فريد زهران في حوار شامل: من تداعيات فوز ترامب إلى أزمات مصر الداخلية.. رؤية استراتيجية للمستقبل

في حوار صريح، ومهم مع فريد زهران، رئيس الحزب الصري الديموقراطي، والمرشح الرئاسي السابق، قامت “السلطة الرابعة” بطرح عدد من القضايا التي تشغل الساحة المحلية والعالمية عليه، واستطلعت آراءه في التداعيات الإقليمية التي نجمت عن التغيرات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى رأيه في مجموعة من الأمور الداخلية، سواء مسألة عمل أحزاب المعارضة، والأفق السياسي الداخلي، وكذلك موقف السلطة من سجناء الرأي والموقوفين احتياطيًّا، وغيرها من القضايا الإشكالية…
– فريد زهران: ترامب يغيِّر ملامح العالم ويهدِّد القضية الفلسطينية
– ما هي أبرز التداعيات التي يمكن أن تترتَّب على العدوان الإسرائيلي في ظل إدارة ترامب؟
إن الأوضاع السياسية، سواء الدولية أو الإقليمية، وثيقة الارتباط بالأوضاع السياسية الداخلية، ووصول “ترامب” إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وما ترتَّب على ذلك من تداعيات، أمر مؤثر بلا شك، فقبل هذا الحدث بفترة وجيزة كانت إسرائيل قد بدأت عدوانًاإجراميًّا على غزة، وتزايَدَت وحشيته مع نجاح ترامب في الانتخابات، والتصريحات التي أطلقها.
الإدارة الأمريكية السابقة على ترامب كانت تقدِّم دعمًا غير محدود لإسرائيل، لكن مع قُرب وصول ترامب أدَّى ذلك إلى تداعيات كبيرة لم تكن مُتوقَّعة، خصوصًا هذا القدر من التسارع بها، ومنها على سبيل المثال سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وأحداث اليمن، والتوقعات فيما يتعلق بما يمكن أن يحدث في العراق بشأن ما يتردد حول ما يمكن أن يحدث في العراق بعد انحسار النفوذ الإيراني، وتزايُد النفوذ التركي في المنطقة على حساب النفوذ الإيراني في سوريا ومناطق أخرى في الإقليم.
إذًن نحن نتحدث عن تغيير كبير تمَّ في إدارة العالم بوصول ترامب إلى السلطة، ترتَّبت عليه نتائج مباشرة في الإقليم، ومن المتوقع أن تزداد هذه النتائج على المدى القصير، جنبًا إلى جنب مع تطوُّرات أخرى قد تحدث في أقاليم أو مناطق أخرى من العالم، منها على سبيل المثال احتمالات تصاعُد الاحتقان والتأزُّم في شرق آسيا على خلفية تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الامركية والصين بعد وصول ترامب إلى السلطة، في شأن آخر على سبيل المثال: الحرب الروسية الأوكرانية ربما تشهد تهدئة نتيجة أن ترامب وعد بذلك، ولديه علاقات قد تكون جيدة بأطراف الصراع هناك،ولديه قنوات اتصال مع الإدارة الروسية وهو يرغب في إنهاء هذا الصراع على نحو أو آخر.
ما أؤكد عليه هو أننا أمام متغيرات دولية وإقليمية متنوِّعةفي العموم، وما يخصُّنا منها، و نحن نتحدث عن إقليمنا، هو تزايُد نفوذ إسرائيل وتراجع النفوذ الإيراني، ومحاولةترامب، من خلال سياسات جديدة أكثر عداءً للعرب والمسلمين، وأكثر دعمًا لإسرائيل فرض السلام الإسرائيلي الذي يريده في المنطقة . ترامب يسعى من خلال هذا السلام المزعوم إلى إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، وفي هذا السياق يأتي الحديث عن تهجير الفلسطينين سواء تهجير فلسطينيِّي غزة إلى مصر أو فلسطينيِّي الضفة إلى الأردن.
الفيديو المقطع كامل من هنا

– فريد زهران يحذر: الاقتصاد المصري على شفا الانهيار.. والانفراج السياسي هو المخرج الوحيد
– على صعيد آخر، كيف تصف الأوضاع داخليًا في مصر في الوقت الراهن؟
لا أخفيك سرًّا أنني قلِق للغاية بشأن الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، وأرى أن البلاد تقف على حافة أزمة جديدة قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي وسياسي إذا لم تُتَّخَذ إجراءات جذرية لمعالجة الأوضاع الراهنة.
فالاقتصاد المصري في نظري يعيش حالة من “الاستقرار الهش”، مَرَدُّها يعود إلى الثبات النسبي في سعر الصرف، إلا أن هذا الثَّبات لم يكن نتاجَ سياسات اقتصادية مستدامة، بل جاء نتيجة بيع بعض الأصول والحصول على قروض خارجية، لكن هذه الإجراءات ليست سوى مسكِّنات مؤقتة، وأظن أن الوضع الحالي يُنذِر بموجة جديدة من الانهيار على المدى القصير في الاغلب.
والأمر برمَّته ليس جديداً علينا ، فقد تكرر مشهد استقرار سعر الجنيه ثم انهياره الصادم اكثر منمرة في الفترات الأخيرة وما يروَّج له اذن عن تحسُّن الأوضاع هو مجرد تفاؤل غير حقيقي، فهناك مَن يروِّجون -عن سوء قصد- لوضع غير واقعي، بينما الاقتصاد المصري يعاني أزمة كبيرة لن تُحلَّ باتباع نفس السياسات القديمة التي تعتمد على سيطرة السلطة على الثروة والمجال العام.
فأنا أرى أن الأزمة الاقتصادية ليست سوى انعكاس لأزمة سياسية أعمق، حيث يتم إدارة البلاد بمنطق “القبضة الأمنية”، مع تبرير دائم من السُّلطات بأن هناك أخطارًا تهدد الأمن القومي. وقد أدَّى هذا النهج إلى تقييد الحريات العامة، وغياب حرية الرأي والتعبير، وعدم وجود حقوق حقيقية للتنظيم السياسي أو النقابي، فضلًا عن غياب انتخابات ديمقراطية نزيهة تعكس إرادة الشعب.
للأسف، مصر تعيش في “دوامة” من الأزمات منذ 70 عامًا، حيث تتم إدارة البلاد بنفس النهج السلطوي الذي يمنع التداول السِّلمي للسلطة. والخروج من هذه الأزمة يتطلب خطوات جذرية نحو الانفراج السياسي، بدءًا بالإفراج عن مسجوني الرأي والمحتجزين احتياطيًّا، وإسقاط القوانين المقيِّدة للحريات، وإلغاء حالة الطوارئ.
الحل الحقيقي يكمن في تخفيف القبضة الأمنية، وإشراك المجتمع في صنع القرار عبر الأحزاب والنقابات والجمعيات؛فإرضاء الناس سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الحقيقي.
فيديو المقطع كامل من هنا
– فريد زهران: قوة المعارضة تكمن في وحدة الأحزاب.. واندماج اليسار حلم استراتيجي
– فيما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية الخاصة بتعزيز قوة المعارضة المصرية من خلال توحيد الأحزاب، خاصة تلك التي تنتمي لتيار اليسار والديمقراطية الاجتماعية.برأيك، ما هي العقبات الرئيسية التي توحِّد أحزاب اليسار في مصر، وكيف يمكن التغلب عليها لتحقيق حلم الاندماج الذي تتحدث عنه؟
قوة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي مرتبطة بوجود أحزاب أخرى قوية، والانقسامات داخل الأحزاب تمثِّل إحدى أزمات الوضع السياسي المصري في عمومه، ولا يخفى على أحد أنني لديَّ تجربة شخصية في محاولة منع الانقسام داخل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حيث دعوت الأطراف المختلفة، في بداية الخلافات التي انتهت بكل اسف إلى انقسام حزب العيش و الحرية إلى منزلي،في محاولة صادقة لاحتواء الخلافات. هذه الخطوة جاءت من إيماني بأن قوة المعارضة تكمن في قوة الأحزاب المنضوية تحتها، وليس في تفتُّتها.
وأنا مقتنع تمام الاقتناع أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي أشرف برئاسته يزداد قوَّةً عندما تكون الأحزاب الأخرى قوية، ومن يرى عكس ذلك ليس لديه خبرة كافية في العمل السياسي. وبلا شك، فإن وجود أحزاب قوية مثل التحالف الشعبي، وحزب الإصلاح والتنمية، وحزب الكرامة و غيرها من الاحزاب يعزِّز من قوة المعارضة ككل؛ لأن العمل الفردي لكل حزب على حدة يُضعف تأثيره.

