلامية لواشنطن ونيويورك، كنت في زيارة اطمئنان على بعض المسائل الخاصة بإبني و الذي أصبح استغراقى فى العمل الحزبي يحول دون متابعة أموره بالشكل الذى أتمناه، مستطردة: غادرت القاهرة قبل أيام من نهاية عام مرهق على مستويات سياسية واجتماعية بدأت بالصعوبات المتزايدة لتكاليف الحياة في ظل ازمة اقتصادية تتعقد بشكل ينذر بالخطر والكوارث، ولم تنته السنة إلا وحرب غزة تتحول إلى مجزرة وجريمة إبادة في ظل صمت وشراكة من كل أنظمة وإدارات العالم، فهكذا تتشابك الكوارث علينا.
واستكملت: وقبلها عام كامل نمر فيه بمحطات الحوار الوطني، ثم السابع من أكتوبر، ثم انتخابات الرئاسة ،ثم بداية المناقشات حول ما هو قادم فى حزب الدستور، بل وأحزاب الحركة المدنية برمتها على الخريطة السياسية فى المرحلة المقبلة.
وأضافت جميلة إسماعيل: جئت إلى نيويورك في مهمة لم أتمنى سوى إكمالها على خير والعودة لاستكمال المهام السياسية المتواصلة في القاهرة وسط أزماتها المعتادة التى تأتى أحيانا على خلفية تلقائية و أحيانا أخرى بشكل مهندس لشق الصف و قطع الطريق و إرهاقنا، متابعة: لكن القوة تأتيك أحياناً من حيث لا تتوقع، من حدث شاركت فيه بالصدفة لأقابل كل هذا التنوع الكبير وما يمثله من خيال جديد يفتح طرقاً لم تدر في رؤوس المحللين والواقعيين والمخضرمين والمزايدين والمتوهمين امتلاكهم للحقيقة.
وأردفت: خيال جديد يجمع كل هذا الطيف الواسع لمواجهة تحالف من السلطة وصناع السلاح ومحتكري الثروات الذين تخيلوا أن العالم في قبضتهم، فالموضوع أكبر من هذه اللحظة المرهقة التي نعيش خيباتها وكأنها قدر،وهنا في ساحة الحرية قابلت مئات من المصريين أصدقاء عرفتهم في القاهرة منذ عقود أو تقابلنا في مناسبات متعددة ووجوه معروفة من جيل يناير، كلهم على اختلافهم تجمعوا تحت راية وهتاف الحرية الفلسطيني كأنها كلمة السر التى ستفتح أبواباً في مستقبل غامض ومرعب ومجهول.
وأوضحت، هذه القوة التي شعرت بها لم تكن من النوع الاحتفالي الذي تصاب به في نوبة سريعا ما ترحل، لكنها من نوع يحفز على التفكير والتصميم على استكمال الطرق المقطوعة عند العودة للقاهرة، فلم نفرح لأننا نستمتع بلحظة حرية عابرة في عاصمة بعيدة، ولكن لأننا نصرخ في وجه أقوى دولة في العالم لتوقف شراكتها للمحتل الاسرائيلي في ابادة الشعب الفلسطيني ومحو القضية للأبد.
وقالت: التقيت بشباب مصري متفرد وناجح كل في مجاله، بينهم زملاء قدامى مؤسسين في حزب الدستور لم ألتق بهم منذ سنوات، بينهم بدر البنداري عضو مجلس حكماء الحزب سابقا و عصام البرعى من امانة المنوفية وغيرهم ط.
واختتمت رئيسة حزب الدستور، مع كل محطة فى رحلتى كانت أسئلة من المتابعين لحزب الدستور و أصدقائه تلاحقنى و وأنا أحاول و بحماس كبير الإجابة عليها، تساؤلات عن حال الحزب وعدد أعضاءه وموارده وخططه و كيفية الانضمام له وسط مخاوف من إعادة انتاج أخطاء الماضي أو الانزواء مجددا ، مع كل خطوة تلقيت تساؤلات حول إذا كانت أحزاب المعارضة المدنية ستستمر فى البناء و توسيع مجالها السياسي أم ستتحلل فى معارك صغيرة تافهة ؟ و هل اكتسبنا خبرات تحصننا من أمراض السياسة المزمنة من تخوين و وصم و إعلاء الذات على المصلحة العامة؟ و هل نتمتع بوعي اليوم يمكننا من حماية الكيانات السياسية الحقيقية فى مواجهة من يخطط لاستهدافها أو القفز عليها أو الإطاحة بها أو إدخالها فى المتاهة حتى تتعفن بدلاً من إعدادها لتكون بديلاً يخدم البلاد والعباد فى هذه الأوقات الصعبة ؟ أسئلة كثيرة استقبلتها من مصريين فى الغربة جاءت على خلفية د محبة كبيرة لمصر وعلى خلفية ثقة نتمنى أن نحظى بها دائما وسط الناس، أسئلة جعلتنى أتساءل و أنا أغادر واشنطن : “هل من خيال جديد مثل الذى نراه يومياً فى
مواجهة ادارة بايدن والضغط لتصويب سياسات أقوى دولة فى العالم، أم قدرنا أن نكرر خيبات الماضى..؟”