بيروت “أوفلاين”.. أزمة الكهرباء تضرب الإنترنت في مقتل
استفاق عشرات الآلاف من سكان بيروت، الجمعة، على توقف تام لخدمات الهواتف الأرضية في المنازل والمؤسسات العامة والخاصة، الأمر الذي أدى أيضا إلى تعطل خدمة الإنترنت المنزلي تماما في العاصمة اللبنانية.
وتوقفت الخدمة في معظم مناطق بيروت ذات الكثافة السكانية التي تتغذى بشكل خاص من سنترال منطقة المزرعة، الذي يمد مناطق محيط وزارة التربية في الأونيسكو، ومنطقة الطريق الجديدة ووطى المصيطبة والبربير وبرج أبي حيدر وبربور، وغيرها من المناطق السكنية المأهولة المعروفة بانتشار المصارف في مختلف أرجائها.
ورغم عودة الإنترنت لكن ببطء شديد في وقت لاحق من الجمعة، سادت حالة من التذمر سكان بيروت الذين تعطلت مصالح بعضهم المعتمدة على الشبكة العنكبوتية.
وسرعان ما أعلنت هيئة “أوجيرو”، اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات في لبنان، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن “عطلا طرأ في سنترال المزرعة بسبب الضغط على المولدات، أدى إلى توقف خدماتنا في المنطقة المذكورة”، مشيرة إلى أن “فرقنا تعمل على إصلاح العطل بالسرعة الممكنة”.
وقالت مصادر خاصة من الهيئة في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن العطل طال سنترال منطقة المزرعة وتحديدا المولدات الكهربائية البديلة التي تعمل على تأمين التيار لهذا السنترال منذ عام تقريبا من دون توقف، بسبب الانقطاع المستمر والدائم للكهرباء في لبنان.
وأضافت المصادر أن “سنترالات بيروت كافة تتغذى بالمولدات الكهربائية، التي لم تعد للعمل لمدة 24 ساعة”، وتابعت: “نعمل حاليا على محاولة تأمين البديل من المولدات من مناطق وسنترالات أخرى من أجل تسهيل سير العمل في المناطق المتضررة من جراء هذا العطل الكبير والمتوقع”.
وناشدت المصادر كلا من وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان على مد يد العون سريعا لـ”إنقاذ بيروت، والعمل لإيجاد حلول تأمين التيار الكهربائي لمراكز البريد على كافة الأراضي اللبنانية”.
وتابعت المصادر: “ليست مهمة هيئة أوجيرو تأمين الكهرباء. مهمتنا تنحصر بتأمين خطوط الهاتف والإنترنت، يعطونا كهرباء نعطيهم اتصالات. وصلنا إلى النقطة المخيفة، لا سيما مع هواجس من احتراق المولدات في ظل انعدام الإمكانيات المادية لشراء البديل”.
واعتبر المستشار في شؤون التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات عامر الطبش، أن الأمور “تتجه نحو الأسوأ، خصوصا إذا لم تعالج مسألة تأمين التيار الكهربائي من قبل مؤسسة كهرباء لبنان”.
وقال الطبش في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك تخوف من توقف المزيد من المولدات، خاصة أن تأمين قطع الغيار لهذه المولدات ليس بالأمر السهل”.
وتابع الخبير: “يتوفر لكل بريد ساعتان تغذية فقط بالتيار الكهربائي، وفي الـ22 ساعة المتبقية يعمل على المولدات أي على المازوت، وسط ما نشهده من ارتفاع مستمر ومخيف في سعر المازوت”، مضيفا أن “هناك مخاوف من عدم فتح اعتمادات لهيئة أوجيرو من أجل تأمين المازوت”.
ولفت الخبير إلى أن 70 بالمئة من زيادة الأسعار على الاشتراكات التي طالت الإنترنت، سبهها ارتفاع أسعار المازوت.
وقال الطبش: “صرنا من أغلى البلدان في العالم بتسعيرة الاتصالات، حيث يعد لبنان من الأساس الأكثر كلفة مقارنة بـ181 بلدا من خلال نظام تسعيرة الإنترنت، أي منذ كان الدولار يساوي 1500 ليرة، ومع قفزات الدولار في الوقت الحالي ثمة تخوف من ربط الأسعار بمنصة صيرفة، ومن ارتفاعها لاحقا إذا تغير سعر الصرف”.
يذكر أن كافة الأراضي اللبنانية، بما فيها بيروت، شهدت توقفا تاما للتيار الكهربائي منذ أكثر من 15 يوما متتالية، ولا زالت، بينما يعتمد الجميع على المولدات التي تعمل بالمازوت أو الطاقة الشمسية.