وأرى أن وجود حزب يساري قوي في الساحة السياسية المصرية أمر مهم للغاية، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي مرشَّح بقوة لتمثيل هذا التيار. ووجود أحزاب ضعيفة، يبقى مهمًّا أيضًا؛ لأن بعض هذه الاحزاب الضعيفة قد تعبِّر عن فئات اجتماعية وسياسية تحتاج إلى تمثيل و قد تكون احزاب واعدة في ظل مناخ مختلف
في العموم، أتمنى أن يأتي اليوم الذي تتبلور فيه أحزاب اليسار في حزب واحد، وكذلك الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية. أما في حال تعذُّر الوصول إلى مرحلة الاندماج الكامل، يمكن للأحزاب العمل على تنسيق جهودها من خلال تحالفات، كما حدث سابقًا مع إنشاء “نادي الأحزاب الدستورية” والتحالف اليساري الذي ضمَّ حزب التحالف الشعبي وأحزاب أخرى.
الفيديو كامل من هنا
– فريد زهران: الانتخابات ليست مجرد “ستارة وصندوق”… بل هي معركة من أجل الحريات والديمقراطية
– من بين العمليات الديموقراطية التي تشهد مجموعة من التحديات في مصر مسألة الانتخابات، وقد تناولت من قبل مصطلح “الحيز المتاح”؛ فما هو تعريفك للحيز المتاح، وكيف ترى العملية الديموقراطية في الوقت الراهن؟
الانتخابات الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد إجراءات شكلية، بل تحتاج إلى مناخ سياسي حر ونظام انتخابي عادل وقوانين تحمي الحريات؛ فهي -أي الانتخابات- ليست مجرد “ستارة وصندوق”. ورغم ضيق الهامش الديمقراطي، إلا أن المشاركة في العملية السياسية هي وسيلة لتوسيع هذا الهامش، حتى في ظل التحديات التي تواجهها المعارضة في مصر.
نحن في الحزب الديمقراطي الاجتماعي مثلنا في ذلك مثل كل الاحزاب التي تعمل في ظل الدستور و القانون نعمل ضمن “الحيز المتاح”، وهو ،مرة اخرى ، العمل السياسي في إطار الدستور والقوانين الحالية، رغم وجود بعض الملاحظات التي تحتاج إلى تعديلات دستورية وتشريعية. ولكننا نلتزم بالعمل تحت مظلة الدستور وبما تسمح به هذه القوانين، وهذا ما أسميه “الحيز المتاح”.
والعمل داخل “الحيز المتاح” يعني الالتزام بالدستور والقانون، لكن هناك قوى سياسية أخرى تختار العمل خارج هذا الإطار. على سبيل المثال، تنظيمات مثل “داعش” تعتمد على العنف وحمل السلاح، أو بعض الجماعات اليسارية المتطرفة في ألمانيا، أو الحزب النازي الجديد. هذه القوى ترفض العمل ضمن الأطر القانونية والدستورية، في مصر هناك قوى سياسية معارضة تعمل داخل “الحيز المتاح”، مثل حزب الوفد وجميع أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية. هذه القوى تلتزم بالعمل السياسي الشرعي وتؤمن بالعمل ضمن الأطر الدستورية والقانونية، رغم كل التحديات.
ونحن نصر على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابيةطوال الوقت، إذا أتيحت لنا الفرصة وكانت الظروف مهيَّأة؛بهدف توسيع هذا “الحيز المتاح” وزيادة الهامش الديمقراطي، وأذكر على سبيل المثال في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 أننا لم نشارك؛ لأننا مُنعنا من المشاركة بمعنى انه تم اغلاق الحيز المتاح بصورة كاملة .
الفيديو كامل من هنا
– كيف ترد على الانتقادات التي تُشير إلى أن العمل ضمن “الحيز المتاح” قد يُضعف موقف المعارضة ويجعلها تابعة للسلطة؟
الهامش الديمقراطي المتاح ضيق للغاية، لكنني أحاول التحرك ضمنه قدر المستطاع. لن أتوقف عن المشاركة إلا إذا ضاقت كل السبل. على سبيل المثال، شاركت في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لأنني أؤمن بأن المشاركة ولو في ظل ظروف غير مثالية هي وسيلة لتوسيع هذا الهامش. أكرر دائمًا: الانتخابات ليست مجرد “ستارة وصندوق”، بل هي بيئة سياسية متكاملة. لن تكون هناك انتخابات نزيهة تعكس إرادة الناخبين بشكل حقيقي ما دامت هناك قوانين تقيِّد الحريات أو وجود مسجوني الرأي. ومع ذلك، نحن نواصل المحاولة لتوسيع هذا الهامش الديمقراطي من خلال المشاركة الفاعلة.
