«شعاع النور».. فريد زهران صوت «الشعب» في زمن الصمت.. هل ينتصر مرشح المعارضة ورمزها التاريخى أمام سطوة الدولة العميقة؟
في زمن الصمت المطبق والتحديات الثقيلة والكبيرة، تبرز مرادفات «الصمود» والمقاومة السلمية عناوين لمواجهة حروب الإقصاء والاغتيال المعنوي والتهميش.
ولعل «فريد زهران» مرشح المعارضة ورمزها التاريخي، أحد الشخصيات السياسية التي حملت على عاتقها تغيير الواقع السياسي والاقتصادي الصعب.
ولذا كان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة والذي تضم شخصيات سياسية بارزة أيضا مثل رئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر، ورئيس حزب الوفد الحالي عبدالسند يمامة، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مهمة صعبة وسط ألغام من الصعوبات.
فريد زهران، الذي اشتغل بالعمل السياسي منذ نصف قرن من الآن، وجارى خلال سنوات طويلة عراقيل الأنظمة الاستبدادية، يواجه من جديد تحدي جديد، وهي المعركة الأهم «الانتخابات الرئاسية المقبلة».
ووسط عواصف التهميش والانحناء من أجل مكاسب فريدة، يبرز «زهران» ممثلاً لصوت الناس في مواجهة الدولة العميقة بمركزيتها الشديدة والاستئثار بالسلطة.
ونرصد في التقرير التالي ما قدمه المرشح الرئاسي المحتمل فريد زهران، خلال شهر أكتوبر، من مؤتمرات شعبية في المحافظات، حفلت أغلبها بحضور شعبي كبير.
في مستهل شهر أكتوبر، أخذ رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، القرار الصعب بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وسرعان ما بدأ «زهران» حملته الانتخابية، منطلقاً من مسقط رأسه من محافظة المنوفية.
أكد زهران، خلال مؤتمر شعبي حافل أنه يمثل البديل الآمن السلمي للسلطة، محذرا في نفس الوقت من أن تحكم الدولة معايير «البطش».
وفي خطاب ملحمي، عن بداية عمله السياسي، مؤكدا أنه كان أحد المواطنين الذين شاركوا في انتفاضة الخبز في ١٩٧٧، اعتراضا على ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى عمله كناشر أنتج الكثير من الكتاب، رافضاً إلصاق تهمة «العاطل» مثل آخرين في العمل السياسي.
وكعادته وجه زهران في هذا المؤتمر، العديد من الانتقادات الحادة على النظام الحالي، الذي رأى إنه سيطر على السياسة والمجتمع، وجعل الحياة السياسية بها فراغ، والأحزاب السياسية ضعيفة، في إشارة إلى تدهور هذه الأحزاب، وهو ما حرم المصريون من كل حقوقهم.
ويرى زهران أن القرار الأول له في حالة نجاحه في الانتخابات المقبلة، هو انسحاب الدولة من الاقتصاد وأن يتوقف دورها على إدارة المشاريع الاستراتيجية.
أما في الشأن السياسي، فقد أكد أن قراره الأول سيكون الإفراج عن كل المحبوسين من أصحاب الرأي، وإعادة الحياة للمجال السياسي، وذلك بعد سنوات من سيطرة النظام على السياسة.
ومجيبا عن السؤال الصعب والمعني بكيفية تعامله مع الديون الذي تجاوزت ال ١٦٥ مليار دولار، أكد زهران أنه سوف يعمل على إعادة الجدولة الزمنية للمشاريع الكبرى التي لم تدرس بشكل جيد بطريقة تضمن تقديم عوائد للدولة.
زهران في الإسكندرية
رفض رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إلصاق عبارة «الانتقام» من توجهاته بشأن النظام السياسي الحاكم، مؤكدا أنه يسعى من خلال المعركة الانتخابية التغيير السلمي للسلطة.
كما أكد أنه ليس مرشح «فرد» أمام مرشح «فرد» آخر، بل يمثل تيار واسع يسعى إلى التغيير إلى مستقبل أفضل، وأن يحقق النسب الدستورية للتعليم والصحة.
كما أكد زهران، على ضرورة منح حرية للمجتمع والحريات العامة والخاصة وحرية النقابات، وهو ما أكد أنه سيعمل عليه في حالة نجاحي رئيسا لمصر.
رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أكد أيضا إلى سعيه بأن يكون البديل الآمم لنظام الحكم الراهن.
فريد زهران في الفيوم
في مؤتمر شعبي حاشد أيضا، ألقى رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، خطابا إلى الجماهير، ونال خلاله من سياسة النظام الحالي الذي وفقاً لرأيه أدت إلى الدخول إلى نفق مظلم.
حيث أكد أن النظام الحالي يحتكر السلطة والثروة والمجال العام، وفي حاله فوزه سوف يسعى توسيع المجال العام ومنح الحرية لعمل الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية.
وأشار زهران أيضا إلى أن كرسي رئاسة الجمهورية ليس هدفه الوحيد الذي يجعله الرابح لكن توجد أهداف أخرى تتمثل في تمدد الرقعة الشعبية للمعارضة والدخول في معارك أخرى.
فريد زهران في حوار مع «اندبندنت عربية»
في حواره المطول مع موقع «اندبندنت عربية»، أوضح زهران أنه يتبنى “فكرة التغيير التدرجي والمتراكم نهجاً للوصول إلى الديمقراطية وتداول السلطة المنشود”.
ويقول:” نحاول الاستفادة من هذه اللحظة الثورية المجيدة في بناء مجال سياسي، ومن خلال مشاركتنا كحزب سياسي نكون قادرين على التغيير المنشود والتحول الديمقراطي الذي نرجوه”.
وأضاف:” نحتاج إليه الآن خطوة في اتجاه الإصلاح. نستعيد تحالف “30 يونيو (حزيران)” مع محاولة التحرك في اتجاه بناء دولة مدنية حديثة خطوة خطوة”.