ننشر نص كلمة علي عبد العال في روسيا
في إطار زيارته الرسمية لجمهورية روسيا الإتحادية، يشارك الدكتور على عبدالعال والوفد البرلماني المرافق له في أعمال المؤتمر البرلماني روسيا – إفريقيا، والذى تستضيفه جمهورية روسيا الإتحادية .
وقد ألقي عبد العال كلمة الافتتاح للمؤتمر تقديراً من الجانب الروسي للريادة المصرية ورئاستها الحالية للإتحاد الافريقي والتي كان نصها التالي:
معالي السيد رئيس الجلسة، السيدات والسادة الحضور، يطيب لي في مستهل كلمتي اليوم أن أعبر عن بالغ سعادتي للمشاركة في هذا المؤتمر البرلماني “روسيا – أفريقيا” الذي يعد حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ العلاقات الروسية- الأفريقية ويمثل خطوة مهمة لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين روسيا وأفريقيا، في ظل الزخم الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين الجانبين، والذي سيتوج بعقد قمة روسيا أفريقيا برئاسة مشتركة (مصرية/روسية) بين مصر الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى فى أكتوبر القادم 2019، والتي تم الإعلان عنها خلال القمة الرئاسية بين السيد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي فى أكتوبر 2018 باعتباره الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى. وأود أن أنتهز فرصة انعقاد هذا المؤتمر البرلماني المهم لأثني وأشيد بالسياسة الجديدة التى تبنتها القيادة السياسية الروسية، والهادفة إلى العودة مرة أخرى للبعد الأفريقى والتقارب مع القارة الأفريقية بعــد فــترة غــياب طويلــة، وهي سياسة مُرحًّب بها من قبل الدول الأفريقية، لاسيما وأنها ترتكز على التعاون الاقتصادى مع القارة الأفريقية بما لديها من إمكانيات وموارد هائلة يمكن استغلالها تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الجانبين الروسى والأفريقى، فإفريقيا تمتلك الكثير من الثروات وعلى رأسها البترول والغاز ، والذهب ، والألماس واليورانيوم.. وغيرها، فضلاً عن الزراعة، كما أنها تعد سوقاً كبيراً، حيث يزيد عدد سكانها عن أكثر من مليار ونصف، ومقدر له أن يصل إلى حوالى 4 مليار 2050. السيدات والسادة الحضور،، إن مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي تتبنى عدداً مهماً من الأولويات، يأتي في مقدمتها: أولاً: تعزيز التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى فى القارة، بما فى ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063، لاسيما وإنها تعد المعبر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وإلى آسيا باعتبارها ممتدة جغرافياً فى هذه القارة . ثانياً: تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأفريقية، من خلال تطوير منظومتى الزراعة والتصنيع بالقارة. مع التأكيد على الدور المحورى لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063 مؤتمر الشباب الإفريقى فى أسوان يناير 2019. ثالثاً: تطوير منظومة السلم والأمن الأفريقية، خاصة فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعى على المساهمة فى البرامج والمشروعات الأفريقية القارية. رابعاً: تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية. وكما ترون، كلها مجالات مهمة وحيوية، تمثل بيئة مناسبة لتعزيز التعاون الأفريقي مع الدول الصديقة الراغبة في شراكة حقيقية مع القارة السمراء، وفي مقدمتها جمهورية روسيا الاتحادية. السيدات والسادة الحضور، إن الرؤية الأفريقية لتطوير التعاون الأفريقي الروسي إنما تنطلق من مبدأ تعظيم القواسم المشتركة والاستفادة القصوى من الثروات الهائلة للجانبين، وعلى رأسها الثروة البشرية التي يمثل الشباب عمادها الأساسي من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، واختراق المجالات الجديدة خاصةً مجال مشروعات ريادة الأعمال، ومجالات التقنيات الرقمية الحديثة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. ونحن كبرلمانيين علينا دوراً كبيراً يتمثل في تهيئة المناخ وتوفير البيئة التشريعية المواتية لجذب وتعظيم الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الأفريقي الروسي. وإننا في مصر، وأعتقد تشاركنا في ذلك العديد من الدول الإفريقية، نرى فى روسيا شريكاً كبيراً فى الكثير من المشروعات الاقتصادية التنموية، وفي مقدمتها مشروعات الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خاصة وأن روسيا لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال فضلاً عن أن لديها قائمة طويلة من مشروعات التعاون التى يمكن أن تناسب كل دولة وفقاً لاحتياجاتها وشروطها وظروفها التمويلية والسياسية. وبالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك، هناك أيضاً قضايا أخرى مهمة تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتبادلاً لوجهات النظر بين أفريقيا وروسيا، يأتي في مقدمتها المساهمة في حل الأزمات والصراعات التي ما تزال قائمة في القارة الأفريقية، وتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير المشروعة. السيدات والسادة الحضور، أؤكد في ختام كلمتي على أن أفريقيا التي تنطلق نحو مستقبلها الذي رسمته وفق أجندتها التنموية 2063، منفتحة على شعوب العالم كافة.. ترحب بالشركاء الساعين نحو تعظيم فرص الاستفادة المتبادلة معها، وفي مقدمتهم الأصدقاء في روسيا، وكلنا أمل في أن مؤتمرنا هذا سيكون خطوة فعالة على طريق تعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً. أشكر لكم حسن استماعكم، وأجدد التحية لجميع السادة الحضور.