– فريد زهران: الانتخابات المقبلة تحتاج مناخًا ديمقراطيًّا.. وسجناء الرأي وصمة عار
– برأيك، ما هي الخطوات العملية التي يمكن أن تساهم في خلق مناخ ديمقراطي مناسب لإجراء انتخابات حقيقية، وكيف يمكن للقوى السياسية الضغط من أجل الإفراج عن سجناء الرأي؟
أودُّ أن أؤكد على موقف الحزب المصري الديموقراطي من الانتخابات المقبلة، حيث نؤيد نظام القائمة النسبية، والذي تم التعبير عنه مرارًا في الحوار الوطني. لكني أعتقد أنالظروف الحالية غير مواتية للحديث عن تحالفات انتخابية، خاصة مع اختلاف الوضع السياسي الحالي عما كان عليه خلال انتخابات 2020.
كنا قد اشتركنا في تحالف انتخابي عام 2020 بناءً على وعود بانفتاح سياسي وحوار وطني وإفراج عن سجناء الرأي، ولكن الوضع الآن مختلف تمامًا؛ هناك تضييق واضح على الأحزاب، وأجد صعوبة في قراءة المشهد بشكل عميق. هناك تراجع ملحوظ عن إصلاح المسار السياسي، ولا أعرف ما إذا كان هذا التراجع استراتيجيًّا أم تكتيكيًّا، أم أنه نتيجة ارتباك أو صراع داخل دوائر السلطة. في الحقيقة، لا أدري ماذا يحدث بالضبط.
– تضييق على الأحزاب وتراجع في الإصلاح.. هل تُعيد السلطة إنتاج أزماتها؟
ما أؤكِّده هو أننا لسنا في لحظة إيجابية، و لا أتوقع أن يعيد التاريخ نفسه بالضرورة . السؤال المهم هو: ماذا ستفعل السلطات خلال المعركة الانتخابية المقبلة؟ لا يمكن استنساخ تجربة 2020، لأن الظروف السياسية مختلفة تمامًا. كل القوى المعارضة والأطراف السياسية تعيد حساباتها الآن، وقبل أي قرار بالمشاركة في الانتخابات أو الدخول في تحالفات، يجب أن نرى إفراجًا عن سجناء الرأي، ومناخًا سياسيًّا أكثر توافقًا، وإجراءات سياسية واضحة. بدون ذلك، لا يمكن الحديث عن انتخابات حقيقية و لا يمكن الحديث عن تحالفات او حتى مشاركة.
الفيديو كامل من هنا
– هل تعتقد بوجود صراعات داخل دوائر السلطة.. هل تفسر غياب الرؤية السياسية؟
بعض دوائر السلطة لا تشعر بضغوط خارجية أو داخلية تدفعها لتقديم تنازلات سياسية؛ ممَّا يجعلها غير مضطرة او ملزَمة بالإفراج عن سجناء الرأي أو خلق مناخ ديمقراطي. لا يوجد إفراج عن سجناء الرأي منذ فترة طويلة، وهناك العشرات بل المئات من المحبوسين بسبب منشور على فيسبوك، ولا نعرفهم جميعًا. أزمة سجناء الرأي، ومن بينهم الدكتورة ليلى سويف ويحيى حسين عبد الهادي ومحمد عادل وعبد الخالق فاروق وعلاء عبد الفتاح- هي وصمة عار على الجميع. يجب أن تتوقَّف الملاحقات الأمنية ضد اصحاب الرأي.
– فريد زهران: لا خلاف مع القوى المدنية.. والتحالفات السياسية مبنية على العمل المشترك وليس الاندماج
– برأيك، ما هي الشروط الأساسية لنجاح التحالفات السياسية بين الأحزاب في مصر، وكيف يمكن تعزيز التعاون بين القوى السياسية مع الحفاظ على استقلالية كل حزب؟
بدايةً أحبُّ أن أؤكد أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ليس طرفًا في أي خلاف مع القوى السياسية المدنية؛ فالعلاقات بين الأحزاب تقوم على العمل المشترك في نقاط الاتفاق، والتفهم المتبادل في نقاط الاختلاف.
نعمل معًا فيما نتفق عليه، ونعذر بعضنا فيما نختلف فيه، ونسعى دائمًا لبناء علاقات طيبة مع كافة القوى السياسية،والحركة المدنية، التي تأسست بمشاركة 7 أحزاب سياسية وهي بالتحديد الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي و الكرامة و التحالف الشعبي والدستور والعدل والإصلاح والعيش و الحرية تشهد حاليًا غياب 3 أحزاب عن المشاركة الفعالة، سواء بسبب تجميد أنشطتهم أو لأسباب أخرى.
