الجيش المصري يستعد لإرسال قوات إلى الصومال

يستعد الجيش المصري لبدء نشر قوات في الصومال، ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في البلاد AUSSOM بعدما أجرى وفد عسكري زيارة تمهيدية تفقد فيها عددا من مناطق الانتشار.
واختمم الوفد العسكري المصري زيارته إلى الصومال مساء السبت، بلقاء مع وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي، أعرب خلالها الوزير الصومالي عن “تقديره لجمهورية مصر العربية على دعمها المتواصل للصومال شعبا وحكومة”، بحسب بيان لوزارة الدفاع الصومالية
الزيارة بمثابة “خطوة استطلاعية” تمهيدا لنشر قوات مصرية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال AUSSOM، ومن المتوقع أن “تسهم هذه القوات إسهاما كبيرا في جهود البلاد المستمرة لتعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار”، وفقا لمقديشو.

وفي وداعه للوفد، أكد فقي أن مشاركة مصر في قوة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام ستلعب دورا حيويا في مكافحة الإرهاب، وإضافة نوعية لجهود استعادة الأمن والسلام في الصومال، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين.
وعلى مدار الزيارة التي استمرت أسبوعا، أجرى الضباط المصريون جولات ميدانية شملت مدن جوهر وبلعد ومهداي وبورني، فضلا عن قاعدة بلّيدوغلي الجوية، التي من المقرر أن تنتشر فيها القوات المصرية المشاركة ضمن البعثة الإفريقية.
وكان الفريق المصري قد التقى أمس، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال ورئيس بعثة الاتحاد السفير الحاج إبراهيم ديني، واستعرض الفريق، الاستعدادات لنشر القوات المصرية التابعة لبعثة الاتحاد لدعم الاستقرار في الصومال.
ووفق بيان، شكر ديني مصر على التزامها بعملية حفظ السلام، قائلا إن النشر سيعزز قدرة بعثة دعم الاتحاد الإفريقي على تحقيق الاستقرار والأمن في الصومال، مؤكدا أن البعثة لا تزال ملتزمة التزاما كاملا بتسهيل دمج الوحدة الجديدة في عمليات الاتحاد الأفريقي.
من جانبه، أعرب اللواء رضوان، رئيس الوفد المصري، عن تقديره لتعاون بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال، مؤكدا استعداد مصر للقيام بدور بارز في دعم جهود الاتحاد الإفريقي لتحقيق السلام في الصومال.
وتشكل مهمة التقييم، التي استمرت أسبوعا جزءا من استراتيجية الاتحاد الأفريقي الأوسع لتعزيز التعاون العسكري مع دوله الأعضاء.
والعام الماضي، وافق مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية لأول مرة إلى البعثة الإفريقية الجديدة AUSSOM التي حلت محل البعثة السابقة ATMIS التي انتهمت مهامها في ديسمبر الماضي لمساعدة الحكومة الصومالية في التغلب على التحديات الأمنية، وتمكين القوات الأمنية الصومالية من استلام المسؤولية الأمنية في بلادها بشكل تدريجي.
فيما وجه سفير الصومال في القاهرة علي عبدي أواري رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد وصول قوات من الجيش المصري إلى الصومال
ورحب السفير علي عبدي أواري، سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، بانضمام قوات مصرية إلى بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال “أوصوم”، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس التزام مصر الكبير تجاه دعم الصومال، وتنفيذاً لاتفاق الدفاع المشترك الذي تم توقيعه مؤخراً.
ووجه سفير الصومال الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على جهوده ومواقفه الداعمة للصومال، ولمساهمته في إرساء قواعد الأمن والاستقرار وبناء القدرات، وذلك في إطار العلاقات الاستراتيجية التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وأكد سفير الصومال أن هذه المواقف ليست غريبة على مصر العروبة، معرباً في الوقت ذاته عن تطلعه لزيادة وتيرة التعاون والتنسيق مع مصر لما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأشاد سفير الصومال بالقاهرة بكفاءة وقدرات القوات المسلحة المصرية، واصفاً إياها بـ”خير أجناد الأرض”، معرباً عن ثقته في أن وجود هذه القوات يمثل إضافة نوعية لقوات حفظ السلام في الصومال.
وكان السفير الإثيوبي بالصومال سليمان ديديفو، قد عبر عن استياء بلاده من وجود قوات مصرية في الصومال، وقال إن أديس أبابا لا تشعر بالتهديد ولا بالارتياح، واعتبر أنها لا تمثل “أي فائدة أمنية”.
وأضاف الدبلوماسي الإثيوبي، في حوار تلفزيوني مع قناة Universal الصومالية، أن وجود القوات المصرية في الصومال “لن يقدم أي دعم لتحقيق الاستقرار هناك”، معتبرا أنها “إذا كان لها أي فائدة فسيكون ذلك في الدول المجاورة مثل فلسطين أو ليبيا أو السودان”.




