المعارضة التركية تختار كمال قليجدار أوغلو لمنافسة أردوغان على الرئاسة
أعلنت المعارضة التركية، مساء الاثنين، عن ترشيح كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية المقررة في مايو.
وقال زعيم حزب السعادة تمل كاراملا أوغلو، أمام حشد خارج مقر حزبه في أنقرة حيث اجتمع قادة الأحزاب الستة، الاثنين، إن “كمال قليجدار أوغلو هو مرشحنا الرئاسي”.
وقال قليجدار أوغلو في أول تصريح بعد إعلانه مرشحاً لائتلاف المعارضة في تركيا: “سنكون جاهزين لإدارة تركيا بالنظام البرلماني المعدل”، مضيفاً أنه تم الاتفاق على أن “رؤساء الأحزاب الخمسة الأخرى سيكونون نواباً لرئيس الجمهورية”، في حالة فوزه بالانتخابات.
وقال مدحت سانجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا، الاثنين، إن الحزب قد يدعم زعيم المعارضة الرئيسي كمال قليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 14 مايو بعد “محادثات واضحة وصريحة”.
وأضاف سانجار في بث مباشر على محطة خبر ترك الخاصة: “توقعنا الواضح هو انتقال لديمقراطية قوية. إذا تمكنا من الاتفاق على مبادئ أساسية، فقد ندعمه في انتخابات الرئاسة”.
نقطة تحول
وجاء قرار المعارضة في تركيا بعد الموافقة على اقتراح “حزب الجيد” بتعيين رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول، نائبين للرئيس، إذا فازت في الانتخابات المقررة في مايو المقبل، لكن تم توسيع المقترح ليشمل رؤساء الأحزاب الخمسة الآخرين.
وصرح متحدث باسم “حزب الجيد” اليميني المعارض في تركيا، الاثنين، أن الحزب اقترح أن يصبح رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، نائبين للرئيس إذا فازت المعارضة في الانتخابات.
وجاءت تصريحات المتحدث كورساد زورلو، بعد زيارة ياواش وإمام أوغلو، لزعيمة “حزب الجيد” ميرال أكشينار.
وقال ياواش المنتمي لحزب “الشعب الجمهوري”، أكبر حزب معارض في تركيا، إنه يتطلع لعودة “حزب الجيد” إلى التحالف.
وكان حزب الجيد، وهو ثاني أكبر حزب في التحالف المؤلف من 6 أحزاب، قد أعلن انسحابه من تكتل المعارضة، الجمعة، بعد أن رفضت زعيمته ميرال أكشينار الأخبار المتداولة عن اختيار كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، مرشحاً رئاسياً في الانتخابات.
وطلبت أكشينار في بادئ الأمر أن يحل رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش أو رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو محل قليجدار أوغلو في الترشح، بدعوى أن استطلاعات الرأي تظهر أنهما سيفوزان على أردوغان بفارق كبير في الأصوات.
وقبل ساعات من استعداد الأحزاب الخمسة المتبقية في التحالف للإعلان عن قليجدار أوغلو مرشحاً رئاسياً عن التحالف، عقد رئيس بلدية أنقرة ورئيس بلدية إسطنبول اجتماعاً قصيراً مع أكشينار التي قدمت اقتراحها بتعيينهما نائبين للرئيس في حالة الفوز في الانتخابات.
وقال كورساد زورلو، المتحدث باسم الحزب الجيد، للصحفيين إن أكشينار طرحت عرضاً “شاملاً”.
وجاء الانقسام العلني، الجمعة، بعد أشهر من الشقاق المحتدم في التحالف، ما اعتبره المحللون ضربة لآمال المعارضة في الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وأعلن أردوغان، الأسبوع الماضي، أن الانتخابات ستُجرى في 14 مايو، رغم الانتقادات الموجهة لاستجابة حكومته لكارثة الزلازل المدمرة التي وقعت الشهر الماضي وأودت بحياة أكثر من 45 ألفاً في تركيا.
موقف أردوغان
وستمثل الانتخابات أكبر تحد يواجهه أردوغان منذ عقدين قضاهما في السلطة مع إظهار استطلاعات الرأي تقارب فرص الفوز في الانتخابات.
وتأتي صفقة المعارضة قبل شهرين من الانتخابات، وحيث تعرضت شعبية أردوغان لهزة عنيفة بسبب غلاء المعيشة حتى قبل وقوع الزلازل، لكن استطلاعات الرأي أظهرت، الجمعة، أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية ما زالا يحافظان على ما يبدو على حظوظهما في الانتخابات على الرغم من الانتقادات التي وجهها المواطنون للحكومة بشأن استجابتها الأولية في التعامل مع الكارثة.
وفي الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات، تلوح في الأفق مخاطر حول مسار البلد الذي دأب أردوغان على محاولة تشكيله ليصبح متديناً ومحافظاً ولاعباً إقليمياً ذا ثقل.
وتعهدت المعارضة التركية بإلغاء الرئاسة التنفيذية القوية التي أنشأها أردوغان، وإعادة تركيا إلى الديمقراطية البرلمانية وعودة الاستقلال للبنك المركزي الذي نفذ خطط أردوغان بخفض معدلات فائدة، مما قاد نمواً اقتصادياً لكنه تسبب في انهيار الليرة وارتفاع التضخم بشدة.
وكانت المعارضة قد فشلت خلال الانتخابات الوطنية السابقة في تشكيل تحد خطير لأردوغان، الذي تولى حزبه مقاليد السلطة في عام 2002.
وزادت المعارضة من حجم تعاونها مع بعضها البعض منذ نجاحها في عام 2019 في انتزاع السيطرة على إسطنبول وأنقرة ومدن كبيرة أخرى من حزب العدالة والتنمية في الانتخابات.