وافد جديد من أرض الفيروسات.. حمى «الضنك» تشبه الإنفلونزا وتنتقل من خلال البعوض ولا علاج لها
“حمى الضنك” حمى فيروسية طفا اسمها على السطح مؤخرًا مصطلح، تنتقل من خلال البعوض، وتنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
ولحمى الضنك أعراض كثيرة، تتمثل في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا؛ لكن يمكن أن تؤدي أحد أشكالها الشديدة والمعروفة باسم “حمى الضنك النزفية” إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، حيث تسمى هذه الحالة بالـ “صدمة” وبالتالي تحدث الوفاة؛ علمًا بأنه حتى الآن لا يوجد لقاح محدد للعلاج من حمى الضنك؛ لكن الوقاية هي أفضل الطرق للحيلولة دون الإصابة.
وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية؛ يتم تسجيل حوالي 100 مليون إصابة بـ”حمى الضنك” كل سنة؛ حيث يعيش نصف سكان العالم الآن في بلدان يتوطن فيها الوباء فعليًا.
حمى الضنك تنتقل إلى الإنسان عبر الحشرات
بداية، أكد الدكتور أمجد الحداد أخصائي أمراض الحساسية والمناعة، أن حمى الضنك منتشرة في بعض أقاليم السودان بالفعل؛ وظهورها في هذا الفصل تحديدا معروف؛ لأنه موسم تكاثر وانتشار البعوض؛ وتعتبر حمى الضنك عدوى فيروسيةينقلها الحشرات عبر نوع معين من البعوض، وتنتشر في المناطق الاستوائية مثل دول إفريقيا، وهذا يعني أن حمى الضنك ليست عدوى تلامسية أو تنافسية؛ ولا تتم عن طريق الطعام ولا الشراب والرذاذ”.
ويقول الحداد، إن حمى الضنك عدوى حشرية تنقلها الحشرات والناموس للشخص السليم؛ فالعدوى تتم بوجود عائل وسيط وهو الناموس أو البعوض؛ لذلك فإن حمى الضنك مرض غير ناقل للعدوى بين الأفراد؛ لكن يجب أن يكون هناك وسيط حشري مثل الناموس لنقل المرض؛ أي أن الشخص المُصاب بالحمى لا ينقل العدوى لشخص أخر؛ إلا عن طريق بعوضه، ودور البعوضة هو نقل دماء الشخص المُصاب إلى السليم فهنا تحدث العدوى.
طرق تجنب الإصابة بحمى الضنك بين البشر
تابع الحداد، أن تجنب الإصابة بحمى الضنك يأتي من خلال تجنب التعرض للدغ الحشرات؛ ومن خلال رش المناطق الموبوءة للقضاء على الناموس التي تعتبر الطريقة الوحيدة لنشر هذا المرض .
أعراض الإصابة بحمى الضنك في الإنسان
أهم عرض للإصابة بحمى الضنك، هو الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة يصل إلى 40 درجة؛ مع وجود الآم في العظام وحدوث قئ؛ مع حكة في العين؛ والتهاب في الغدد الليمفاوية؛ وفقدان الشهية ؛ وتتشابه أعراض حمى الضنك مع أعراض الأنفلونزا الشديدة في بدايتها، وأهمها ارتفاع الحرارة وتكسير العظام”.
حمى الضنك النزفية
وأضاف الحداد، أنه توجد 4 أنواع من حمى الضنك؛ أخطرها “حمى الضنك النزفية” وهي مصحوبة بنزيف وتهتك في الأوردة والشرايين؛ ويحدث معها نوع من تسرب الصفائح الدموية؛ وبتالي يحدث نزيف داخلي وهبوط وفشل في عضله القلب؛ وهذا هو أحد أنواع حمى الضنك المسمى بحمى الضنك النزفية أو “صدمه حمى الضنك” وهي أخطرهم على الإطلاق.
محاصرة حمى الضنك
“حمى الضنك” مرض غير معدي بين الأفراد ولكن تنقله الحشرات؛ بمعنى إذا تم التخلص من البعوض تماما ولدغ الحشرات؛ سيتم السيطرة على نقل العدوى؛ بمعنى أن الشخص المُصاب بحمى الضنك إذا احتجنا لعزله لمنع اقتراب الناموس منه وقرصه؛ هنا نمنع نقل العدوى بهذا الشكل.
لا يوجد علاج لحمى الضنك
أكد خبير أمراض الحساسية، أنه لا يوجد علاج لحمى الضنك؛ ولكن يتعافى المصاب بتناول خافض الحرارة التقليدي؛ وتتعافى بعض الحالات تلقائيا؛ إلا بعض الأنواع الخطيرة التي تكون مصحوبة بصدمه حمى الضنك أو الحمى النزفية؛ التي تسبب نزيف وتؤدي إلى الوفاة.
“وحتى الآن لا يوجد لقاح محدد لحمى الضنك؛ ولكن بعض الدول أنتجت لقاح بشرط أن يكون الشخص الذي يطعم بهذا اللقاح؛ متعافي من حمى الضنك؛ أى لا يُطعم بهذا اللقاح الشخص السليم؛ الذي لم يصاب من قبل بحمى الضنك؛ لأن في حالة تناول الشخص السليم له ترتفع لديه فرص الإصابة؛ إذا حصل على هذا اللقاح.
وحسب الطبيب، حتى الآن لا يوجد لقاح محدد للوقاية منه؛ وحتى اللقاح الحالي يشترط تناوله لشخص مُعافى من حمى الضنك وليس لشخص سليم؛ وهو أيضا حتى الآن تحت الدراسة؛ وغير ذلك لا يوجد له أي علاج ؛ ولكن الوقاية هي الأفضل عبر التخلص من الناموس، وأن يتم وضع الشخص المُصاب في العزل؛ حتى لا يتعرض لقرص الناموس ونمنع نقل العدوى بحمى الضنك لأشخاص آخرين من خلال محاصرة المناطق الموبوءة.
حمى الضنك في الحيوانات
بينما يشير الدكتور خالد مرسي مدير عام الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى أن حمى الضنك تنقل للإنسان والحيوان على حد سواء عبر الحشرات؛ ومن جانب الطب بيطري لم تسجل أي مديريه آو إدارة بيطريه بإبلاغ حالات مشتبه فيها بحمى الضنك؛ لكن الحمى ممن الممكن أن تكون موجودة في جنوب السودان؛ ودول حوض أفريقيا الأستوائية قد يوجد بها؛ لكن لا يوجد أي بلاغات بوجود حمى الضنك في مصر.