د /أحمد حسين يكتب .. التعليم …الأزمة والحل (1) عجز المُعلمين

أطل علينا العام الدراسي بصورة ورؤية واضحة لحقيقة التعليم، ولجوهر محتوي مؤسساته ولمستوى آداء بنيتة الوظيفته والتي أفرزت تلك الإطلالة وبوضوح الحقيقية التي لا لبث فيها وهي غياب البنية المؤسسية لتحقيق تعليم حقيقي وعجزها عن تأدية وظيفتها التى حددها لها الدستور ونظمها القانون وبالتالي ظهرت الصورة الحقيقية لتعليم ولجوهر بنيته على أرض الواقع لا بين أروقة المؤتمرات وحديث المسئولين ونحن هنا عندما ننقل تلك الصورة لا ننقلها كحديث معارضة للسلطة أو لإبراء الذمة أمام الوطن وإنما ننقلها لنبني عليها ونقدم حلول لها فالحقيقة مهما كانت مرارتها فيها النجاة إن أجدنا التعامل معها والمُدارة والتعمية مهما طالت هي مكشوفة ولا منتج منها سوا الفشل والسقوط ، واطلالة الصورة الحقيقية للتعليم على أرض الوقع أوضحت العجز الصارخ في المعلمين مما أدي لا رتفاع معدلات الكثافة وغياب جوهر التعليم وعماده الرئيسي المعلم والذي بدونه لا تعليم ولا منظومة تعليمية ويتراوح العجز ما بين( 250 ألف معلم إلى350 ألف معلم ) وهي أرقام توضح حجم المشكلة وكارثيتها على وظيفة المدرسة ومنتج آدائها، والأخطر حديث السلطة أنه لا تعيين للمعلميين وبالتالي فإن هذه المشكلة ستتفاقم وتزيد إذا لم نبدأ فورا في وضع الحلول لها في ظل الامكانات المتاحة والظروف الحالية وفي ظل رؤية أعم وأشمل يكون فيه التعليم مشروع قومي ووطني ومحور الانطلاق نحو المستقبل وتطوير الواقع ومواجهة تحدياتة وفق رؤية تربط التعليم بالتنمية تؤسس له ويؤسس لمخرجاتها ولبنيتها في منظومة متكاملة وبالتالي فإنه يمكن لنا مواجهة عجز المعلمين على المستوي الآني والحالي وفى ضوء خطة قصيرة المدى من خلال:-

1- لن أتحدث عن الأعوام السابقة وعن الـ360 ألف معلم وعن سد العجز وفق درجاتهم التي كانت متوفرة ولم تستخدم لا أدري لماذا؟ ومن المسؤل الذي لو اتخذ القرار السليم ما وصلنا لهذا العجز الصارخ وذاك السوء للآداء التعليمي والمؤسسي وخصوصا في ظل البدائل التي لا تحمل الموازنة بأعباء جديدة، سأتحدث عن العام الحالي فقط لدينا هذا العام (60 ألف معلم أُحيلوا للمعاش) بمتوسط راتب( 4800 جنيه) يتم بقاء درجاتهم المالية ومستحقاتهم بوزارة التربية والتعليم ومن خلال ميزانيهم يتم تعيين 120 ألف معلم بمتوسط راتب 2400 جنية فورا وعاجل ومتوفر لهم درجات وتمويل وفقا لما سبق.

2- مد سن المعاش للمعلمين لسبعين عام ويكون المعلم فيها أستاذ متفرغ كما الجامعات وهذا وفقا لرغبته وموافقته، ومن يتولي وظيفة قيادية يكون عليه البقاء حتي سن السبعين ويقوم بدور تعليمي بمعزل عن الوظائف القيادية.

3- اعادة هيكلة الوزارة عبر أقسامها الرئيسة فقط ( المراحل- التوجيه الفنى- توجيه الأنشطة- شئون العاملين- شئون الطلاب..) وإلغاء كافة المسميات التى ما هى سوا مسميات يُسكن بها المعلمين بعيدا عن دورهم الحقيقي فيجب إلغاء( لجان المتابعة بكافة أنواعها ، البيئة والسكان- العلاقات العامة – دعم اتخاذ القرار- التخطيط الاستراتيجى- قسم موهوبين- تكافؤ الفرص-العلاقات العامة- العمل سكرتارية بمكاتب مديري العموم ومديري المديريات والديوان العام…) وهكذا كل مسميات يهرب فيها المعلمين ويفرغوا من دورهم الرئيسي والعظيم التعليم والمعلم القيمة والقدوة، وليس معنى إلغائها عدم القيام بدورها هناك من يقوم بدورها فمثلا على سبيل المثال لا الحصر: لجان المتابعة يقوم بدورها التوجيه الفنى، رعاية الموهبين كل فى تخصصه تحت مظلة توجيه التربية الاجتماعية بالإدارات والمديريات والأخصائى الاجتماعى بالمدارس وهكذا هذا سيوفر أعداد مهولة من المعلمين وسيوفر أماكن وتكلفة تدفع بل عائد وبلا قيمة في ظل احتياج حقيقي وقيمة حقيقية.

4- تكليف خريجى الجامعات المتخصصين والمؤهلين ذكور وإناث كخدمة إلزامية واجبة التنفيذ كالتجنيد الإلزامي يعملوا فيها خلال المدرسة هذا على مستوى الفتيات، أما الشباب فيمكن التنسيق ما بين تأدية الخدمة التجنيدية أو الخدمة الإلزامية بالمدارس وهذا فى ضوء خطة بعيدة المدى لسد العجز المعلمين بتوفير الميزانيات وتصاعدها بما يحقق النجاح.

إن المعلمين هم بَنَّائي الأُمة، هم الركن الأساسي والجوهري فى منظومة التعليم، لأنهم ببساطة هم البناء الإنسانى المسئول عن كل شيء داخل منظومة التعليم وبين دفات تحققه ولذلك لا تعليم بلا معلمين، ولا تعليم متميز بلا معلمين متميزيين، وبالتالي فالعجز في المعلمين معناه ببساطة أبنية مدرسية خاوية من مضمونها ومن آدائها لوظيفتها ولأدوارها التي بناها المجتمع لأجلها وحددها لها الدستور ونظمها القانون، فغياب المعلم بالمدرسة معناه مدرسة بلا جدوى ومبان بلا نتيجة ومؤسسة بلا مردود ومنتج حقيقي، خواء.

قولا واحدا لا جدال فيه إن تقدم وطننا وارتقاؤه مرهون بالتعليم وبتطوير بنيته، فلا نهضة ولا مستقبل بلا تعليم، ولا تعليم بلا مدرسة، ولا مدرسة مُنتجة بلا معلم، المعلم بداية ونهاية أى تطور وأي تعليم حقيقي وجوهر أى تحقق لنجاح التعليم ولمنظومته لأنه وببساطة هو العنصر الإنسانى المسئول عن كل مفردات التعليم وتشكيل نواتجه ومخرجاته ، فلنبدأ فى توفير المعلمين وفي سد العجز الصارخ في مدارسنا لتقوم بدورها وبوظيفتها المنوط بها تحققها في أفضل صورة لا في تواجدها كأبنية وأسوار بلا مخرجات ونواتج حقيقية للتعلم، ولنبدأ أيضا في اصلاح حال المعلم وإحقاق حقوقه وتطوير آدائه بما يحقق آداء فاعل وقادر ورضا وظيفى وإنسانى يدفعه للعمل وللتطور والارتقاء بما يساهم فى تطوير منظومة التعليم وتعزيز إصلاحه.
بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار