اعتقال “المعارض المسوم” فور عودته الى روسيا

أصر المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، مؤخرا، على العودة إلى بلاده، رغم احتمال اعتقاله من قبل السلطات التي سبق لها أن سجنته أكثر من مرة، على خلفية احتجاجات وأنشطة سياسية، وسط إدانات من العواصم الغربية.

وجرى اعتقال نافالني، الذي يبلغ 44 عاما، يوم الأحد، بمجرد وصوله إلى موسكو قادما من ألمانيا، حيث عولج من تسمم تعرض له في سيبيريا.

وأضحى نافالني أبرز وجوه المعارضة في روسيا، فتم منعه من الظهور في التلفزيون الرسمي، كما جرى حرمانه أيضا من منافسة الرئيس، فلاديمير بوتن في انتخابات 2018.

وتمسك نافالني بالعمل السياسي، رافضا الابتعاد عن نشاطه، رغم سجنه أكثر من مرة، وفي أغسطس الماضي، تعرض لهجوم بغاز الأعصاب “نوفيشوك” فكاد أن يلقى حتفه

 

وفي مقطع فيديو، أعلن نافالني عن عودته، قائلا إنه بات يتمتع بصحة جيدة وبوسعه أن يعود حتى يكمل التعافي في بلاده.

ويتهم نافالني وكالة الأمن الفيدرالية في روسيا بالضلوع المباشر في عملية التسميم التي تعرض لها، في الصيف الأخير، وأوشكت أن تقتله.

وإزاء هذه العودة الشائكة، يبرز نافالني مجددا في الواجهة، فمن يكون هذا المعارض الذي يتمسك بمعارضة فلاديمير بوتن، وأضحى وجها بارزا وسط الشباب، خلال العقد الأخير بينما يتابعه اليوم 2.4 مليون شخص على منصة تويتر؟

اكتسب نافالني، وهو محام في الأصل، شعبية واسعة، بفضل مقاطع فيديو دأب على نشرها في منصات التواصل الاجتماعي من أجل ما يعتبره “كشفا” للفساد وسط نخبة روسيا.

ولم يخل الخطاب السياسي الذي وظفه نافالني من الجرأة، فانهال بأوصاف أقرب إلى “الشتائم”، مثل “اللصوص”، وتحول إلى ما يشبه صوت التحدي أمام سلطات تمسك جيدا بزمام الأمور.

 

وفي العام 2011، لم يقتصر دور نافالني على إبداء المواقف فقط، بل حشد لمظاهرات من عشرات الآلاف، للاحتجاج على ما قيل إنها تجاوزات “فاضحة” شابت الانتخابات البرلمانية في البلاد.

وبعد عامين من ذلك، زاد طموح الرجل المعارض، فترشح للانتخابات البلدية في قلب العاصمة موسكو، وحل في المرتبة الثانية بعد حليف الرئيس بوتن، سيرغي سوبيانين.

وفي 2017، اتهم رئيس الوزراء، وقتئذ، ديميتري ميدفيدف، بالفساد، فكانت اتهاماته شرارة لاحتجاجات اجتاحت الشارع في روسيا، لكنها قوبلت بما وصفتها جمعيات حقوقية بـ”القمع”.

ملاحقات ومواجهات

وفي العام نفسه، غادر نافالني إلى إسبانيا من أجل إجراء عملية جراحية، بعدما كاد أن يصاب بالعمى في إحدى عينيه، من جراء هجمات تعرض لها في شوارع موسكو.

وفي خضم هذا النشاط السياسي المعارض، لم يسلم نافالني الذي يتابعه أكثر من أربعة ملايين على موقع “يوتيوب”، من عدة قضايا أمام المحاكم الروسية، بينما يقول أنصاره إنه يدفع ثمن المواقف التي يجهرُ بها. وفي 2013، تم الحكم على نافالني بخمس سنوات موقوفة التنفيذ في قضية اختلاس، مما أدى من حرمانه إلى الحق في الترشح للانتخابات.

وفي 2014، أدين نافالني بحكم سجن موقوف أيضا، بينما أدين شقيقه أوليغ، في قضية يصفها نشطاء حقوقيون روس بـ”احتجاز الرهائن”، أي الضغط على الرجل المعارض من خلال أخيه.

وفيما ينظر بعض الروس إلى نافالني بمثابة معارض وناشط قوي رغم القيود والمخاطر، يصفه آخرون بـ”دمية الغرب” والشخص المتورط في قضايا إجرامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار