فريد زهران: الانتخابات ليست مجرد ‘ستارة وصندوق’… بل هي معركة من أجل الحريات والديمقراطية

في هذا الجزء من الحوار، يؤكد فريد زهران على أن الانتخابات الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد إجراءات شكلية، بل تحتاج إلى مناخ سياسي حر ونظام انتخابي عادل وقوانين تحمي الحريات. رغم ضيق الهامش الديمقراطي، يرى زهران أن المشاركة في العملية السياسية هي وسيلة لتوسيع هذا الهامش، حتى في ظل التحديات التي تواجهها المعارضة في مصر.
من بين العمليات الديموقراطية التي تشهد مجموعة من التحديات في مصر مسألة الانتخابات، وقد تناولت من قبل مصطلح “الحيز المتاح”؛ فما هو تعريفك للحيز المتاح، وكيف ترى العملية الديموقراطية في الوقت الراهن؟
فريد زهران: الانتخابات الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد إجراءات شكلية، بل تحتاج إلى مناخ سياسي حر ونظام انتخابي عادل وقوانين تحمي الحريات؛ فهي -أي الانتخابات- ليست مجرد “ستارة وصندوق”. ورغم ضيق الهامش الديمقراطي، إلا أن المشاركة في العملية السياسية هي وسيلة لتوسيع هذا الهامش، حتى في ظل التحديات التي تواجهها المعارضة في مصر.
نحن في الحزب الديمقراطي الاجتماعي مثلنا في ذلك مثل كل الاحزاب التي تعمل في ظل الدستور و القانون نعمل ضمن “الحيز المتاح”، وهو ،مرة اخرى ، العمل السياسي في إطار الدستور والقوانين الحالية، رغم وجود بعض الملاحظات التي تحتاج إلى تعديلات دستورية وتشريعية. ولكننا نلتزم بالعمل تحت مظلة الدستور وبما تسمح به هذه القوانين، وهذا ما أسميه “الحيز المتاح”.
والعمل داخل “الحيز المتاح” يعني الالتزام بالدستور والقانون، لكن هناك قوى سياسية أخرى تختار العمل خارج هذا الإطار. على سبيل المثال، تنظيمات مثل “داعش” تعتمد على العنف وحمل السلاح، أو بعض الجماعات اليسارية المتطرفة في ألمانيا، أو الحزب النازي الجديد. هذه القوى ترفض العمل ضمن الأطر القانونية والدستورية، في مصر هناك قوى سياسية معارضة تعمل داخل “الحيز المتاح”، مثل حزب الوفد وجميع أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية. هذه القوى تلتزم بالعمل السياسي الشرعي وتؤمن بالعمل ضمن الأطر الدستورية والقانونية، رغم كل التحديات.
ونحن نصر على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية طوال الوقت، إذا أتيحت لنا الفرصة وكانت الظروف مهيَّأة؛بهدف توسيع هذا “الحيز المتاح” وزيادة الهامش الديمقراطي، وأذكر على سبيل المثال في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 أننا لم نشارك؛ لأننا مُنعنا من المشاركة بمعنى انه تم اغلاق الحيز المتاح بصورة كاملة .
– كيف ترد على الانتقادات التي تُشير إلى أن العمل ضمن “الحيز المتاح” قد يُضعف موقف المعارضة ويجعلها تابعة للسلطة؟
الهامش الديمقراطي المتاح ضيق للغاية، لكنني أحاول التحرك ضمنه قدر المستطاع. لن أتوقف عن المشاركة إلا إذا ضاقت كل السبل. على سبيل المثال، شاركت في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لأنني أؤمن بأن المشاركة ولو في ظل ظروف غير مثالية هي وسيلة لتوسيع هذا الهامش. أكرر دائمًا: الانتخابات ليست مجرد “ستارة وصندوق”، بل هي بيئة سياسية متكاملة. لن تكون هناك انتخابات نزيهة تعكس إرادة الناخبين بشكل حقيقي ما دامت هناك قوانين تقيِّد الحريات أو وجود مسجوني الرأي. ومع ذلك، نحن نواصل المحاولة لتوسيع هذا الهامش الديمقراطي من خلال المشاركة الفاعلة.




