الخبير الاقتصادى عادل عبدالفتاح: منع الازدواج الضريبي والبنية التحتية القوية يعززان جاذبية الاستثمار في مصر وزير التعليم يستعرض الإنجازات والإصلاحات في منظومة التعليم ومستهدفات العام المقبل جلسات تحفيزية لإمام عاشور قبل ودية نيجيريا وكأس أمم أفريقيا بالتنسيق مع "الداخلية": حملات رقابية تابعة لهيئة البترول تضبط 28 ألف لتر سولار و"مافيا السوق السوداء" وتغريم محطة 81 مليون جنيه قرية بالدقهلية تواجه موجة أحكام سجن بسبب إيصالات أمانة محل نزاع نيفين جامع: المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحولت إلى "رافعة حقيقية" للاقتصاد الوطني ومحرك للابتكار وزير العدل يمنح وزير التموين صفة الضبطية القضائية في إنجاز عالمي للموانئ المصرية - وزير النقل يتسلم شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية لميناء السخنة كمال أبو عيطة يُطالب النيابة بـ "تصحيح المسار" في استدعاء الدكتور عمار علي حسن  مدحت الزاهد يطالب بوقف ترويع المثقفين: استدعاء المفكر عمار علي حسن "انزلاقة" تهدد مساحة الحوار العام

تحييد خطر سد النهضة والدول الكبرى ترفع يدها عن الحكومة الإثيوبية

 

 

خلال السنوات العشرة الماضية ، اندمجت القاهرة فى مفاوضات مع السودان واثيوبيا محاولة الوصول الى اتفاق منصف وعادل يضمن التنمية لاثيوبيا  مع عدم الاضرار بمصالح مصر والسودان ، وطوال فترة المفاوضات كان التعنت الاثيوبى هو العنوان الابرز للمفاوضات المتعثرة بين الثلاثة دول ، الا ان وصلت اخيرا الى مجلس الامن ، وعرضت القاهرة امام الدول الاعضاء حقيقة الازمة ، ولوحت امام العالم بان كل الخيارات مفتوحة لحفظ حق الشعب المصرى فى الحياة وعدم مساس اى دولة بحقوق مصر التاريخية فى مياه النيل .

 

ورغم التعنت الاثيوبى ودعم الدول الكبرى لاثيوبيا ، انتصرت مصر فى معركة المصير ، وانتهت أخطر جولة فى أزمة سد النهضة دون رصاصة واحدة، وهى عملية الملء الثانى ، التى بداتها اثيوبيا بشكل احادى دون الوصول لاتفاق مع دولتى مصر والسودان .

وانتهى الملء الثانى وهو أخطر محطة فى الصراع ، والهدف منه  كان يتلخص فى ان يصبح  السد أمر واقع. ، يدفع مصر للدخول فى حرب كبرى لوقف اى تهديد لامنها المائى ، وتنزلق فى مخطط الدول الغربية لاستنزاف مصر من خلال حرب سد النهضة .

 

فشل الملء الثانى لسد النهضة

انتهى الملء الثانى وفشلت إثيوبيا فى تحصين السد بالوصول الى تخزين 18 مليار ونصف من المياه يمنع اى ضربة عسكرية للسد ، وفشلت ايضا  فى الأضرار بمصالح مصر المائية أو جرها للحرب كما كان مخططا ، وهذا كان واضحا من خلال التصريحات الاستفزازية للمسئولين الاثيوبين ، لتضح الامور بشكل يصعب اخفاءه ان اثيوبيا قد تحولت لدولة وظيفية كاسرائيل والاخوان والارهاب ، تحركها دول عظمى كقطع الشطرنج لتحقيق اهداف ، فشل ابى احمد فى تحقيقها .

 

وقد اجتهدت القاهرة طوال العشر سنوات الماضية للوصول الى تسوية مرضية لكل الاطراف وتحركت فى مسارات متعددة ما خفى منها اكثر بكثير من المعلن ، لينتهى الامر الى فشل اثيوبيا فى تحقيق الملء الثانى وتحييد خطر السد ، وعدم وقوع اى اضرار على مصر او انتقاص جزء من حصتها فى مياه النيل .

 

حرق الكارت الاثيوبى

فشلت إثيوبيا فى تحقيق ما طلب منها من جر مصر إلى حرب أو الأضرار بمصالحها المائية وفرض أمر واقع ، حيث بدا الجميع يتبراء من حكومة ابى أحمد الواحد وراء الآخر،  وبدأ حرق الكارت الاثيوبى، فاسرائيل أصدرت بيان تنفى فيه علاقتها بالسد الاثيوبى ،  وانتشرت موخرا وثيقة مسربة من المخابرات البريطانية نشرتها ال بى بى سى تثبت أن إثيوبيا كانت تريد احتكار مياه النيل منذ الستينات ورفضت لندن وقتها  ، كما صرح الجانب الامريكى بأن الانتخابات الإثيوبية غير حرة وغير نزيهة فى إشارة مباشرة إلى عدم شرعية حكومة ابى أحمد، كما ارسل رئيس  الصين  ووزير خارجيته فى زيارة الى القاهرة لتسليم رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

كانت إثيوبيا تحاول كسب مزيد من الوقت لتحصين سد النهضة من خلال تخزين ١٨  ونصف مليار متر مكعب من المياه ليصبح خلف السد قنبلة مائية ،  لتسيطر إثيوبيا على النيل  وتمنع اى  ضرب عسكرية محتملة للسد ، او تشعل حربا تجر المنطقة كلها الى مزيد من الفوضى ، وتساهم فى ابقاء ابى احمد لمزيد من السنوات فى حكم اثيوبيا .

خطة اثيوبيا

كانت خطة إثيوبيا حجز المياه حتى أغسطس لتخزين ال ١٣ مليار ونصف متر مكعب ، ولكن بعد اسبوعين فقط وليس شهرين قالت إثيوبيا أن الماء الثانى انتهى دون الوصول إلى الهدف المنشود دون معرفة أسباب ،  وفشلت حكومة ابى احمد فى اكمال ارتفاع الممر الأوسط، وانتهاء الملء الثانى دون تحقيق الهدف المنشود، ويصبح اجمالى المياه خلف السد ٧ مليار وليس ١٨  ونصف مليار كما كان مستهدف ، وهذا يؤكد فشل إثيوبيا فى أهدافها وهى الأول تحصين السد بكمية مياه ضخمة،  والهدف الثانى توليد الكهرباء من السد وهذه الكمية غير كافية لتوليد الكهرباء .

احتفلت إثيوبيا بنصر وهمى ، دون كشف الحقيقة وهى فشل الملء الثانى وجر مصر لحرب ضد إثيوبيا،  وإظهار مصر  كدولة تقف ضد التنمية فى أفريقيا.

حرصت إثيوبيا فى خطابها إلى استفزاز مصر لضرب السد الذى ظهر فيه اخطاء فنية وهندسة كبيرة ظهرت بوضوح فى فشل الملء الثانى ، اكن التحرك المصرى الهادىء والدبلوماسية الناجحة سبب فى اجبار اثيوبيا على وقف الملء الثانى وعدم الشروع فى تكملة بناء الممر الاوسط من السد لحجز مزيد من المياه وكا هذا هو مطلب مصر والسودان الذى تحقق دون اطلاق رصاصة واحدة .

مفاوضات جديدة

وقد يستبب كل هذا فى فتح مجال المفاوضات فى التفرة المقبلة تحت رعاية الاتحاد الافريقى برعاية مجلس الامن ، ولكن بشروط مصرية سودانية ، تهدف الى الوصول لاتفاق قانونى ملزم بتشغيل سد لنهضة فى خلال فترة زمنية محددة ، والا سوف تكون المرحلة القادمة مختلفة عما سبق طبقا لتصريحات المسؤلين المصريين والسودانيين ، الذين يرفضوا اى مفاوضات دون سقف زمنى محدد ينتهى باتفاق ملزم .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!