جميلة إسماعيل: إن لم ينتصر أهل غزة سيكون معنى ذلك أن الموت انتصر على الحياة

*كل قرص دواء وكل شوال دقيق وكل زجاجة محلول عبرت الحدود كنا نسجل بها موقفًا ورسالة أننا "نرفض هذا العالم" ألذى تحكمه عصابات القتلة وداعمي الإبادة الجماعية*.

قالت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور: نلتقى اليوم و نتحدث، وهو نفس اليوم اللي بدأ باقتحام مستشفى الشفاء في غزة جيش كامل بمتفجراته وآلته العسكرية المتوحشه وأكاذيبه وإعلامه اقتحموا مستشفى بعد حصارها ٥ ايام، قائلة: مجرد نموذج عن فظائع يريدوننا أن نتعود عليها ونقتل انسانيتنا، ونجلس في مقاعد المتفرجين نرى الابادة الجماعية على الهواء مباشرة، ونذرف بعض الدموع و نعود إلى حياتنا من جديد، لكن هذا لن يحدث، ولن نقبل بأن نكون ضحايا عجزنا، ولا أن يكون الفلسطينيين ضحايا الهمجية الجديدة.


وأضافت خلال كلمتها بالمؤتمر الشعبي لدعم فلسطين، والذي استضافه حزب المحافظين، قائلة: لن نتعود على المجازر، ولا سنحول مواقفنا إلى مجرد هتافات وتشنجات ومزايدات ولطميات، فنحن أمام وضع وواقع جديد لن نعود فيه كما كنا، مشيرة إلى أنه مازال أكثر من ٢ مليون إنسان فلسطيني يقاومون التحول إلى ضحية ورقم في عداد الموت اليومي.

وتابعت: ندرك جيدا أن انتصار أهل غزة هو انتصار للحياة، ندرك أنه انتصار الأرض على الموت والاحتلال، لا نرى انتصار أهل غزة باعتباره انتصارا لفصيل سياسي أو انتصار لمفاوض بارع، نراه انتصار لشعب أراد الحياة ويدفع ثمنها، متابعة: إن لم ينتصر أهل غزة سيكون معنى ذلك أن الموت انتصر على الحياة و العصابات انتصرت على الشعوب والقتلة على الانسانية.

 

وقالت جميلة إسماعيل، ولكي تنتصر غزة وتنتصر فلسطين، علينا أن نفهم ونستوعب ونكون على قدر الوعي الجديد الذي بدأ بصدمة ٧ أكتوبر وتجاوز الجميع التغيرات والاكتشافات اللي تنفجر حولنا من يوم ٧ اكتوبر ، اكتشافات أكبر من الجميع، وتتطلب حركة جديدة، وهذا ما نفهمه كل يوم عندما نتابع موجات التضامن في العالم كله
وقصص الصمود اليومية والأقنعة المتحضرة التي تسقط عن أنظمة وسياسيين وتحالفات ومؤسسات تدعى الرقي والتقدم وهي تدافع عن القتلة والعنصريين.

واستكملت: عالم جديد نتمنى أن نكون على قدر التجاوب معه لندعم انتصار غز وتحرر فلسطين، وفي المسافة من القاهرة الى رفح في قافلة الحياة لغزة اكتشفت من اللحظة الأولى أننا نحاول مساعدة انفسنا أن نكون على قدر اللحظة، وأن كل جنيه تبرع به شخص نعرفه أو مجموعة لا نعرفها، كل جنيه وكل علاج و كل كيس قطن وكل شوال دقيق و كل إزازة محلول عبرت الحدود كنا بنسجل بيها موقف رسالة “أننا نرفض هذا العالم.

وأوضحت: هذا العالم الذي تحكمه عصابات القتلة وداعمي الإبادة الجماعية، كل تفصيلة بسيطة في الشاحنة التي كوناها وجمعناها و غلفناها وكل خطوة وكل كيلومتر قطعناه و كل ساعة وقفناها في كمين أو نقطة تفتيش كانت هي الشيء الوحيد المتاح لنا أو المتاحة أمام ملايين هنا وفي العالم بيوصلوا مساهماتهم و مساعداتهم عبر مصر الشيء الوحيد اللي نقدر نعمله علشان نقول أننا نرفض الحياة تحت وطأة المتوحشين، ونرفض الحياة تحت نظام عالمي بيقبل بالابادة.

 

واستكملت: وهذا الوضع جديد و بهذه المشاعر أخرج فلسطين من وضعية القضية المملة التي يدفنها كان حتى المتضامنين معاها بالشعارات والافكار القديمة ويدفنها المتغطرسون والقتلة وحتى المتضامنين كانوا يدفنوها بكل دبلوماسية باردة وبمتفجرات تتنافس في قدراتها التدميرية، متابعة: الآن والآن فقط بعد أكثر من ١١ الف قتيل بينهم أكثر من ٤٠٠٠ طفل لم يعد الحياد عقلانية، إما أن تكون إنسانا، أو تكون شريكا في أكبر مهرجان للمجازر، مستطردة: ومع وصول تبرعاتنا البسيطة إلى البوابة ونحن على المعبر على بعد خطوات من أهلنا وتحت أصوات الانفجارات، كنا ندرك أننا على مرمى القصف والقتل والمجازر، وأدركنا أنه وإذا لم يتوقف الإجرام فإننا هنا قد نصبح الهدف القادم.

وأردفت رئيسة حزب الدستور، ربما لم نكن بحاجة الى هذا الفهم البسيط، لكن الرحلة الصعبة إلى المعبر كانت مختلفة وكاشفة في معانيها عن الوضع المعقد الذي أصبحت قدراتنا وارادتنا عليه وحتى مع وجود عشرات والقوافل الكثيرة التى رأيناها تمر و تعبر رفح إلى غزة تأكدنا لا أحد سينجو هذا ما فهمناه، واليوم، لابد من الدفاع عن إنسانية وحياة ودول لا تقبل بالقتل والعنصرية والابادة، ولابد أن نتضامن مع كل صوت في العالم يطالب بوقف فوري للنار ولابد أن نعتبر كل رافض أو متواطىء بالصمت أو لاعب في السر ينتظر تحويل غزة إلى مكان انتظار سيارات، نعتبرهم جميعا كلهم شركاء في الجريمة، ونطالب بتضامن عالمي لإيقاف ومحاصرة معامل ومصانع أسلحة الدمار ، كما ندعو الحكومة المصرية والحكومات العربية إلى الانضمام والتصديق على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية ودعم دور المنظمات العاملة فى مجال العدالة الجنائية ، المحلية والإقليمية والدولية، وتسهيل مهامها فى توثيق الجرائم وجمع الأدلة والمعلومات والشواهد قد ترقى لمستوى الأدلة ليتم استخدامها فى ملف الاحالة، وذلك كله على وجه السرعة حتى لا يتم طمس الأدلة، لتاكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب.

واختتمت قائلة: وأخيراً لن نتسامح مع القتلة، ولن نترك شعبنا في فلسطين وحيداً، ولن نعترف بعلاقات مع دول العالم تقوم على العنصرية والتفرقة بالقوة المدمرة، ولن نقبل بأن نكون شركاء بعجزنا المستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار