كنيسة العذراء وأبي سيفين بقباء تحتفل بنهضتها الروحية.. والأنبا رافائيل يقدّم عظة مؤثرة عن الإيمان ووحدة الجسد الواحد

احتفلت كنيسة العذراء وأبي سيفين بقباء بالنهضة السنوية لشفيع الكنيسة، وسط حضور كنسي وشعبي كبير، حيث ألقى نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة عظة روحية حملت عنوان “وحدة الإيمان والجسد الواحد”.

وكان ذلك بحضور الآباء الاجلاء أبونا أرسانيوس البرموسي والقمص توما البرموسي ،القمص توماس زكي ،القس كيرلس إبراهيم ،القس يوحنا عزت ،القس أمونيوس بشري

وخلال عظته، استشهد نيافة الأنبا رافائيل بعدد من الآيات من إنجيل يوحنا الإصحاح السابع عشر، موضحًا أن الإيمان المسيحي يرتكز على الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس، قائلاً: “لدينا ثلاثة أقانيم في إله واحد”. وأشار إلى أن السيد المسيح دعا إلى أن يكون المؤمنون واحدًا كما هو والآب واحد، مؤكّدًا أن الوحدة المسيحية ليست شعارًا بل دعوة إلهية راسخة.

وقال الأنبا رافائيل إن السيد المسيح صلّى “ليس فقط من أجل الرسل، بل من أجل الذين يؤمنون بكلامهم”. وأضاف: “كما أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني”، مشدّدًا على أن اتحاد المؤمنين هو شهادة حيّة أمام العالم على رسالة المسيح.
وأشار إلى أن وحدانية الجسد الواحد هي أروع وصف لوحدة الكنيسة، فالكتاب المقدس يوضح أننا جسد واحد فيه أعضاء كثيرة، ورغم اختلاف دور كل عضو وحجمه، يظل المسيح هو الرأس الذي يجمع الكل في وحدة كاملة، مثل ملايين الخلايا التي تكوّن جسدًا واحدًا.

وتحدث نيافته عن وسائل تحقيق هذه الوحدة، موضحًا أن الله يمنحنا إيمانًا واحدًا كما ورد في صلاة باكر: “رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة”. وقال إن الآباء القديسين مثل القديس أثناسيوس والقديس كيرلس الكبير ساهموا في حفظ الإيمان ونقله عبر الأجيال، محذّرًا من خطورة الهرطقات التي تبعد الإنسان عن الإيمان المستقيم.
كما أكد الأنبا رافائيل أن المعمودية هي سر الانضمام للجسد الواحد، مستشهدًا بسفر أعمال الرسل حيث “اعتمد وانضم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس”، موضحًا أن غير المعمّد يبقى غريبًا عن جسد المسيح.
وتحدث أيضًا عن سر التناول الذي يثبت المؤمنين في الإيمان الواحد، مستشهدًا بقول القديس بولس الرسول: “نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد”.
واختُتمت فعاليات النهضة بأجواء روحية مميزة وصلاة شكر، وسط مشاركة واسعة من أبناء الكنيسة الذين أعربوا عن فرحتهم بالتعاليم الروحية التي حملتها العظة ودورها في تعزيز روح الوحدة والمحبة بين الجميع.




