الحركة المدنية الديمقراطية تنظم يوماً تضامنياً مع معتقلي الرأي وتدعو للإفراج عن المحبوسين

نظمت الحركة المدنية الديمقراطية يوماً تضامنياً مع معتقلي الرأي، بما في ذلك دكتورة ليلى سويف، حيث شهد الحدث مشاركة عدد من قيادات الأحزاب السياسية، وأهالي وزوجات السجناء. وقد اختتمت الحركة اليوم ببيان رسمي تطالب فيه بالإفراج عن المحبوسين احتياطياً والمحكومين في قضايا سياسية.

وأكدت الحركة في بيانها على حق الحرية كحق إنساني أصيل، مشددة على أنه لا يجوز حرمان أي مواطن مصري من حريته بسبب معارضته أو تعبيره عن رأيه. كما دعت إلى ضرورة احترام القانون وأحكام القضاء، مطالبة بالإفراج عن المحكومين الذين انتهت مدد أحكامهم مثل علاء عبد الفتاح ومحمد عادل وغيرهم ممن استمر حبسهم دون سند قانوني.

وفي سياق متصل، أعربت الحركة عن تضامنها مع دكتورة ليلى سويف، والدة علاء عبد الفتاح، التي تخوض إضراباً عن الطعام دفاعاً عن حرية ابنها. وطالبت الحركة باحترام وتنفيذ القانون في هذا الشأن.

كما أكدت الحركة أن تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية التي تمس الأمن القومي المصري يعتمد على السلم المجتمعي وإرساء الديمقراطية ودولة احترام القانون. ودعت السلطة إلى الإفراج عن المحبوسين من أبناء مصر المستعدين للتضحية من أجل وطنهم.

وشدد البيان على أهمية استغلال الظروف الحالية لتصحيح الأوضاع وفتح صفحة جديدة لمستقبل يقوم على أساس الديمقراطية وحرية الرأي وفتح المجال العام بشفافية دون حصانة للاستبداد والفساد.

وتضمن اليوم التضامني أيضاً مقتطفات من كتاب علاء عبد الفتاح قرأتها سامية جاهين وأهداف سويف، بالإضافة إلى عرض رسالة مصورة من دليلي سويف ومشاركة رسائل تضامنية من مختلف أنحاء العالم لدعم قضيتها.

في إطار فعاليات اليوم التضامني ، تحدث مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ورئيس مجلس أمناء الحركة المدنية،  عن معاناة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح خلال السنوات الماضية، مشدداً على أن الحركة تشعر بمعاناة جميع سجناء الرأي ولا تميز بينهم. وأكد الزاهد أن الحركة دائماً ما تطالب بالإفراج عن كافة سجناء الرأي، مشيراً إلى المذكرة الأخيرة التي تم تقديمها للنائب العام والتي تدعو لاستخدام سلطته لإنهاء معاناة من قضوا فترة حبسهم وما زالوا داخل السجون.

وأوضح الزاهد أن ما يحدث حالياً لعلاء عبد الفتاح هو “اعتقال مقتن”، حيث يجب أن تنتفي صفة الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي. وأشار إلى أن الوضع الحالي في السجون يأتي بناءً على تدابير أمنية، رغم التصريحات السابقة للرئيس السيسي بأن مصر أصبحت “واحة للأمان” ووجود حوار وطني كان من المتوقع أن يحسن الأوضاع، إلا أن الواقع تحول للأسوأ.

وأكد الزاهد على أهمية بناء دولة ديمقراطية، مشيراً إلى أن القبض على الأشخاص بسبب آرائهم المختلفة دون ارتكاب أي جرم يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان. كما أشار إلى أن المعتقلين هم رصيد للحركة الوطنية ويقفون في الصفوف الأولى من أجل التغيير، مثل يحيى حسين عبد الهادي وأحمد الطنطاوي.

وفي ختام حديثه، أعرب الزاهد عن أمله في الإفراج عن جميع سجناء الرأي وقد تم تقديم طلبات لرئيس الجمهورية وحرمه ومجلس الوزراء والنائب العام بهذا الخصوص. ودعا الجميع إلى الاستجابة لهذه الدعوات من أجل تعزيز الملاحم الوطنية، متمنياً السلامة للدكتورة ليلى سويف وأن تمر الساعات القادمة بسلام.

ليلى سويف: أقاتل من أجل حياة أولادي رغم المخاطر

في فيديو مؤثر من لندن، عبرت ليلى سويف، والدة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، عن مشاعرها القوية تجاه الوضع الراهن لابنها، مؤكدة أنها “اليوم أفضل من أمس”، رغم المخاطر الصحية التي تواجهها. وأشارت إلى أنها تقترب أكثر من “منطقة الخطر”، لكنها مصممة على الاستمرار في نضالها من أجل حياة أولادها.

