تزامنًا مع رأس السنة.. إطلاق «يا دنيا» أول كليب عربي بالذكاء الاصطناعي

تزامنًا مع احتفالات رأس السنة الميلادية، أُطلق الكليب الغنائي الجديد «يا دنيا» للفنان الدكتور هيثم الشاولي، من رؤية وإخراج ناصر عبدالحفيظ، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في مسار الأغنية العربية، بوصفه أول كليب عربي يُنفَّذ بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ضمن تعاون فني مصري سعودي يفتح آفاقًا جديدة أمام صناعة الصورة الغنائية.

 

منذ لحظاته الأولى، يفرض «يا دنيا» حالة من الدهشة البصرية، بعدما كسر المخرج ناصر عبدالحفيظ القواعد التقليدية لتصوير الكليبات، مستبدلًا الكاميرات والمواقع الواقعية بعوالم رقمية فائقة الدقة، صُنعت بالكامل داخل فضاء الذكاء الاصطناعي، لتتحوّل الصورة من مجرد عنصر مصاحب للصوت إلى لغة تعبير قائمة بذاتها.

 

وينساب صوت هيثم الشاولي بدفئه المعروف، حاملاً كلمات تمس الوجدان الإنساني:

 

«يا دنيا لفي بينا

حكاياتك ليه حزينة؟»

 

فيما جاءت الصورة الرقمية لتجسّد هذه الشحنة الشعورية في لوحات سريالية تعبّر عن تقلبات الواقع الإنساني وأحلامه المؤجلة، ليشعر المشاهد أنه داخل رحلة بصرية في عمق الأغنية، لا مجرد متابع لسلسلة لقطات متتابعة.

 

وفي هذا العمل، لا يقدّم ناصر عبدالحفيظ كليبًا غنائيًا بالمعنى التقليدي، بل يوقّع بيانًا فنيًا جديدًا، يؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الخيال الإنساني، بل أداة لتوسيعه وتكثيفه. فكل مشهد بُني على دلالة، وكل انتقال بصري اشتبك مع المعنى، في بناء سينمائي متكامل حافظ على حرارة الأداء وصدق الإحساس رغم غياب مواقع التصوير الواقعية.

 

وقبل طرح الكليب رسميًا على المنصات الرقمية، كشفت نتائج استبيان أجرته وكالة ANG وبوابة الأخبار العربية، بمشاركة نخبة من النقاد والمتخصصين والجمهور، أن «يا دنيا» يمثّل مانيفستو جديدًا للمبدع العربي، ويؤكد أن التكنولوجيا الحديثة لا تُقصي الإحساس الإنساني، بل تمنحه أجنحة جديدة، وتدفع بصناعة الكليب إلى إعادة النظر في أدواتها وميزانياتها خلال المرحلة المقبلة.

 

ويمثّل «يا دنيا» محطة مفصلية في مسار التعاون الفني بين مصر والسعودية، بوصفه أول تجربة غنائية مصوّرة تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي، في تجسيد واضح لرؤية الفنان هيثم الشاولي الطامحة إلى مواكبة التحولات العالمية، ولقدرة المخرج ناصر عبدالحفيظ على تطويع التكنولوجيا لخدمة الشعر والموسيقى دون أن تطغى على الروح الإنسانية للعمل.

 

وبهذا الانطلاق المتزامن مع رأس السنة، لا يقدّم «يا دنيا» تجربة فنية جديدة فحسب، بل يطرح سؤالًا مفتوحًا حول مستقبل الصورة الغنائية العربية، وحدود الخيال حين يتحالف مع الذكاء الاصطناعي، معلنًا بداية عام جديد بلغة بصرية مختلفة، تُصنع من الخيال، ويقود فيها الإحساسُ الذكاءَ الاصطناعي، لا العكس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!