خلال مشاركتها في لقاء حول قضية زواج القاصرات.. كريمة الحفناوي ترصد بعض الإحصائيات الخاصة بهذه الظاهرة عالمياً ومحلياً

قدمت الدكتورة كريمة الحفناوي، القيادية بالحزب الاشتراكي المصري، بعض الإحصائيات الخاصة بظاهرة “الزواج المبكر” على المستوى العالمي والمحلي.

وذكرت الحفناوي، قائلة: فى إحصائية للأمم المتحدة عام 2020 خاصة بالزواج المبكر والمعروف بزواج القاصرات، (الزواج الذى لم يصل فيه الزوج أو الزوجة لسن النضج قبل 18 سنة وهو سن الطفولة) ،تم زواج 15 مليون فتاة على مستوى العالم قبل بلوغها سن الرشد عام 2020، مما يتسبب فى العديد من السلبيات، ومنها الحرمان من حق التعليم، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، وتتعرض الفتيات لتحمّل مسئوليات غير قادرة على تحملها، كما تتعرض لمضاعفات الحمل والولادة، لأن اجسادهن لم تنم بشكل تام مما يعرضهن لناسور الولادة وسرطان عنق الرحم، وغيرها من المخاطر الصحية والنفسية والجسدية.

جاء ذلك أثناء مشاركتها فى لقاء أون لاين حول قضية الزواج المبكر “زواج القاصرات” والذى نظمته مؤسسة القيادات المصرية للتنمية التى ترأسها الدكتورة مى التلاوى، وذلك بالتعاون مع الشبكة الوطنية لمؤسسة أناليند الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات ومنسقتها السيدة الأستاذة ميرنا شلش.

ودار الحوار حول قضية الزواج المبكر ضمن فاعليات (لا للعنف ضد المرأة) وسيستمر الحوار طوال العام حول تلك القضية الهامة، والتى تمس كافة بلدان العالم وخاصة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وفى القلب منها بلداننا العربية.

أدارت اللقاء الدكتورة مى التلاوي، بحضور ممثلي المجلس القومي للمرأة، والجمعيات الأهلية، والرائدات الصحيات، والرائدات الاجتماعيات، والأحزاب، وعدد من الصحفيات والإعلاميات، كما حضر اللقاء الافتراضى عبر شبكة الإنترنت كل من السيدة نجلاء محمد فائز مؤسس (جمعية وطن لخدمة اللاجئين السوريين) بجمهورية مصر العربية، والأستاذة منى النمورة عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وسكرتيرة دائرة المرأة بجبهة النضال الشعبى، مع مجموعة من السيدات الفضليات الفلسطينيات.

وقالت الدكتورة كريمة الحفناوي، في تصريح لـ “السلطة الرابعة” أن ما نتج عن هذا اللقاء من توصيات سوف نعمل عليها، ونرفعها إلى الجهات المعنية ونتابع تنفيذها وتفعيلها فى الفترة القادمة.

ولفتت “الحفناوي” إلى أن الزواج المبكر يتسبب فى استزاف قدرات وإمكانيات الفتاة فى تحمل المسئوليات التى تترتب على الزواج ويحرمها من تحقيق أهدافها وأحلامها فى حياتها من خلال ترك التعليم.

وتابعت قائلة: إذا انتقلنا للإحصائيات داخل مصر نجد أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن وفقا للتعداد السكانى فى 2017 أن التعداد لمن هم أقل من 15 عام يبلغ عددهم 32 مليون و400 ألف، عدد الإناث منهم 15 مليون و700 ألف فتاة، وعدد الذكور 16 مليون و700 ألف فتى، وأنه هناك 118 ألف حالة زواج للقاصرات سنوياً، بنسبة 40% من إجمالى حالات الزواج فى مصر منهم 1200 مطلقة، و1000 فتاة أرمل، كما أعلن الجهاز أن معظم الزيجات التى تتم لمن هم أقل من 15 عاما غير موثقة.

وأوضحت أن الجهاز أشار إلى أن الزواج أقل من 18 سنة انتهاك لحقوق المرأة المصرية وعائق أمام تعليم الفتيات وانخراطها فى العمل وتحديا لا يستهان به فى زيادة المواليد، وزيادة نسب الطلاق، ومعدلات زيادة أطفال الشوارع.

