بعد مشاهد الرعب.. كيف يستعيد الناجين من زلزال تركيا وسوريا عافيتهم النفسية؟
ول الدكتور إبراهيم مجدى إستشارى الطب النفسى، إنه من المهم أن نشير لعبارة «اضطراب أو ضغوط ما بعد الصدمة» التي لم تكن موجودة في قاموس الطب النفسى قبل العام ١٩٨٠، والتى بدأت تدريجيًا في الظهور عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث اكتشف علماء النفس بعض الأعراض النفسية على الجنود في ميادين الحرب، ثم تم تعميم الأمر على ما يحدث عقب الكوارث كالزلازل والفيضانات والصدمات الكبيرة في الحياة والتى تشمل مجموعات كبيرة من الناس.
وأوضح «مجدى»، أن الصدمة النفسية «Trauma» عبارة عن حدث خارجى فجائى وغير متوقع يتسم بالحدة ويفجر الكيان الإنسانى ويهدد حياته بحيث لا تستطيع وسائل الدفاع المختلفة أن تسعف الإنسان للتكيف مع الحدث الصادم، مشيرا إلى أن الخبرات الصادمة ناتجة عن كوارث طبيعية كـ الزلازل والبراكين والأعاصير والحرائق، أو أعمال من صنع البشر، مثل «الحوادث وسقوط المبانى والحروب والإرهاب والإغتصاب والإرهاب أو حتى مشاهدة أخرين وهو يعذبون الأطفال».
وإستطرد، أن معظم الأشخاص الذين يتعرضون لاضطرابات ما بعد الصدمة يشعرون بالخوف على حياتهم ويرون أشياء مخيفة ويشعرون بالعجز واضطراب عاطفى شديد، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يطورون أحداث ما بعد الصدمة رغم تعرضهم لها، وهذا يعتمد على عدة عوامل، من أهمها شدة ومدة الحدث الصادم، والتقييم المعرفى له وأهميته للفرد، ومدى القرب من الحدث، وكيفية رد الفعل للحدث، وكمية وكيفية الدعم الذي تلقاه الشخص بعد الحدث، وذكاء الفرد ومهاراته واعتقاداته ووضعه الاجتماعى والاقتصادى والدينى، ومدى تعرضه لخبرات صادمة سابقة أو أمراض.
«اضطراب ما بعد الصدمة».. الأعراض
وقال الدكتور إبراهيم مجدى، إن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تختلف استجابات الأشخاص لها، فمنهم من تظهر عليه أعراض الصدمة بعد عدة أسابيع أو أيام ومنهم من تظهر عليهم بعد أشهر ومنهم من تظهر عليهم بعد سنوات ومنهم من لا تظهر عليهم الأعراض، مشيرا إلى أن أحيانا ما تظهر الأعراض بطريقة فجائية ومنهم من تظهر عليهم بطريقة تدريجية أو قد تظهر الأعراض وتختفى على مر الزمن.
وأضاف أنه في حالة إذا استمرت الأعراض لمدة أربعة أسابيع مسببة شدها أو قلقا يؤثر على عملك أو حياتك فلا بد أنك تعانى من اضطراب كرب ما بعد الصدمة ويجب عليك البحث عن العلاج.