وقالت سويف: “أنا بخاطر بحياتي، ولكنني لن أتراجع لأنني أشتري حياة أولادي. أنا الآن في الـ68 من عمري، وأتمنى أن ينتهي الوضع الذي يعاني منه أولادي، فهذا هو حلمي”.

وعبرت عن عدم تفاؤلها بشأن التوقيتات الحالية، لكنها أعربت عن سعادتها بالتضامن الكبير الذي تلقته من جميع أنحاء العالم. وأضافت: “أمهات من غزة وسوريا أرسلوا لي رسائل تضامن. وهناك أشخاص أرسلوا رسائل إلى حرم الرئيس لإنقاذ حياة ابني وحياتي”.

وفي ختام حديثها، أكدت سويف أنها غير متفائلة بمستقبلها أو مستقبل ابنها، محذرةً: “إذا حدث لي شيء، فإن بناتي أمانة في رقبتكم حتى خروج علاء من السجن”.

أهالي معتقلي الرأي في مصر يطالبون بالعدالة والإفراج عن ذويهم خلال 

وفي إطار فعاليات اليوم التضامني الذي نظمته الحركة المدنية الديمقراطية لدعم معتقلي الرأي والوقوف إلى جانب الدكتورة ليلى سويف، تحدث عدد من أهالي وزوجات المعتقلين عن المعاناة الإنسانية والقانونية التي يواجهونها منذ سنوات، مطالبين بإنصاف ذويهم وإنهاء معاناتهم.

**كلمة روفيدا حمدي زوجة المعتقل محمد عادل:**
قالت روفيدا حمدي، زوجة المعتقل محمد عادل، إنها وزوجها يواجهان معاناة كبيرة منذ اعتقاله قبل 11 عامًا بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة. وأضافت: “دخل محمد السجن وأنا في الـ21 من عمري، والآن أنا في الـ34، كانت لدي أحلام كثيرة، لكنها تلاشت تمامًا. حتى حلم الأمومة أصبح مهددًا”.

وأشارت روفيدا إلى أن زوجها واجه ظروفًا قاسية في السجن، خاصة في سجن جمصة 2، كما تم منعه من إكمال دراسته للحصول على درجة الماجستير في القانون. وأضافت: “منذ ديسمبر 2024، تم عزل محمد تمامًا عن التواصل مع الآخرين، باستثناء اثنين من السجناء، أحدهما متهم بقضايا مخدرات. كما تم منعه من استخدام الأموال التي ترسلها أسرته عبر البريد المصري”.

واختتمت كلمتها بالقول: “إذا افترضنا أنهم مذنبون، فقد أخذوا جزاءهم بما يكفي. مصر تحتاج إلى كل أبنائها، وهم يمتلكون طاقات كبيرة يمكن أن تفيد البلاد”.

**كلمة سلوى زوجة المعتقل شادي محمد:**
من جانبها، قالت سلوى، زوجة المعتقل شادي محمد من الإسكندرية، إن زوجها يعاني من ظروف قاسية في السجن، خاصة بعد نقله من سجن العاشر 6. وأضافت: “شادي قال لي إنه إذا مات فلن يبقى في هذا السجن. هو معتقل بسبب تضامنه مع فلسطين، وهذه ليست تهمة تستحق كل هذا العقاب”.

وأعربت سلمي عن قلقها الشديد بسبب عدم تمكنها من التواصل مع زوجها منذ 9 أيام، قائلة: “أرجو من أي شخص يعرف أي معلومات عن شادي أن يخبرني. أنا أتمنى الإفراج عن كل المعتقلين”.

**كلمة والدة المعتقل سامي الجندي:**
أكدت والدة المعتقل سامي الجندي أن الدولة لا تلتزم بالقانون في التعامل مع قضية ابنها. وقالت: “التجديدات لحبس ابني تتم بشكل غيابي، وهذا يخالف القانون. النائب العام أخبرني أن مذكرتي قد تم عرضها على نيابة أمن الدولة، لكن هذا غير عادل. كل ما أطلبه هو تطبيق القانون”.

**كلمة ندى مغيث زوجة المعتقل أشرف عمرو:**
بدورها، قالت ندى مغيث، زوجة المعتقل أشرف عمرو، إنها تعرضت للاعتقال في منتصف يناير الماضي، وتم توجيه نفس التهم الموجهة لزوجها لها. وأضافت: “أنا في حالة غثيان شديدة بسبب عدم وجود منصة أستطيع من خلالها الدفاع عن زوجي، الذي اتهم بالإرهاب وهو مجرد رسام كاريكاتير. النيابة كان من المفترض أن تحميني، لكنها وجهت لي نفس التهم”.