وأعتقد أن التحالف السياسي لا يعني الاندماج الكامل بين الأحزاب، بل العمل المشترك في القضايا التي يتفقون عليها، مع احترام الاختلافات في الرأي. من جانبنا، يسعدنا ويشرفنا أن نكون جنبًا إلى جنب مع أحزاب الحركة المدنية وغيرها من القوى السياسية. التحالف يعني العمل معًا في نقاط الاتفاق، والعمل منفردًا في نقاط الاختلاف، مع التفهم المتبادل.
ونحن على استعداد دائم لعقد تحالفات سياسية مشابهة لتحالف الحركة المدنية، في الوقت المناسب. لذلك ؛ نعم، أنا متمسك بالعمل السياسي المشترك، ولكن التحالفات تحتاج إلى توقيت مناسب وظروف ملائمة.
الفيديو كامل من هنا
– من واقع تجربة الحزب المصري الديموقراطي، هل تنجح الأحزاب المؤسسية في فرض وجودها أمام هيمنة أحزاب الشخص الواحد.. أم أن المعادلة السياسية تفضل الأسماء الفردية؟
الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي كيان مؤسسي.. وقراراتنا جماعية بلا هيمنة فردية، وهو ليس مجرد “واجهة لأشخاص أو رجال أعمال”، بل كيان سياسيٌّ حقيقي ببنية تنظيمية صلبة. نحن حزب جادٌّ، بكوادر قوية وعضويات فاعلة… قراراتنا تُتَّخَذ عبر الهيئة العليا والأعضاء، وليست فردية.
ومشاركة الحزب في الانتخابات أو التحالفات تخضع لدراسات مؤسسية، وللأسف، أعتقد أن الظروف السياسية الحالية قد تُؤثر على خياراته الانتخابية، لقد تميَّز الحزب بتجربته البرلمانية عام 2020، حيث خاض الانتخابات بـ 18 مرشحًا فرديًّا، متفوقًا على أحزاب لم تُقدِّم مرشحين من الأساس، نعيد النظر في التجربة في الفترة الحالية.
نحن مشروع واعد.. وإذا رأينا حزبًا أفضل منا، سندعمه بلا تردد.
الفيديو كامل من هنا
– فريد زهران: انتخابات نقابة الصحفيين محطة مهمة لتعزيز حرية التعبير.. وأداء خالد البلشي ملهم
– أخيرًا، ما هي رؤية فريد زهران لأهمية انتخابات نقابة الصحفيين، وكيف يرى أداء خالد البلشي في إدارة النقابة ودوره في تعزيز حرية التعبير ومصالح الصحفيين؟
لا شك أن انتخابات نقابة الصحفيين تتمتع بجانب كبير من الأهمية، المجتمع المصري كله يهتم بهذه الانتخابات؛ لأن الصحافة تزدهر فقط في وجود مساحة كبيرة لحرية الرأي والتعبير.

وأرى أن أداء خالد البلشي، نقيب الصحفيين الحالي، رائع،وهو صاحب تجربة مُلهِمة؛ حيث تمكن من إدارة توازُنٍ دقيق بين المطالبات المتكررة بمساحة أكبر لحرية التعبير، وبين سعيه الدائم لتحقيق مصالح الصحفيين، بما في ذلك العمل على إخلاء سبيل الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا الرأي، كما قام بمجهود جبار في هذه التجربة كرجل قادم من تيار اليسار، وكل جهوده مقدَّرة جدًّا ولها وزن كبير. لقد لعب دورًا مهمًّا في هذا الملف، وأتمنى له التوفيق في الانتخابات القادمة.
وأؤكد على أن الصحفيين أحرار تمامًا في اختيار مَن يمثلهم، لكنني شخصيًّا أتمنى أن يحظى خالد البلشي بالتوفيق في الانتخابات المقبلة؛ نظرًا لإدارته الذكية والحكيمة للنقابة، والتي تجنَّبَت الدخول في صدامات غير مجدية، وفي نفس الوقت خاضت معارك تستحق، وحققت نجاحات وإنجازات مهمة.
وفي العموم، أتمنى التوفيق للنقابة، وأن يختار الصحفيون مَن يمثلهم بشكل يعبِّر عن تطلُّعاتهم ويحقق مصالحهم.
الفيديو كامل من هنا




