دراسة حكومية تطالب بتعليم الفقراء وصرف إعانات للعاطلين

كشفت دراسة عن الفقراء في مصر صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في يوليو 2020 بعنوان خصائص الأسر الفقيرة دراسة تحليلية من واقع بيانات بحث الدخل والإنفاق أن محافظة أسيوط احتلت المرتبة الأولى في نسبة الفقر حيث بلغت نسبة الفقر بها 60.4% أي أن ثلثي سكان المحافظة فقراء تليها محافظة سوهاج بنسبة 57.2% مما يعني أن أكثر من نصف سكان المحافظة فقراء.

ذكرت الدراسة أن مشكلة الفقر تعد أحد التحديات الأساسية التي تواجه مصر فهي من أهم القضايا، وذلك لما لها من أبعاد اقتصادية واجتماعية مهمة، حيث يمثل الفقر نتيجة مباشرة لسوء التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية كما يشكل الفقر والحرمان خطرًا على السلام الاجتماعي، فهما يشكلان بيئة خصبة للعديد من الأمراض الاجتماعية مثل التسول والانحراف الأخلاقي والجريمة والتطرف والإرهاب كما يمثل عقبة أساسية أمام تحقيق معدلات مرتفعة من النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، ويشترك معظم الفقراء في العديد من الخصائص المتدنية المتعلقة بالعمل والتعليم والصحة.

 

وطبقا للهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة 2030 والمتعلق بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان فإن الفقر لا يشمل فقط عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية والتي تؤدي إلى سوء التغذية وعدم توافر المسكن الملائم أو ضعف فرص الحصول على التعليم وما إليها من الخدمات الأساسية، فانتشار الفقر يعني تعثر خطط وبرامج التنمية المستدامة على إيجاد عالم خاليا من الفقر بحلول عام 2030 وذلك باتخاذ عدد من التدابير اللازمة مثل توفير الحماية الاجتماعية للجميع والانتفاع بالموارد الاقتصادية والحد من تأثر السكان بالكوارث المتصلة بالمناخ والكوارث الاجتماعية والاقتصادية فتشير بيانات بحث الدخل والانفاق والاستهلاك أن نسبة السكان تحت خط الفقر بلغت 32.5% عام 2018 غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية.

 

وأشارت الدراسة إلى أن الفقراء يتركزون في الوجه القبلي وخاصة في المناطق الريفية، حيث سجل الوجه القبلي أعلى نسبة للفقر 56.7% في عام 2015 انخفضت إلى 51.9% عام 2018 في ريف الوجه القبلي بينما بلغت نسبة الفقر في الوجه البحري 14.3% عام 2018 مقابل 9.7% عام 2015.

وأضافت الدراسة أنه بالنسبة لمحافظات الوجه القبلي احتلت محافظة أسيوط المرتبة الأولى حيث بلغت نسبة الفقر بها 60.4% أي أن ثلثي سكان المحافظة فقراء، تليها محافظة سوهاج بنسبة 57.2% مما يعني أن أكثر من نصف سكان المحافظة فقراء.

وألمحت الدراسة إلى أن نسبة الفقر ارتفعت لتصل إلى 33.5% للذكور مقابل 31.5% للإناث وارتفعت نسبة الفقر بالريف لتصل إلى 38.4% مقابل 24.6% بالحضر.

 

وأشارت الدراسة إلى أن التعليم يساهم في الحد من ظاهرة الفقر وتحسين الصحة والمساواة بين الجنسين وتحقيق السلام والاستقرار، وعرفت الدراسة الفقر بأنه هو الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق للحياة.

 

وأوصت الدراسة بأن التخلص من الفقر يكمن في تمكين الفقراء من الحصول على تعليم أفضل وتأمين الغذاء والمسكن والملبس مع توفير الخدمات الأساسية لهم من مياه شرب نقية وصرف صحي كما أوصت الدراسة أيضا بضرورة توسيع مظلة التأمين الصحي والاجتماعي لتشمل أكبر عدد من المواطنين.

إعانة للمتعطلين

وطالبت الدراسة بصرف إعانات البطالة لكل متعطل عن العمل وهى الطبقة التي تكون على حافة الفقر وتشجيعهم لتعليم أطفالهم ولتأمين عمل لائق لهم لكي يصبحوا أكثر فاعلية في المجتمع.

وشددت الدراسة على ضرورة العمل على إدماج الفقراء في سوق العمل لتحويلهم من مجرد متلقين للمساعدة إلى ساعين على الرزق بالعمل مع توفير فرص عمل للفقراء القادرين على العمل ورفع مستوى الأجور بما يتناسب مع مستوى خط الفقر مع التركيز على الاستثمار في رأس المال البشري ومكافحة البطالة ووضع قضايا الفقر والحد منه في قائمة أولويات السياسات الاقتصادية والأهداف التنموية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار