التجلي الأعظم.. مشروع لجعل سانت كاترين قبلة سياحية عالمية
تتأهب مدينة سانت كاترين الواقعة في جنوب محافظة جنوب سيناء المصرية لتتحول إلى وجهة سياحية عالمية بعد اعتزام الحكومة المصرية الشروع في خطة تنمية متكاملة للمدينة.
الحكومة المصرية شرعت في تنفيذ مشروع “التجلي الأعظم” الهادف لتحقيق أكبر استفادة من المكانة التي تتمتع بها هذه المدينة وتطويرها من جميع الجوانب، لا سيما وأن هذه المنطقة مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لما تحويه من معالم دينية وتاريخية وبيئية قل نظيرها.
هدف الحكومة من التطوير
مصطفى منير مستشار وزير الإسكان المصري للشؤون الفنية أوضح لسكاي نيوز عربية هدف الحكومة من تنمية سانت كاترين:
سانت كاترين منطقة متنوعة البيئة، ولها قيمة روحانية للأديان الثلاثة، ففيها المكان الذي تجلى الله فيه لموسى وفيها الوادي المقدس، ومع تنوع مواردها تستهدف الدولة المصرية إحداث تنمية بيئية مستدامة وفق معايير التخطيط البيئي والتراثي.
وجهت الدولة وزارة الإسكان لعمل مخطط لتطوير المدينة بالتعاون مع الأجهزة المعنية، لتعظيم هذه القيم، ومن هنا كان شعار المشروع “التجلي الأعظم فوق أرض السلام” لإعلاء القيمة الروحية للمدينة وإرساء السلام كملتقى للأديان.
تم تشكيل لجنة وطنية على مستوى الدولة أجرت دراسات على مدار العامين الماضيين بهدف الوصول لأعلى توافق ممكن لتحقيق التنمية، بشكل لا يؤثر على البيئة وعلى التراث.
أبرز المشروعات السياحية والبيئية
وحول أبرز المشروعات السياحية والبيئية التي يتم تنفيذها في سانت كاترين وأهدافها أوضح مستشار وزير الإسكان أنه:
مشروع التطوير سيكون صغيرا لكن قيمته عالية، ونستهدف جذب أعداد محدودة من السياح، لكن في نفس الوقت لديهم معدل إنفاق عال.
نسعى لتنمية السياحة الروحية، والبيئية مثل التخييم وتسلق الجبال ورؤية الوديان وغيرها.
نهدف لتنمية السياحة الاستشفائية في ظل وجود نباتات طبية نادرة بمدينة سانت كاترين.
يزاول البدو في هذه المنطقة عددا من الحِرف، ولديهم مدارس لتعليمها، ونسعى لمساعدتهم من خلال المشاريع التنموية.
سيتم إنشاء مشفى عالميا في موقع مناسب أعلى هضبة تتميز بجوها الصحي المناسب.
تم بناء مبنى السلام وهو خاصة بكل الأديان حيث توجد في المنطقة مزارات دينية مرتبطة بالأديان السماوية الثلاث.
نسعى لتنمية سياحة التأمل والمشاهدة، فالمدينة تتمتع بمناظر خلابة مثل منظر النجوم ليلا وإضاءة القمر على قمم الجبال وغيرها.
المشروعات السياحية تتم وفق لمعايير التخطيط البيئي بالنظام الإيكولوجي، وتم اختيار التشكيل والألوان من الخامات الطبيعية وحجر كاترين – حجر يستخدم في صناعة ديكور المنازل والعمائر وغيرها- والألوان المتناسقة مع الجبل والبيئة الجمالية الموجودة في المنطقة.
سيتم إنشاء قرابة 570 وحدة سكنية في حي الزيتونة على أطراف المدينة، وهو حي به خدمات متكاملة لسكن العاملين في سانت كاترين وأسرهم، مع مراعاة ألا تزدحم المدينة بالسكان، مع مراعاة ألا تزيد أي بناية عن طابقين حتى لا يعوق ارتفاع المباني الرؤية، إضافة إلى الحرص على تصميم المباني بشكل متناغم مع طبيعة المنطقة.
بعض البيوت الجبلية للبدو كانت تشوه المدينة لاستخدام الطوب الإسمنتي في بنائها دون تكسيات حجرية، وبالتالي يتم تطويرها مع تحديث الطرق وإزالة الأسفلت، فضلا عن عمل طرق بالإنترلوك والحجارة بشكل متناسق مع البيئة.
تتم زراعة أعداد كبيرة من أشجار الزيتون، لا سيما وأن المنطقة تتميز بوجود زيت زيتون له جودة فريدة في العالم، وستصبح كاترين أكبر واحة زيتون على مستوى مصر.
البنية الأساسية كانت متهالكة وقمنا بعمل شبكة جديدة تخدم المشروعات والأهالي والمباني الخدمية.
أنشأنا مجموعة من المباني الخدمية والتعليمية بالمدينة مع تطوير المسجد القائمة مع إنشاء حضانة ووحدة إنتاج حرفي للأسر.
تمت إزالة المباني الموجودة في طريق الوديان حتى لا تتعرض للمخاطر بسبب السيول، فضلا عن إنشاء شبكة متكاملة لتصريف مياه السيول والاستفادة منها، وعمل محطتين معالجة للاستفادة من المياه وإعادة تدويرها، لاستخدامها وري النباتات الطبيعية وأشجار الزيتون واللوز التي تنمي في هذه المنطقة.
العوائد الاقتصادية
وفيما يتعلق بالعوائد الاقتصادية المنتظرة من عملية التطوير أوضح مصطفى منير أنه:
ستتم توفير قرابة ألف فرصة عمل جديدة.
تتفاوض الحكومة مع إحدى الشركات الكبرى العالمية في إدارة الفنادق بعد تشكيل لجنة تلقت عروضا من أكبر الشركات لإدارة الفنادق وقريبا سيتم توقيع اتفاقية في هذا الشأن، وهو ما قد ينعكس إيجابا على الدخل المتوقع من السياحة في هذه المنطقة.
سنقوم بتحويل قلب المدينة إلى “بلدة تراثية” تظهر طابع وروح سانت كاترين بشكل طبيعي يبين مسارات المدينة والعلوم التي تتناسب مع تراثها وبيئتها.