خلال ندوة “لقاء الأربعاء..عمرو الشوبكي : ليست كل تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم تمت عبر ثورات

 

– دخول الجماعات الدينية في التحول الديمقراطي بشروط الجماعة مجرد “وهم”
– رأينا انتفاضات شعبية أدت إلى عملية بناء وانتقال ديمقراطي وأخرى حدثت قتالات وانهيارات مثل ليبيا
– التصور بأن هناك مجتمعات يُري عليها الديمقراطية ومجتمعات أخري لا ينطبق عيها ليست متعلقة بمستوى التعليم أو ثقافة الشعوب

 

قال الدكتور عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي، إنه قد مرت 10 سنوات على التحولات الديمقراطية التي شهدتها المنطقة العربية منذ ثورة تونس ومصر والعراق ولبنان والجزائر والسودان، مشيرًا إلى أن هناك بعض تجارب التحول الديمقراطي تمت بدون ضغوط وتفهمات شعبية، ومعظم التجارب سواء في أمريكا الجنوبية أو أوروبا الشرقية وأسبانيا والبرتغال التي شهدت حول ديمقراطي متأخر مقارنة بالبلاد الأخرى كانت هناك انتفاضات شعبية وثورات تدفع النظم القائمة لإعادة النظر في توجهاتها السياسية ويتم العمل على بناء نظام سياسي ديمقراطي جديد والدخول في عملية التحول الديمقراطي.

وأضاف “الشوبكي” خلال كلمته بندوة “لقاء الأربعاء” الذي نظمها الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أمس، تحت عنوان “تحديات الحول الديمقراطي في العالم العربي”، والذي حاوره المهندس باسم كامل، نائب رئيس الحزب، أن ما حدث في العالم العربي أنه على مدار السنوات الماضية رأينا انتفاضات شعبية في بعض التجارب لم تؤدي إلى عملية بناء وانتقال ديمقراطي وتأسيس لدولة ديمقراطية ، وفي تجارب أخرى حدثت قتالات وانهيار أهلي مثل ليبيا وغيرها.

وأشار إلى أنه ليست كل تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم تمت عبر ثورات، فقد رأينا انتفاضات شعبية، وإعادة تريب من داخل النظام الموجود وهذه كانت أقلية، أو تفهمات إقليمية ودولية مثلما حدث في بلاد أوروبا الشرقية ، لافتًا إلى أنه في تجارب الانتفاضات الشعبية هناك دول حافظت على مؤسساتها الوطنية وأجرت عملية انتقال ديمقراطي، ودول أخرى حافظت فقط على مؤسسات الدولة، مثل ( مصر ) واعتبرت أن التحديات الوجودية التي نواجهها من الإرهاب والعنف والجماعات الدينية هي التي لها الأولوية عن بناء عملية الانتقال الديمقراطي، ودول ثالثة مثل ليبيا شهدت انهيار واقتتال ومواجهات أهلية.

وبسؤاله عن صيغة التعثر في المنطقة العربية هي الغالبة على مدار الـ 10 سنوات، قال الدكتور عمرو الشوبكي، لا أرى مطلقًا نظرية أن العيب في الشعب ، أو أن هناك عيب هيكلي في بنية المجتمعات ، فلدينا أزمات كثيرة في التعليم وغيره، ولكن لن نبني عليها بأن هناك مجتمعات يُري عليها الديمقراطية ومجتمعات أخري لا ، مشيرًا إلى أن هناك مجتمعات لديها تحديات أكبر نتيجة مشكلات ثقافية ومشاكل التعليم والأوضاع الاقتصادية مما يجعل التحدي يأخذ شكل مختلف.

وأوضح أن السبب الرئيسي لعدم صلاحية تطبيق النظم الديمقراطية في عدد من الدول، كما أن هناك نماذج حدث بها سقوط للدولة مثل جارتنا الشقيقة ليبيا، يرجع إلى طبيعة الدولة السلطوية التي كانت متواجدة على مدار 42 سنة من حكم معمر القذافي والتي كانت هيا والنظام السياسي شئ واحد، وبالتالي سقوط النظام أدى إلى سقوط الدولة وكان الكيان السياسي لا علاقة له بتقاليد الدولة.

وأكد الدكتور عمرو الشوبكي، أن ذلك لم يحدث في مصر، وذلك لأنه على مدار السنوات الماضية لم يكن هناك تمييز بين الدولة والنظام السياسي، فكان هناك تداخل مع بعض المؤسسات والأجهزة الأمنية ولكن كان الشعب يلوذ بالقضاء، والمؤسسات العسكرية خارج تجاذبا السياسية ومشروع التوريث السياسي، مشيرًا إلى أنه كانت هناك تقاليد للدولة منذ أن أسسها محمد علي وحتى طوال الفترة التي سبقت ثورة يناير، وعندما حدثت الثورة تنحى النظام السياسي ولم تسقط الدولة ، وذلك لأنها تم بناءها بشكل مختلف وبه تقاليد مؤسسية ، ولكن دولة تونس لم تكن دولة ديمقراطية في عهد زين العابدين وحتى الآن.

وأشار الدكتور عمرو الشوبكي، إلى أن القضية تتمحور حول النظام السياسي الذي يُأمم الدولة مثلما حدث في ليبيا وسوريا وبعض التجارب التي أدت إلى سقوط الدولة.

وبسؤاله: كيف ندفع المسار حول التحول الديمقراطي السلمي وتجنب التفكك والجمود ؟ وهل ذلك يحتاج إلى وقت طويل وتغيرات سياسية جذرية أم بمكن تحقيقه وتأتي التغيرات مع الوقت، أجاب قائلاً: أنا مع التغيير الإصلاحي المتدرج الذي يأتي بشكل واعي للتحديات الموجودة، ولدينا تجارب حقق إرادة الشعوب انتصارات فيها حتى لو رأى البعض أنها ليست كافية ، مثل تجربة الحراك الشعبي في الجزائر عندما قعد الرئيس الراحل “بودفليقه” 20 عام في السلطة ووصل الأمر إلى أنه ترشح وهو غير قادر على الكلام أو الحركة، حينها حدث حراك شعبي وتم إسقاط حكمه، وأتي بشخص إصلاحي من داخل المنظومة القديمة ونقل البلاد خطوات كثيرة إلى الأمام بتمثيل الأحزاب غير الممثلة في البرلمان ، وحرية الرأي والتعبير.

وفيما يتعلق بالحركات الإسلامية فيما بعد الثورات العربية ورد الفعل تجاه هذا الثورات، وكيفية التعامل معها سياسيًا وفكريًا ومنها على سبيل المثال الإخوان المسلمين في مصر والنهضة الفكرية في تونس ، أوضح قائلاً: أن فكرة أن يكون هناك جماعة دينية عقائدية تدخل العملية السياسية بشروط الجماعة الدينية وتتصور أنها ستكون جزء من الانتقال الديمقراطي فهذا وهم، ويقاس على ذلك الإخوان المسلمين في مصر، حزب الله في لبنان ، طالبان في أفغانستان، الحوثيين.

و”لقاء الأربعاء” هو برنامج أسبوعي يبث على صفحة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ،يقدمه البرلماني السابق ونائب رئيس الحزب، المهندس/ باسم كامل
اعداد: د/آمال سيد علي، منى شماخ، منى عبد الراضي، هشام فوزي، عبد الراضي الزناتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار