روسيا تهدد الولايات المتحدة ودول الناتو في أوكرانيا
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه أزمة جديدة في تحديد المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة ودول الغرب في تسليح أوكرانيا، وذلك بعد أن هددت روسيا باتخاذ إجراءات أكثر عدوانية لوقف تدفق الأسلحة من الولايات المتحدة ودول الناتو إلي كييف.
وبالإضافة إلي ذلك، هناك مخاوف جديدة بشأن مدى سرعة نفاد ذخيرة أوكرانيا مع اشتداد القتال العنيف في دونباس حيث تحاول روسيا تطويق القوات الأوكرانية في سعيها للسيطرة على تلك المنطقة.
وبينما يحاول زيلينسكي الضغط على الحلفاء لتقديم دعم أكبر في هذه المرحلة المقبلة، يجادل الرئيس الأوكراني بأنه يجب على الغرب أن ينظر إلى تلك المعركة على أنها نقطة محورية حاسمة في الحد من الطموحات الجامحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإظهار التزام الغرب بالدفاع عن الديمقراطية.
وحذر زيلينسكي من أن المعركة المقبلة في دونباس “يمكن أن تؤثر على مسار الحرب بأكملها” وقال إن بلاده ليس لديها نية للتخلي عن الأراضي في الجزء الشرقي من أوكرانيا لإنهاء الحرب.
كما حذر من أنه إذا تمكنت روسيا من الاستيلاء على منطقة دونباس، فمن الممكن تماما أن يجدد بوتين محاولته للسيطرة على كييف.
وحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قال زيلينسكي حول المساعدات العسكرية لبلاده: “لن يكون هناك ما يكفي أبدا.”، حيث شرح التحديات التي تنتظر بلاده في دونباس، قائلا: “هناك حرب واسعة النطاق مستمرة اليوم، لذلك ما زلنا بحاجة إلى أكثر بكثير مما لدينا اليوم. ليس لدينا مزايا تقنية على عدونا. نحن لسنا على نفس المستوى هناك”.
وأضاف: “بالنسبة لدعم بايدن المؤكد البالغ 800 مليون دولار، فإن الأهم هو السرعة”.
ولكن حتى مع بدء وصول المساعدات الأخيرة إلى المنطقة، فأنه هناك قلقا متزايدا بشأن السرعة التي يمكن بها لأوكرانيا استنفاد مخازنها من الذخيرة في هذه المعركة القادمة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت أنها سترسل 18 مدفع هاوتزر عيار 155 مم و40000 طلقة مدفعية كجزء من أحدث حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا، حذر مسؤولا أمريكيا من أن المساعدات يمكن استخدامها في غضون أيام مع اشتداد القتال العنيف في دونباس.
وبالنظر إلى تلك الضغوط، يجب أن يكون المسؤولون الأمريكيون أكثر وضوحا في تحديد أهدافهم وما إذا كانت أمريكا ملتزمة بفعل ما يلزم لمساعدة أوكرانيا على الفوز.
وقال الجنرال بن هودجز، القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، “في حين أن الحزمة الأخيرة من المساعدات الأمريكية كانت “كبيرة”، إلا إنها ليست كافية”.
خط أحمر في ماريوبول
يعتبر الاستيلاء علي ماريوبول جزء مهم من حملة روسيا الحالية، في محاولة لإنشاء جسر بري من شرق أوكرانيا وصولا إلى شبه جزيرة القرم.
وطالبت وزارة الدفاع الروسية الجنود الأوكرانيين في ماريوبول بالاستسلام، لكنها قالت بعد ذلك في بيان إنه تم تجاهل الإنذار النهائي.
وفي بيانها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها حاصرت الجنود الأوكرانيين المتبقين وغيرهم ممن كانوا يصمدون في مصنع أزوفستال للصلب.
وقال البيان: “في حالة حدوث مزيد من المقاومة، سيتم القضاء عليها جميعا”.
وقال مستشار لرئيس بلدية ماريوبول، إن القوات الروسية أعلنت إغلاق المدينة للدخول والخروج يوم الاثنين وأنها بدأت في إصدار تصاريح مطلوبة للتحرك داخل المدينة نفسها.
وقال كل من زيلينسكي ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن ماريوبول نقطة تحول حاسمة أخرى في الحرب، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الخسائر البشرية لقصف روسيا المستمر لتلك المدينة لا تزال غير معروفة.
وحذر زيلينسكي في وقت سابق من أن القضاء على القوات العسكرية في ماريوبول يمكن أن يؤدي إلى توقف أي مفاوضات سلام أخرى مع روسيا.
كما أشار كوليبا إلى أنه من الصعب على بلاده مواصلة المحادثات مع روسيا بعد الفظائع التي وقعت في بوتشا.
وقال خلال مقابلة على شبكة “سي بي إس” الأمريكية، إن تصميم روسيا على هدم ماريوبول “على الأرض بأي ثمن” يمكن أن يصبح “خطا أحمر”.
روسيا
تستهدف الناتو
كان أحد أكبر التحديات التي تواجه إدارة بايدن وحلفائها حتى الآن هو تحديد أين يكمن “الخط الأحمر” لبوتين وإلى أي مدى يمكنهم الاستمرار في مساعدة أوكرانيا دون استفزاز الرئيس الروسي لتوسيع الحرب، مما قد يعرض قوات الناتو للخطر.
وبينما تستعد الولايات المتحدة لإرسال حزمة المساعدات البالغة 800 مليون دولار الأسبوع الماضي، حذرت روسيا في مذكرة دبلوماسية إلى وزارة الخارجية من أنه ستكون هناك “عواقب لا يمكن التنبؤ بها” إذا استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إرسال الأسلحة الثقيلة الي أوكرانيا.
وفسر الخبراء العسكريون المنطلق على أنه علامة على أن روسيا يمكن أن تفكر في استهداف ليس فقط الأسلحة نفسها عند وصولها إلى الأراضي الأوكرانية، ولكن أيضا قوافل إمدادات الناتو التي تنقل الأسلحة إلى حدود أوكرانيا.
وبينما يحاول قادة العالم استخلاص ما يفكر فيه بوتين – وإلى أي مدى قد يذهب في محاولة معاقبة الدول التي تساعد أوكرانيا – قال المستشار النمساوي كارل نهامر، الذي التقى وجها لوجه مع بوتين الأسبوع الماضي، إنه من الواضح أن بوتين يعتقد أنه يكسب الحرب ويعمل “بمنطق الحرب الخاص به”.
وقال نهامر: “يعتقد بوتين أن الحرب ضرورية للضمانات الأمنية لروسيا. إنه لا يثق في المجتمع الدولي”، مشيرا إلى الدعاية الخيالية التي أطلقها بوتين لتبرير أعماله العدوانية ضد أوكرانيا.
ونظرا للتحديات الهائلة المتمثلة في مواجهة زعيم بهذه العقلية الصلبة، يحاول زيلينسكي إقناع قادة العالم بالمشاركة بشكل أكبر في المرحلة التالية من خلال التحذير من أنهم يجب أن يكونوا قلقين بشأن العواقب المحتملة لخطوات بوتين التالية بما في ذلك أنه يمكنه استخدام سلاح نووي تكتيكي.