واستطردت قائلة ، تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أعلن فى مؤتمر صحفى بمناسبة اليوم العالمى للطفل فى 20 نوفممبر 2021 أن تعداد من هم أقل من 18 سنة بلغ 41 مليون طفل وطفلة منهم 21 مليون من الإناث، و20 مليون من الذكور.

وأشارت القيادية بالحزب الاشتراكي المصري، إلى أن المتحدثات والحاضرات تناولا نقاشا مطولا حول أسباب الزواج المبكر ومنها:1- التفسيرات الدينية المغلوطة التى تحث على زواج القاصرات.

2- الفقر الذى يدفع الأسرة لتزويج الفتيات فى سن مبكرة لعدم لعدم القدرة على الإنفاق عليهن، وللتخلص من مسئولياتهن.

3- العادات والتقاليد التى تترسخ لدى الأسر المصرية بأن أفضل مكان للمرأة هو البيت.

4- العادات والتقاليد فى معظم دول العالم ومنها الهند، والقوانين التى تسمح بزواج القاصرات مثل أفغانستان.

5- غياب القوانين الرادعة، مع غياب الرقابة، وعدم تفعيل وتنفيذ القوانين.

6- الصراعات والحروب التى أدت لزيادة اللاجئين والنازحين وكان من نتيجتها زيادة نسب الزواج المبكر والحرمان من التعليم.

7- جائحة كورونا والتى تسببت تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية إلى فقدان فرص العمل، وزيادة البطالة، وبالتالى زيادة أعداد الفقراء مما تسبب فى زيادة نسبة الزواج المبكر.

وتابعت: كما تناول الحضور الحديث عن أن وسائل الإعلام لاتقوم بدورها الهام فى مواجهة ظاهرة الزواج المبكر، من حيث التوعية بمخاطرها بشكل مستمر، وأن بعض الإعلانات الوقتية لاتقوم بدور كاف للتقليل من الظاهرة والقضاء عليها، كما أن للدراما التليفزيونية والسينما والإعلام المرئى والمكتوب والمسموع دورا هاما فى التوعية.

ولفتت الدكتورة كريمة الحفناوي، إلى أن انتهت إلى العديد من المطالب والتوصيات ومنها:

1- التأكيد على تعليم الفتيات والسيدات ومحو أميتهن مع التمكين الاقتصادى من خلال دعمهن بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

2- استخدام وسائل الفنون المختلفة من مسرح وسينما ومسلسلات وأغانى وإعلانات للتوعية بمخاطر الزواج المبكر.

3- تضمين مناهج التعليم التربوية مواداً علمية عن المخاطر الصحية والاجتماعية الناتجة عن الزواج المبكر.

4- زيادة مساحة البرامج التثقيفية والتوعوية بالإعلام المرئى والمسموع والمقروء التى تتناول العادات والمفاهيم المغلوطة ومخاطر زواج القاصرات.

5- مشاركة مؤسسات الدولة والوزارات والهيئات المعنية ( وزارت الصحة، والتربية والتعليم، والشباب والرياضة، والعدل، والأوقاف، والتضامن الاجتماعى، والهيئة العامة لقصور الثقافة، ومراكز الشباب والنوادى والهيئات الوطنية للإعلام) مع جميع منظمات المجتمع المدنى من أحزاب، وجمعيات أهلية، ومؤسسات ومنظمات حقوقية تدافع عن قضايا المرأة وذلك لوضع خطة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التى تستنزف الموارد البشرية الشابة والمستقبلية التى ستتساهم فى نمو وبناء وتقدم البلاد، وتتضمن هذة الخطة الفترة الزمنية، والأليات، والإمكانات المادية والبشرية.

6- تعديل بعض القوانين ووضع تشريعات لتغليظ العقوبات لتكون رادعة.

واختتمت “الحفناوي” قائلة: إن ثلث سكان مصر (34%) أقل من 15 سنة، وهذا يعنى أننا بلد شابة تحتاج مزيد من الرعاية لجيل المستقبل والاهتمام بتحقيق حقوق أطفالها فى التعليم، والصحة، والسكن الصحى، والثقافة، والاهتمام بتنمية قدراتهم ومواهبهم، والاهتمام بذوى الاحتياحات الخاصة، والاهتمام بتنمية مواردنا البشرية هو مفتاح التقدم والتطور وتحقيق استقرارالأسرة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار