المصالح تحدد المواقف .. أنقرة تهين متظاهري السودان مساءً وتنافقهم صباحا
خلال ساعات، ودونما خجل، بدّل موظفون كبار في النظام التركي جلدهم، ولحسوا مواقفهم من الحراك الشعبي في السودان، ليرحبوا به، وبدعموه، بعد أن كانوا يعلنون وقوفهم بجانب النظام الحاكم قلبا وقالبا، الفارق بين الموقفين، كان إعلان الجيش السوداني “اقتلاع” رئيس الجمهورية عمر البشير من منصبه.
ففيما ظلت تركيا تعول على حكومة البشير وتساندها، وتصف تظاهرات وحراك الشعب السوداني بأنها مؤامرات خارجية وإشاعة للفوضى والخراب، حتى قبل إعلان اقتلاعه بساعات، “لحست” موقفها وغيّرت خطابها، واستبدلته بكلمات أكثر توددا للسودانيين.
التلفزيون السوداني أذاع في الثانية من ظهر اليوم بياناً لوزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، أعلن فيه عزل الرئيس السوداني والتحفظ عليه وحل جميع المجالس النيابية وحكومات الأقاليم وتولي القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية لمدة عامين، لتكون هذه نقطة التحول في مواقف النظام التركي.
فقبل ساعات من هذا البيان، كان جودت يلماز نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التقى السفير السوداني في تركيا يوسف الطيب الكردفاني، وأعلن مساندة نظامه للبشير، ووقوفه بكل الطرق إلى جانب الحكومة السودانية، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية.
يلماز قال إن تركيا تعارض التدخلات التي تتعدى المطالب المشروعة للشعب السوداني وتزعزع استقرار البلاد، مشيراً إلى قرب موعد الانتخابات في السودان، والإصلاحات التي جرت في البلاد خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن: “الجهات الخارجية تسعى لزج السودان في الفوضى وعدم الاستقرار، ما يلحق أضرارا بالديمقراطية واستقرار البلاد، لا سيما أن هذه الجهات تسعى لزعزعة الأوضاع في السودان دون الأخذ بالحسبان الإصلاحات التي جرت مؤخرا” ،حسب زعمه.
تابع بلمار أن ” أنقرة على دراية بأن مشاكل شعب السودان ناجمة عن الحصار المفروض على بلادهم دون مبرر (العقوبات الأمريكية)، ما جعلها تعارض على الدوام ذلك الحصار”.
كان هذا قبل تنحية البشير عن السلطة، أما بعدها، فقد نشر السفير التركي في الخرطوم، عرفان نذير أوغلو، تغريدة له قال فيها: “نحن نحبُ السودان وأهله الشرفاء، أصحاب الوجوه الباسمة. كنا حتى هذه اللحظة بجانب إخوتنا السودانيين وسنكون بجانبهم دائماً”، وأرفق تغريدته بصورة تظهر الحفاوة والترحيب التي يلقى بها من قبل مجموعة من السودانيين.