بداية حرب جديدة بعد قرار “إيكواس” بالتدخل العسكري.. ما قوام جيش النيجر؟
وسط حالة من الترقب، تتجه الأنظار إلى منطقة غرب إفريقيا، بعد انتهاء المهلة التي حددتها مجموعة “إيكواس”، للانقلابيين في النيجر لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى السلطة، وسط تساؤولات حول قدرة جيش النيجر في الصمود حال التدخل العسكري من قبل المنظمة الإفريقية.
ودون الكشف عن توقيت ومكان الضربة الأولى، قالت مجموعة “إيكواس”، يوم الجمعة، إنها حددت الخطوط العريضة “لتدخل عسكري محتمل” ضد الانقلابيين في النيجر.
وبينما طالب المجلس العسكري الجديد في النيجر، يوم السبت، مجموعة فاغنر الروسية بالتدخل، أغلق، المجال الجوي للبلاد، يوم الاثنين، كما عززت اللجان الشعبية الأمنية من تواجدها في الشوراع تحسبًا لعمل عسكري أجنبي، وذلك في أعقاب حديث المجلس عن أن “بحوزتهم معلومات تفيد بأن قوة تابعة لدولة أجنبية تستعد لـتنفيذ اعتداء على النيجر”، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
ماهي القدرات العسكرية لجيش النيجر؟
وفي أعقاب الانقلاب، أعلن جيش النيجر ولاءه لقادة الانقلاب ومجلس قوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم “تفاديا للاقتتال داخل صفوفه”، ووفق مصاجر تاريخية حول جيش النيجر، فإنه:
• تم تأسيسه مطلع أغسطس 1961.
• يتشكل من أفرع رئيسية: القوات الجوية، الدرك الوطني، الحرس الوطني، والشرطة النيجرية.
• أبرز العمليات التي شارك بها كانت “ثورة الطوارق” ما بين عامي 1990 -1996، “تمرد الطوارق” بين عامي 2007-2009، وعملية الأمم المتحدة في الكوت ديفوار، تمرد تنظيم بوكو حرام، عمليات مكافحة الإرهاب ضمن قوات الأمم المتحدة والغرب.
• يخضع كلا من الجيش والقوات الجوية والدرك الوطني لوزارة الدفاع النيجرية، بينما يخضع الحرس الوطني والشرطة لوزارة الداخلية.
• رئيس النيجر هو القائد الأعلى للقوات المسلحة جميعها.
• إجمالي القوات البرية نحو 5200 مُنتسب.
• لديه وحدات لوجيستية تتألف من 10 كتائب مشاة آلية، وكتائب لوجستية وهندسية وسرية إطفاء ومشاة.
• ذات تسليح ضعيف في سلاحي المدرعات والدبابات.
• معظم المركبات المدرعة لا يقل عمرها عن 20 عاما باستثناء عربتين مصفحتين تم شراؤهما من الصين في عام 2009.
• مجهز جيدًا بسيارات تويوتا ذات الدفع الرباعي المزودة بمدافع رشاشة من عيار مختلف.
• تم تحسين خزانات نقل الوقود والماء وسيارات الإسعاف مؤخرًا للمساعدة في مهام الدوريات لمسافات طويلة بالإضافة إلى زيادة القدرة اللوجستية العامة للجيش.
بما رد قادة الانقلاب؟
وعقب قرار إيكواس، طلب المجلس العسكري الجديد في النيجر، يوم السبت، المساعدة من مجموعة “فاغنر” الروسية لمواجهة التدخل العسكري.
ووفق وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، فإن الطلب كان خلال زيارة قام بها الجنرال ساليفو مودي، أحد قادة الانقلاب، إلى مالي المجاورة، لأن فاغنر ستصبح ضمانة للانقلابيين للاحتفاظ بالسلطة.
وقالت إن “فاغنر تدرس طلب قادة انقلاب النيجر”، كما أن مواجهة المجلس العسكري يوم الأحد مهلة حددتها كتلة “إيكواس” للإفراج عن بازوم وإعادة تنصيبه، دفعها إلى اللجوء إلى فاغنر.
إمكانية صمود جيش النيجر
يقول المحلل السياسي المقيم في السنغال، جيل يابي، المختص في شؤون غرب إفريقيا، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن التدخل العسكري سيكون مدعوما من فرنسا وأميركا بدافع أن الانقلابات في غرب إفريقيا شكلت حكومات تتحالف مع روسيا وترفض الوجود الغربي، والغرب سيدافع عن مناطق نفوذه.
• “انقلاب النيجير يمنح روسيا موضع قدم للتنافس مع الغرب في مناطق نفوذه في غرب إفريقيا ومن هنا فمن الوارد قبول “فاغنر” طلب الانقلابيين”.
• “الجيش النيجري ضعيف في ظل عملياته ضد تنظيم “بوكو حرام” ومحاربته للجماعات مسلحة أخرى تنشط في البلاد ويعتمد في الأساس على الدعم والتمويل الغربي”.
• “الرئيس النيجيري بولا تينوبو، وخلال ترأسه لمجموعة إيكواس، يريد استعادة بلاده لزعامة منطقة الساحل الإفريقي ويزيد من احتمال التدخل العسكري، وإن كان ذلك يمثل تحديا أمام قواتها المسلحة”.
توقعات حول تدخل فاغنر
وتعليقا على إمهال فرنسا الانقلابيين مهلة لإعادة بازم للسلطة وتأييدها للتدخل العسكري، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي، دومينيك كارايول، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن باريس تدعم التدخل العسكري لحماية مصالحها الاقتصادية ونفوذها بغرب إفريقيا، ولديها هي وأميركا نحو 2500 جندي علاوة على قوات الاتحاد الأوروبي وضمنها ألمانيا وكل ذلك من الممكن مشاركته في التدخل العسكري.
• “الانقلاب وبعد إنهاء الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا يضع باريس أمام معضلة كبيرة بضرورة الدفاع عن آخر حلفائها بغرب إفريقيا”.
• “جيش النيجر يمتلك خبرة قتالية بعد التدريبات الأميركية والفرنسية التي تلقاها في إطار عمليات مكافحة الإرهاب”.
• “احتمال تدخل فاغنر وارد جدا في ظل تنامي المشاعر المعادية للغرب في تلك المنطقة والانقلابات التي أفرزت حكومات تؤيد روسيا وتطلب رحيل القوات الفرنسية على غرار بوركينا فاسو”.
• “التدخل العسكري قد يشعل حربا حقيقية في ظل إعلان مالي وبوركينا فاسو رفضهما لأي تدخل في النيجر وأن ذلك “إعلان حرب” ضدهما”.