واختتمت ندى كلمتها بالقول: “نحن لا نفعل شيئًا ضارًا، كل ما نقوم به هو رسم أو كلمة. ما يحدث الآن هو انتهاك إنساني يومي، ومن حقنا أن نقول: كفى تعبًا”.

صلاح عدلي يحذر من تغول السلطة التنفيذية على القضاء ويطالب بإنصاف معتقلي الرأي

في كلمته حذر  صلاح عدلي رئيس الحزب الشيوعي المصري من التغول الكبير للسلطة التنفيذية المتمثلة في شخص واحد على السلطة القضائية في مصر، معتبرًا أن ذلك يرجع إلى عدم تكرار ثورة يناير التي كانت تحمل مطالب بالحرية والعدالة.

وقال عدلي: “لم نرى من قبل أن يتم إهدار حياة شباب بسبب كلمة على الفيس بوك. اليوم، نواجه مأساة كبيرة تتمثل في عدم وجود استقلال كامل للسلطة القضائية، مما يؤثر سلبًا على حقوق المواطنين وحرياتهم”.

وأشار عدلي إلى أن الوضع الحالي يفتقر إلى العدالة، خاصة في قضايا معتقلي الرأي، حيث يتم تجاوز القانون بشكل صارخ. وأضاف: “ما يحدث لعلاء عبد الفتاح هو وضع غير إنساني، حيث لا يزال رهن الاحتجاز رغم انتهاء مدة حبسه. هذه انتهاكات لا يمكن السكوت عنها”.

كما تطرق عدلي إلى الحديث عن الناشطة الحقوقية الدكتورة ليلى سويف، واصفًا إياها بأنها “إنسانة رقيقة وهادئة، لكنها متشبثة دائمًا بقراراتها ومبادئها”. وأكد أن سويف تمثل نموذجًا للنضال السلمي من أجل العدالة وحقوق الإنسان.

واختتم عدلي كلمته بتأكيد ضرورة إعادة النظر في سياسات الدولة تجاه الحريات العامة واستقلال القضاء، داعيًا إلى وقف الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون وإطلاق سراحهم فورًا.

 

حزب المحافظين يدعو للإفراج عن معتقلي الرأي خلال اليوم التضامني مع دكتورة ليلى سويف

هذا و ألقى حبيب عادل، رئيس المكتب التنفيذي لحزب المحافظين، كلمة مؤثرة مساء اليوم، حيث جدد خلالها الحزب مطالبته بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي وإنهاء أزمة المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا سياسية.

افتتح عادل كلمته بتحية الحضور الكريم، مشيرًا إلى أن تجمعهم يعكس إيمانهم العميق بضرورة إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة يتمتع فيها المواطنون بكامل حقوقهم، وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير. وأكد أن استمرار أزمة معتقلي الرأي يشكل مظلمة لا يمكن القبول بها إذا كنا نريد تحقيق السلم المجتمعي والاصطفاف الوطني الحقيقي.

وأشار عادل إلى التحديات الخارجية التي تواجه مصر اليوم، مؤكدًا على أهمية التكاتف في مواجهة هذه التهديدات. وطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق هذا التكاتف في ظل وجود آلاف الأصوات الحرة خلف القضبان. كما سلط الضوء على قضية علاء عبد الفتاح، الذي أصبح رمزًا للآلاف من معتقلي الرأي والمحبوسين احتياطيًا.

كما تطرق إلى حالة الدكتورة ليلى سويف التي دخلت في إضراب عن الطعام، محذرًا من المخاطر الصحية التي تواجهها نتيجة لذلك. واعتبر أنها تمثل آلاف الأمهات اللاتي يزرن سجون مصر في رحلات الألم لزيارة أبنائهن المعتقلين.

وفي ختام كلمته، جدد حبيب عادل مطالبته بسرعة الإفراج والعفو عن جميع سجناء الرأي والمعارضين، مشددًا على ضرورة إطلاق سراح كبار السن والسيدات والشباب. وأشار إلى أسماء عدد من المعتقلين الذين يستحقون الحرية مثل الأستاذ يحيى حسين عبد الهادي والأستاذ محمد القصاص وغيرهم.

وأكد أن حرية الرأي والتعبير حق أساسي وليست جريمة، وأن المصالحة الوطنية الحقيقية تبدأ بإطلاق سراح الأحرار. واختتم كلمته بشعار “الحرية لكل معتقلي الرأي.. والحرية لمصر”.

اختتم اليوم التضامني بدعوة من المشاركين إلى ضرورة إعادة النظر في قضايا معتقلي الرأي، وتطبيق العدالة، والإفراج عنهم، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها هم وأسرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!