مراقبون: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي سيوقف مخططات “الضم” ويشكل وسيلة ضغط على إسرائيل
توقّع مراقبون للحالة الفلسطينية، بأن يخدم الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي القضية الفلسطينية بطرق غير مباشرة يشعر الفلسطينيون بنتائجها على أرض الواقع، في ظل تعثر المفاوضات وتوقف اللقاءات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وركود الحالة منذ أكثر من عقد بسبب تمترس الطرفين خلف مجموعة من المطالب أفضت إلى حالة من الجفاء ألقت بظلالها على الوضع الفلسطيني.
ورأى مراقبون فلسطينيون، أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، سيحمل في طياته نتائج إيجابية للحالة الفلسطينية، لأن الإمارات لن تسمح بأي حال من الأحوال أن تنفذ إسرائيل مخططات مختلفة تضر بالفلسطينيين من الآن فصاعدا.
وقال المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن إن ”إسرائيل الآن معنية بتقديم العديد من التنازلات من بينها تجاوز مشروع الضم وغيرها من المخططات حفظا لماء وجهها أمام الموقف العربي، وخاصة الإماراتي بعد أن وافقت الإمارات على الاتفاق مقابل تجميد مشروع ضم الضفة الغربية تمهيدا لوقفه في المستقبل“.
وأضاف عبد الرحمن في حديث لـ ”إرم نيوز“ أن ”إسرائيل تواصل مخططاتها الاحتلالية بشكل يومي، لكنها جمدت العديد من هذه المخططات من أجل الإبقاء على حالة من الهدوء وتحقيق نتائج إيجابية في ملف السلام بينها وبين دول عربية“، مشيرا إلى أن هذا السلام وهذه الاتفاقيات من شأنها أن تشكل وسيلة ضغط قوية على إسرائيل في حال أقدمت على تنفيذ مشاريعها ضد الفلسطينيين.
وتابع أن ”الموقف الفلسطيني المتأرجح والقطيعة بين حركتي فتح وحماس من جهة، والسلطة الفلسطينية وإسرائيل من جهة أخرى، أفقد المواطن الفلسطيني توازنه، فلا سلام يُنهي الحصار ولا حرب تنهي الأزمة“، مستدركا ”لذلك أعتبر أن الاتفاق الإماراتي جاء في وقته من أجل تحريك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني“.
من جهته، قال المحلل السياسي باسم إبراهيم إن ”أول من طبع العلاقات مع إسرائيل، هي السلطة الفلسطينية، من خلال اتفاق ياسر عرفات مع رابين وإتمام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية برعاية أمريكية“، مشيرا إلى ”أن الاتفاقيات لا تعني الخيانة والتنازل كون أن إسرائيل واقعا موجودا على الأرض لها تأثيراتها في المنطقة“.
وأضاف إبراهيم في حديث لـ“إرم نيوز“ أن ”معظم من انتقدوا اتفاق الإمارات مع إسرائيل، مطبعون معها ولهم مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية مشتركة معها“، مؤكدا أن ”العلاقات بين تركيا وقطر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى وصلت إلى حدود بعيدة جدا غير أنها في الخفاء والسر وتنقصها الجرأة“.
وقال إبراهيم: ”تركيا وقطر تبيعان المواقف من خلال الخطابات النارية والكلمات الرنانة من أجل الاستحواذ على عواطف الشعوب، لكن على أرض الواقع علاقة الدولتين بإسرائيل في أفضل مراحلها على جميع الأصعدة، والتي تكمن في أدق التفاصيل من تبادل خبرات وزيارات وفود ولقاءات سرية وغيرها“.
واعتبر إبراهيم، أن الفلسطينيين أضروا بقضيتهم أكثر من أي أحد، متابعا أن ”منذ 14 عاما يعصف الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس على حكم قرابة 5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة“، مؤكدا أن ”هذا الانقسام أوجد مبررات لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها ما استدعى تدخلا عربيا حتى لو باتفاق قد يؤدي إلى نتائج عملية تخدم الفلسطينيين“.
وأشار إبراهيم، إلى ”أن الاتفاقيات حتى مع الخصم مسألة موجودة عبر التاريخ، وقد تفضي إلى تحقيق أشياء لا يمكن تحقيقها من خلال شن الحرب أو بقاء القطيعة“، مؤكدا أن ”الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي سيساهم بشكل أو بآخر في وقف العديد من المسائل الاحتلالية من قِبل إسرائيل خوفا على علاقاتها مع الإمارات ودول عربية أخرى، وهذا ما سيشكل ضغطا عليها“.
إنهاء الدور المشبوه لتركيا وقطر
محليا، اعتبر العديد من الناشطين الفلسطينيين، أن الإمارات قدمت الكثير لفلسطين وأنها أكثر جرأة في الإعلان عن الاتفاق الذي من شأنه وقف مخططات الاحتلال، معتبرين أن قطر وتركيا هما من تمارسان دورهما المشبوه في السر والعلن من أجل إنهاء القضية الفلسطينية والإضرار بمقوماتها.
وقال أستاذ الإعلام في جامعة الأزهر بغزة، يحيى المدهون: ”هاجمنا الإمارات ورفضنا مساعداتها، وتخلينا عن الدور المصري وجهودها في المصالحة. وشتمنا سلطنة عمان والبحرين وشككنا في نوايا السعودية، وهاجمنا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان“.
وأضاف في منشور له على فيسبوك: ”بنتواصل مع قطر وتركيا ليل نهار مع علمنا بدورهما المشبوه ومشاريعهم العدوانية في المنطقة العربية“، مستدركا: “ للأسف نستمر على نفس النهج نحو المزيد من الخسارة وانحسار المساندة لقضيتنا الفلسطينية العادلة، ولا زلنا نعيش في وهم أننا في بؤرة اهتمام الدول العربية وشعوبها“.
وتابع: ”الكاريكاتير جزء من التعبير الذي يوضح هجومنا على العرب.. بكفي يا شباب سب وشتم وهجوم وتخوين واستعلاء على البشر.. والله ما قادرين نتحمل أكثر من هيك.. المشكلة عنا مش عند الجيران والكل عارف هذا الحكي“.