خبير بيئي: الدول تولي أهتمام كبير لحل الآثار الجانبية للفحم على البيئة

 

قال المستشار البيئي والتطوير المؤسسي، الدكتور أحمد توفيق، إن الفحم يعد أحد مصادر الطاقة التقليدية في العالم، لكنه كبير الحجم وثقيل ويحتوي على العديد من الشوائب مثل الرماد والفيرميكوليت، مؤكدا أن حرق الفحم من أجل الكهرباء يؤدي إلى توليد عدد من الغازات الدفيئة التي يتم إطلاقها في الهواء.

وأضاف توفيق لـ«السلطة الرابعة»، أن مجموعة الغازات الدفينة تنتج من تفاعل أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت مع مواد كيميائية أخرى في الهواء يخلق جزيئات دقيقة تنتقل عبر مسافات طويلة، وهذه الحركة البعيدة المدى تمنع المجتمعات الأخرى من الحفاظ على الهواء النقي، مشيرا إلى أن الدول تولي أهتمام كبير لحل الآثار الجانبية للفحم على البيئة، من خلال تخفيض استخدام الفحم لتحل مكانه مصادر طاقة جديدة ونظيفة مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأكد أن الصين تعد من أكثر الدول الغنية بالفحم حيث يمثل مخزونها 33.8% من احتياطي الفحم العالمي، موضحا أن تكنولوجيا الفحم النظيف تعد تقنية جديدة تهتم بتقنيات فعالة تشمل جوانب استخدام الفحم أجمعها، على سبيل المثال تدابير التنقية ما قبل الاحتراق والتي تشمل أساليب الغسيل ومعالجة الفحم ومياهه حيث يمكن لعملية إزالة أو تقليل الشوائب بنسبة 60 إلى 90% للمكونات مثل الرماد والكبريت الموجود في الفحم الخام وخاصة ثاني أكسيد الكبريت الذي يتسبب في تشكيل الأمطار الحمضية.

وأوضح أنه هناك تكنولوجيا أخرى وتوفر من 20 إلى 30% من الفحم وتقلل انبعاث العادم وثاني أكسيد الكبريت بين 40 الى 60% وتحد من انبعاثات أول أكسيد الكربون بنسبة حوالي 80%، وتتمثل فى تجهيز الفحم المراد حرقه ضمن أنواع وحبيبات مناسبة وذلك لتحقيق الغرض من حرقها بالكامل، علاوة عن مزج الفحم وخلطه بالماء بنسبة 70 ٪ للفحم وحوالي 30 ٪ من الماء هذه النسبة ستقلل من احتراق الفحم وانبعاث المواد الضارة الناتجة لتصل إلى فعالية مشابهة للنفط نسبياً تستخدم هذه التقنية تدفق الهواء بسرعة عالية في فرن الاحتراق بشكل لن يسمح للفحم بتحقيق احتراق كامل مما سيحد من انبعاث المواد الضارة.

وعن الغاز الطبيعي، قال توفيق، إن تأثيره على البيئة أقل بكثير من النفط والفحم، لكونه مصدر طاقة عالي الكفاءة بقيمة حرارية تبلغ 3.77x 105 كيلو جول وهو أعلى 3 مرات بنسبة 14% من محطات توليد الطاقة العادية التي تعمل بالفحم، علاوة على أنه من أنظف مصادر الطاقة من الأنواع الأحفورية لأن مكونه الرئيسي هو الميثان ومنتجات احتراقه هي ثاني أكسيد الكربون والماء وبالمقارنة مع الطاقة السوداء مثل «النفط والفحم» فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الغاز الطبيعي تبلغ حوالي 54% فقط من النفط وحوالي 48% من الفحم وبالتالي يمكن ملاحظة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت والتي هي السبب الرئيسي في تشكيل الامطار الحمضية وأكاسيد النتروجين التي تؤثر على صحة الجهاز التنفسي للإنسان تكاد تكون معدومة.

واستطرد أن الغاز الطبيعي أصبح كوقود مفضل للعديد من محطات الطاقة الحرارية الحديثة منذ الثمانينات، وتم استخدام الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء بنسبة 50% ولتوليد الطاقة في روسيا بنسبة 40%، فضلا أن اليابان تعتبر أكثر استغلالًا للغاز الطبيعي بنسبة 70% من مجمل استخدامات الطاقة، ما جعل العالم يتنافس لاستيراد الغاز الطبيعي.

وتابع أنه بدأ استخدامه كمصدر للطاقة قبل عام 2000 لغلي الماء، ليبلغ الأستهلاك السنوي للغاز سنويا لـ 100 مليون طن لتوليد الطاقة بشكل رئيسي يعود إلى التكلفة المنخفضة، حيث تنخفض تكلفة بناء كيلووات من القدرة بنسبة 50% عن مثيلتها باستخدام الفحم الحجري وانخفاض مدة البناء بنسبة 30%، وتوفير مساحة أرضية بنسبة 85% وزيادة حرارية وكفاءة تشغيلية لمحطات توليد الكهرباء بنسبة 25% واستخدام أقل لمياه التبريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار