الاخوان” تائهون .. هل تصبح كندا ملاذًا جديدًا للجماعة بعد تركيا؟
سط حالة التخوف التي تعيشها جماعة الإخوان، من احتمالية تعرض عناصرها للطرد من تركيا، في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارس على الرئيس رجب طيب أردوغان وإمكانية تسليم بعضهم لبلدانهم خاصة مصر، وكذلك تعرض التنظيم للحظر في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لما يلوح به الكونغرس منذ فترة طويلة، تسعى قيادات الجماعة لإيجاد ملاذ جديد يكون أكثر أمانًا.
ومن بين البلدان التي تركز عليها الجماعة كندا، استغلالًا لوجود علاقات قوية مع بعض المسؤولين والقوى السياسية هناك، بالإضافة لبعض العلاقات المتوترة بين كندا وبعض الدول العربية، ومنها ما كان مؤخرًا مع المملكة العربية السعودية.
إلقاء عصا الرحيل
قيادات من جماعة الإخوان، على رأسهم إبراهيم منير، نائب المرشد، عقدوا اجتماعًا مع بعض الأحزاب والقوى السياسية في كندا، لمحاولة التقرب بشكل أكبر، وإيجاد وسيلة لإمكانية ترحيل عناصر الجماعة خاصة الهاربين من مصر، إلى أوتاوا، من خلال تنفيذ مشروعات وتقديم الدعم المالي عن طريق شركات تمتلكها الجماعة، بحسب ما ذكرته مصادر مقربة من التنظيم.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات الجماعة طالبت القوى السياسية بعدم حدوث أي تغيير في العلاقة ودعمهم عبر جلسات استماع سيتم عقدها خلال الفترة المقبلة بكندا، يعرض فيها أعضاء من التنظيم بعض ”الأكاذيب“ التي تتردد عنهم – على حد قولهم – في مصر وعدد من الدول العربية.
وقالت المصادر، إن الجماعة تستغل أيضًا قسم حماية اللاجئين بكندا، عن تعديلات جديدة خاصة بطلبات الهجرة المقدمة من عدة دول، من بينها مصر واليمن، منذ فترة، والتي تنص على أنه ”يمكن للاجئين من أفغانستان وبوروندي ومصر واليمن، أن يتقدموا بطلبات الهجرة، بموجب سياسة معالجة الطلبات المتعلقة باللاجئين من قبل القسم، والتي تسمح بقبول الطلبات بشكل أسرع“، ما يسهل دخول عناصرها.
لفتت إلى أن الإخوان ترى أن كندا جزء لا يتجزأ من المشروع الكبير القاضي بالسيطرة على مراكز صناعة القرار في العالم الغربي عمومًا، حيث إن الجماعة تمتلك الجمعية ”الكندية – المصرية“ لدعم الديمقراطية، التي تأسست في كانون الأول/ديسمبر 2017، وجمعية كندا المسلمة ”ماك“ إضافة إلى منظمة عرفان الخيرية، كما أنها وسعت من نشاطها ليشمل الاستثمار الاقتصادي في مشاريع صغيرة، وسيطرتهم على العديد من النقابات العمالية لضمان المزيد من النفوذ في الانتخابات البرلمانية.
اختراق ديمغرافي
ويكشف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، سعيد شعيب، المقيم بكندا أن تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان، أصبحت ذات نفوذ كبير في كندا، وتمثل نحو 3.6% من إجمالي السكان، وبإمكانها منع أو تقرير عرض شيء معين في مناطق كثيرة هناك.
ويؤكد شعيب في حديث صحفى ، أن الجماعة باتت مسيطرة بشكل كبير في كندا، وتحقق أهدافها وخططها على الأرض، مشيرًا إلى أن هناك نوابًا كنديين يؤيدون الإخوان، حتى أنهم باتوا يفعلون ما يريدون.
وأضاف: ”باتوا يفرضون رقابة تكاد تكون ذاتية، كأن يتم إيقاف مدرسة عن العمل، لأنها هاجمتهم على صفحتها على فيسبوك، أو إلغاء ندوة يرفضون عقدها، لما لهم من نفوذ يمكنهم من فعل ما يريدون، بجانب اتباعهم أسلوب الترهيب والتخويف دون تصٍد فعلي لهم“.
أما الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، الدكتور خالد الزعفراني، فيقول إن جماعة الإخوان المسلمين لم تعد تعتبر تركيا وقطر دولًا آمنة لها تمامًا.
وذكر الزعفراني في تصريحات صحفية أن الأماكن الآمنة دائمًا بالنسبة لإخوان مصر في الوقت الحالي هي بريطانيا، وكندا، بجانب عدد من الدول الواقعة بجنوب شرق آسيا.
تبديل جلد الإرهاب
وبرر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سبب لجوء الجماعة لكندا مؤخرًا، بأنهم وجدوا نوعًا من الاهتمام بشكل كبير في جميع الولايات، والتي تكون لكل ولاية قانون خاص بها، حيث تقبل العديد من المهاجرين إليها.
وأوضح الدكتور خالد أن سبب حصول عناصر الجماعة المقيمين بكندا على كثير من المزايا، هو قيامهم بإنشاء مراكز دراسات بحثية، يستطيعون من خلالها خلع تصنيفهم كإرهابيين، وإقناع الحكومة الكندية بأنهم ليسوا متشددين ويتبنون مذهبًا وسطيًا ينبذ العنف، كما أن كندا تعد من الدول التي تهتم بالشرق الأوسط، مبررًا ذلك بقيام عدد من الأحزاب المحلية في ولايات كندية بعقد اجتماعات مع عناصر الإخوان الهاربين من خلال المراكز البحثية، والتي يستغلها أعضاء الجماعة في صنع القرار هناك.
وأوضح أن الإخوان اخترقوا مراكز الدراسات الكندية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، والسلطات الكندية ترجع لهذه المراكز لصنع القرار، والتي يتمركز فيها عناصر الجماعة، الذين يصدرون وصايا بالتعامل مع الإخوان باعتبارها جماعة معتدلة وتستطيع القضاء على الإرهاب.
وكشف أن الإخوان استغلوا الخلاف الذي نشب مؤخرًا بين كندا والسعودية، مدعين أن دول الخليج تنتهك حقوق الإنسان.