تزامنا مع العقوبات الغربية على روسيا، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، شهد الاقتصاد العالمى حالة من عدم التوازن، تبعه ارتفاع فى أسعار العديد من المواد الغذائية، والصناعية، متأثرة بالعقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا، والتى شنتها الدول الغربية، فى حالة شبه هيستريا، ودون أى تفكير فى تباعات هذه العقوبات، والتى تأثر بها أولا الشعب الاوربى والامريكى، ثم بقية شعوب العالم.
وفى ظل هذا الصراع والحرب الاقتصادية ، بدأ يظهر جليا للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية. هى من تتحكم فى كل هذا من خلال ” الدولار” الذى يعتبر ترمومتر الاقتصاد العالمى، حيث انه العملة الأكثر قوة فى العالم ، والتى بها ومن خلاله تشترى دول العالم كل ما يلزمها من احتياجات ، خدمية كانت أو غذائية أو صناعية .
ولكن منذ متى والعملة الامريكية” الدولار” هى العملة الرسمية التجارية؟
اتفاقية برتون وودز
تلك الاتفاقية التي جعلت الدولار هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم حيث تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بموجب تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بانها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات، وتنص الاتفاقية على أن من يسلم الولايات المتحدة الأمريكية 35 دولارًا تسلمه أمريكا أوقية من الذهب.
وهذا يعنى ، إنك إذا ذهبت إلى البنك المركزي الأمريكي بإمكانك استبدال ٣٥ دولارًا بأونصة من الذهب، والولايات المتحدة الأمريكية تضمن لك ذلك.
عملة صعبة
وحينها صار الدولار يُسمّى (عملة صعبة) واكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجود تغطية له من الذهب.
فقامت الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت
صدمة نيكسون
واستمر الوضع على هذا الحال زمنًا حتى خرج الرئيس نيكسون في السبيعينات على العالم فجأة في مشهد لا يتصوره أحد ، ليصدم كل سكان الكرة الأرضية بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب،
وليكتشف العالم أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات بعيدًا عن وجود غطاء من الذهب، وانها اشترت ثروات الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لا غطاء ذهبي لها.
الورقة الخضراء
واصبحت الدولارات ببساطة عبارة عن أوراق خضراء تطبعها الماكينات الأمريكية ثم تحدد قيمة الورقة بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي ١٠ أو ١٠٠ أو ٥٠٠ دولار.
تعليم الدولار
وأعلن نيكسون حينها أن الدولار سيُعوَّمُ في السوق تحت المضاربة، وسعر صرفه سيحدده العرض والطلب بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا واقتصادها، وكأن هذه القوة الاقتصادية ليست قوة مستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها العالم.
ولهذا لم تتمكن أي دولة من الاعتراض أو إعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد لأن هذا الاعتراض سيعني حينها أن كل ما فى خزينة هذه الدول من مليارات الدولارات في بنوكها سيصبح ورقًا بلا قيمة وهي نتيجة أكثر كارثية مما أعلنه نيكسون .
وقد سُميّت هذه الحادثة الكبيرة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock) ويكفيك أن تكتب (Nixon shock) في محركات البحث لتكتشف انها حادثة كتب عنها آلاف الصفحات والتحليلات و الدراسات ولكنها مغيبة عن الشعوب.
البترودولار
وحينها ذهب التعلب الأمريكي هنري كيسنجر إلى المملكة العربية السعودية وطلب منهم أن من يريد أن يشتري النفط يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية، وقتها قال نيكسون كلمته الشهيرة : “يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، ويجب ان يلعبوها كما وضعناها” ، ولا يزال هذا النظام قائمًا حتى اليوم.
فالولايات المتحدة الأمريكية تطبع ما تشاء من الورق وتشتري به كل ما تريد من بضائع جميع الشعوب، لذلك قال بوتين كلمته الشهيرة : “أمريكا تسرق العالم”.
زر الذهاب إلى الأعلى