إجلاء قرويين من مناطق بوسط الصين بسبب السيول مع اقتراب إعصار جديد
أجلت فرق الإنقاذ الصينية الجمعة، سكان قرى عبر جسور عائمة وعلى متن جرافات في وقت غرقت مساحات واسعة في وسط البلاد بمياه الفيضانات، بعد أمطار غير مسبوقة أودت بحياة 56 شخصا على الأقل مع اقتراب إعصار يهدد بمزيد من المتساقطات على المنطقة المنكوبة.
ضرر ملايين الأشخاص من جراء السيول في مقاطعة خنان، حيث عُزل الأهالي لأيام من دون مواد غذائية أو مياه، بعد أن غرقت الطرق بعد أن فاضت السدود وغمرت مناطق برمتها بوحول كثيفة تصل إلى مستوى الكاحل.
ومن المتوقع ارتفاع حصيلة القتلى في وقت أكد مسئولون محليون للصحافيين الجمعة أنهم يواصلون إحصاء الضحايا.
وما يزيد من المأساة، توقعات الأرصاد الجوية بوصول الإعصار إن-فا” وتساقط المزيد من الأمطار الغزيرة فوق أجزاء من خنان في الأيام القادمة، بحسب وسائل إعلام محلية.
في مدينة تشنغتشو التي منيت بأسوأ الأضرار، واصل رجال الإطفاء عمليات سحب المياه الموحلة من الأنفاق، ومن قطار أنفاق حيث لقي 12 شخصا على الأقل حتفهم داخل قطار في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد أن بلغ منسوب الأمطار خلال ثلاثة أيام ما يوازي معدل ما يسقط طيلة سنة بأكملها.
واستعانت الفرق بجرافة لنقل الناس على طرق ما زالت مغمورة بمياه السيول، فيما غطت الوحول الكثيفة أجزاء أخرى من المدينة بعد انحسار المياه.
ليلا تسببت الأمطار الغزيرة بسيول شمالا وصلت إلى مدينة شينشيانغ والمناطق المحيطة، حيث غرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بالمياه وانقطعت المدينة عن العالم فيما فاض نهر وي.
إجلاء الآلاف
في شينشيانغ التي تجتاحها الفيضانات شاهد مراسل فرانس برس أهالي البلدة يصارعون المياه التي غمرتهم حتى الخصر، وهم يسيرون بحذر حاملين حيوانات ودراجات وبعض متاعهم.
وكان المسعفون الذي ارتدوا سترات نجاة ينقلون البعض إلى أماكن آمنة على متن زوارق مطاطية وعوامات، فيما حملوا العديد من المسنين على كراسي نقالة في الشوارع الغارقة بين المتاجر المغلقة.
وأظهرت مشاهد التقطت من الجو رجال الإنقاذ وهم يستخدمون جسورا متحركة لإجلاء مئات الأهالي، فيما كانت رؤوس الأشجار المغمورة بالمياه الدليل الوحيد على وجود يابسة في القعر على امتداد كيلومترات.
وقال ليانغ لونغ الموظف في فندق في مدينة مجاورة لشينشيانغ، لوكالة فرانس برس إن مئات الأشخاص وصلوا طلبا لمكان يقيمون فيه منذ بعد ظهر الخميس وخلال الليل.
وقال “قراهم غرقت ولم يبق لهم أي شيء”.
والفندق الذي يبعد مسافة 20 كلم عن أكثر المناطق المتضررة كان لا يزال يتلقى اتصالات “مستمرة” طلبا للمساعدة، بحسب ليانغ.
وأضاف “هناك عدد كبير من الناس، وكميات الطعام في الفندق تتضاءل”.
وتم إجلاء أكثر من 495 الف شخص، فيما تسببت السيول بخسائر تقدر بمليارات الدولارات، وفق بيان لسلطات تشنغتشو الجمعة.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي القوة المدمرة للفيضانات التي جرفت السيارات وكدستها في أكوام وسحبت المارة نحو مصارف مياه الأمطار.
وانتشرت صور مروعة على منصة ويبو الشبيهة بتويتر في الصين لركاب عالقين داخل قطار أنفاق فيما كانت المياه ترتفع من مستوى الكاحل إلى الأكتاف، وتساءل البعض عن سبب السماح لمترو الانفاق بالعمل مع هبوب عاصفة مدمرة.
تحذير للمناطق الساحلية
يترقب خبراء الأرصاد بقلق الآن تقدم الإعصار “إن-فا” الذي تسبب بتساقط أمطار غزيرة على تايوان والساحل الشرقي للصين، ومن المتوقع أن يلامس اليابسة اعتبارا من الأحد في منطقة يسكنها عشرات ملايين الأشخاص.
وقال المركز الوطني للأرصاد “بعد وصوله اليابسة، قد يجتاح إن-فا مناطق شرق الصين متسببا بسقوط أمطار غزيرة جدا لفترات طويلة”.
وخلال المد المرتفع “يتعين على المناطق الساحلية أن تحترس من التأثير المشترك للرياح والأمطار والمد” بحسب المركز الذي حث الناس على الاستعداد لطقس سيء جدًا.
وتُطرح أسئلة متكررة بشأن كيف يمكن للمدن الكبيرة أن تستعد بشكل أفضل لظواهر الطقس المتطرفة التي يقول الخبراء إنها تحدث بوتيرة وقوة متزايدتين بسبب التغير المناخي.
تكثر في مقاطعة خنان الأنهر والسدود والخزانات التي بني عدد كبير منها قبل عقود لضبط المياه وري المناطق الزراعية.
ورفضت وسائل إعلام رسمية الرأي القائل بأن السدود لعبت دورا في الإضرار بالمجرى الطبيعي للمياه.
وخرجت روايات لافتة عن نجاة أشخاص ومآسي آخرين مع بدء السيول في الانحسار من مناطق بجنوب خنان، مع الحديث عن إخراج طفلة من بين أنقاض منزل منهار فيما توفيت والدتها وسط الركام.