اشرف فؤاد يكتب.. و يأتي الصيف كحد السيف

أيام قليلة و نستقبل الموسم الصيفي و المصطافين الكرام بالترحاب في محافظتنا الجميلة بفضل جهود المسؤولين و علي رأسهم السيد اللواء/خالد شعيب محافظ مطروح و السكرتير العام للمحافظة اللواء/أشرف إبراهيم و أهتمامهما بالموسم السياحي للمدينة .
لكن هذا الصيف الذي يأتي كل عام منذ غنت ليلي مراد يا ساكنين مطروح إلي يومنا هذا و الصيف كحد السيف ، و الهم ثقيل على أهالي مطروح و شبابها المكافح وراء لقمة العيش الشريفة و الرزق الحلال من أجل أن يوفر أحتياجاته الخاصة و أحتياجات أسرته محدودة الدخل طوال شهور الكساد الشتوية، نعم ، فأهالي مدينتنا الذي يملك منهم و الذي لا يملك الكل في الهم سواء ، فصاحب الفندق أو الشقة المفروشة ،و صاحب اليخت أو الكشك السجائر ،و صاحب التاكسي أو رخصة الشماسي ،الكل يفكر و يعمل و يسهر لتسديد الديون أو توفير المخزون ، لشهور البيات الشتوي العجاف ،..


إن حلم شباب مطروح بسيط جداً جداً ، فليس حلمه الهجرة إلى أمريكا و أوروبا مثلما يحلم شباب القاهرة الكبرى و الدلتا ، و ليس السفر إلي دول الخليج العربي مثلما يحلم شباب الصعيد ، و لا إلي الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر لأوروبا مثلما يحلم شباب المغرب العربي ، و إنما كل همه و حلمه ، أن يستثمر ما معه من أموال قليلة في مشاريع مؤقتة و صغيرة في الإجازة الصيفية التي لا تتعدى الستين يوماً ، و قد خرج سالما منها بهامش ربح مناسب له و لأسرته للشهور الشتاء العجاف ، ..
إن الجنيه المصري يا سادة في مرسي مطروح شديد الإنتماء و الوطنية فهو لا يذهب بعيداً و لا يتحول إلى دولارات ليطير لبنوك سويسرا أو أستثمارات في دبي، فدائرة رأس المال هنا مغلقة و ضيقة أيضاً ،
فالجنيه من يد الموظف أو المصطاف إلي يد البائع أو سائق التاكسي أو صاحب الشقة أو الشمسية الخ ، ثم إلي مكانه الأمين خزينة الدولة في نهاية المطاف و كل ذلك سريعاً ، علي شكل رسوم و ضرائب و فواتير كهرباء و مياه و تليفونات الخ ، و ما تبقي فهو لمصاريف الأولاد في المدارس و الجامعات ،و طعامهم و علاجهم عند الضرورة ،
فكم نتمني بإسم هؤلاء الشرفاء الكادحين أن يقدم لهم المسؤولين التسهيلات اللازمة لمزاولة أعمالهم الموسمية و عدم المبالغة في رسوم التراخيص الخاصة بهم سواء علي الشواطيء أو داخل المدينة ، و حمايتهم من مزادات تستنزفهم ماديا ، مع أقامة أسواق مفتوحة في بعض الميادين العامة و الشوارع الجانبية ،ليكون مهرجان للسياحة و التسوق معا ،


فأملنا هذا الموسم أن تطبق روح القانون و التعاون علي هؤلاء الشرفاء الذين تحرق جلودهم أشعة الشمس الحارقة في الصيف ،فالصالح من يخرج هؤلاء من موسم الصيف دونما أن يحققوا الأرباح التي توفر لهم ح ياة كريمة أو شبه كريمة طالما نادي بها السيد رئيس الجمهورية للشعب المصري في لقاء و حديث ، حرصاً من سيادته علي كرامة المواطن التي تبدأ من لقمة العيش ،
فالقصة في مدينة مرسي مطروح ليست واحدة و إنما هي قصتان .. قصة المصطاف الذي يمثل له الصيف لعبا و حبا و بحر ،
و قصة ابن المدينة الذي يمثل له الصيف هما و دينا و مكسب أو خسارة ..
فكم نتمني لهؤلاء صيفاً مريحاً مربحاً بدون مضايقات و غرامات و ديون ..،
حتى ينعموا بشتاء دافيء و حياة كريمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار