طلعت خليل.. النائب الصادق الذي لا يساوم على المبدأ

صوت السويس الحر يسعى للعودة إلى البرلمان برؤية اقتصادية وشجاعة سياسية

 

في مشهد انتخابي يعيد إلى الأذهان صورة النائب الصادق الذي لا يساوم على المبدأ، أعلن النائب السابق طلعت خليل ترشحه مجددًا لانتخابات مجلس النواب 2025 عن حزب المحافظين ضمن تحالف الطريق الحر، ممثلًا عن الدائرة الأولى بمحافظة السويس. ويأتي ترشحه هذه المرة محملًا بتاريخ برلماني ثري، وتجربة سياسية نادرة جمعت بين الجرأة والمصداقية والنزاهة.

 نائب بصوت حر ومسيرة مشرفة

بدأ طلعت خليل مسيرته البرلمانية كنائب عن محافظة السويس، حيث كان من بين القلائل الذين ربطوا العمل النيابي بمسؤولية أخلاقية تجاه المواطنين، حيث إنه لم يتعامل مع مقعد البرلمان كمنصب تشريفي، بل كمنصة رقابة حقيقية على الأداء التنفيذي، وكمساحة للدفاع عن حقوق الناس البسطاء.

 

وفي عام 2018، قدّم خليل نموذجًا غير مسبوق حين استقال من مقعده النيابي عقب حادث مأساوي راح ضحيته طفلان غرقًا في بالوعة صرف صحي، معتبرًا نفسه مسؤولًا عن الإهمال الذي أدى للحادث، ومطالبًا بمحاسبة المقصرين.

 

هذا الموقف، الذي حظي بإشادة واسعة، جسّد فلسفته السياسية القائمة على المسؤولية قبل السلطة، وعلى أن النائب خادم للمواطن لا سيدًا عليه.

 منبر اقتصادي وخبرة وطنية

انضم خليل إلى حزب المحافظين في عام 2019، ليشغل منصب الأمين العام للحزب ثم عضو المجلس الرئاسي، مسهمًا في صياغة خطاب سياسي واقعي يستند إلى الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

 

كما برز دوره مؤخرًا كمقرر للجنة الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالي بالحوار الوطني، حيث قدم أوراقًا بحثية مهمة حول ترشيد النفقات وإعادة هيكلة الشركات الخاسرة؛ إذ أنه يتبنى رؤية اقتصادية ومنهجًا متوازنًا، يسعى من خلاله إلى خفض الدين العام دون المساس بحقوق المواطنين، وتحقيق استدامة مالية تضمن تنمية المحافظات الصناعية والموانئ مثل السويس.

 

السويس في قلب أولوياته

اختياره الترشح عن السويس ليس صدفة، فهذه المدينة التي تمثل شريانًا اقتصاديًا لمصر عبر قناة السويس، لطالما كانت محور اهتمامه، حيث يعرف خليل تفاصيل احتياجاتها، من البنية التحتية إلى فرص العمل، ويؤمن بأن التنمية في السويس هي تنمية للوطن كله.

كما أعلن حزب المحافظين تحت قيادته عن الدفع بـ13 مرشحًا في 13 دائرة، مع التركيز على الدوائر ذات الطابع الاقتصادي، تأكيدًا على أن الحزب لا يسعى للمقاعد بقدر ما يسعى للتأثير الفعال.

 مواقف وطنية لا تعرف المزايدة

طلعت خليل لم يكن يومًا نائبًا تقليديًا يكتفي برفع اليد أو الالتزام الحزبي الأعمى، بل كان صاحب رأي حر وموقف وطني صلب في القضايا الكبرى.

 

حيث كان من المدافعين عن مصرية تيران وصنافير، ومن الأصوات التي طالبت بموقف قوي تجاه سد النهضة الإثيوبي دفاعًا عن الأمن المائي، كما اتخذ موقفًا وطنيًا واضحًا في القضية الفلسطينية، مؤكدًا دعم مصر الكامل لحق الشعب الفلسطيني ورفض أي مساس بالأمن القومي المصري في سيناء وغزة.

نظافة اليد وعمق المعرفة

يعرفه أبناء السويس بأنه صاحب كف نظيف، لم يتربح من السياسة، ولم تغره المناصب، وهو دائم التواصل مع الناس، غير منشغل بأعمال خاصة تبعده عنهم.

يقرأ مشروعات القوانين بعناية، ويتدخل بملاحظاته الفنية الدقيقة، خاصة في ما يتعلق بأبواب الموازنة العامة، التي يعتبرها انعكاسًا مباشرًا لاحتياجات المواطن في الصحة والتعليم والخدمات.

 

مؤتمر انتخابي حاشد ودعم واسع

 

في مؤتمر جماهيري حاشد بالسويس، أعلن طلعت خليل برنامجه الانتخابي رسميًا، بحضور المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور، وعمار علي حسن المفكر السياسي، وعدد من قيادات العمل العام بالمحافظة.

 

المؤتمر حمل رسالة واضحة مفادها أن عودة طلعت خليل إلى البرلمان ليست عودة شخصية، بل عودة لصوت حر ومشروع سياسي نظيف يؤمن بأن مصر تحتاج إلى نواب يمتلكون المعرفة، والخبرة، والجرأة على قول الحقيقة.

 

لماذا طلعت خليل

لأنه نائب يعرف أدواته، مارس الأداء البرلماني بمسؤولية، لم يتربح من السياسة، ويدافع عن مدينته ووطنه بلا مساومة، فهل يتمكن خليل من حجز مقعد له في البرلمان المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!