جمال عبدالجواد: ما ترتب على ٧ أكتوبر ثبت أنه لابد من وجود حل للقضية الفلسطينية
قال جمال عبدالجواد، مستشار مركز الأهرام الاستراتيجي للدراسات، خلال كملته التي ألقاها بندوة ” ماذا بعد غزة ” و التي نظمها حزب المحافظين بمقر النادي السياسي للحزب، أنه لا يمكن لأحد أن يأمن أو يستريح طالما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دائر ، و قد ثبت أن الموضوع قد ينفجر بما لا طاقة لنا به، وما ترتب على ٧ أكتوبر ثبت أنه لابد من وجود حل للقضية الفلسطينية، خاصة أن الثمن ما تم دفعه كان كبير جدا، ورد فعل العالمي هذا كله بسبب رد الفعل الإسرائيلي الغاشم الذي أدى إلى استشهاد ما يقرب من ٢٠ الف شهيد .
و أشار “عبدالجواد” إلى أن ورقة الضغط الوحيدة التي يملكها العرب هي دماء الضحايا، وعرض مشاهد للجثث و الأشلاء للضغط على الضمير العالمي، لكن الغرب لم يعد غربا واحدا بل انشق لعدة مسارات، لذا نرى مظاهرات مؤيدة ومعارض لما يحدث، مضيفا أن الغرب مازال يفقد بوصلته الاخلاقية وهو خبر قد يبدو جيد، لكن الحقيقة هو خبر سئ لأنه لا يوجد بديل أخلاقي لمثل تلك الأفكار.
وأضاف عبدالجواد في كملته أننا نذهب في اتجاه ليس به أي توافق، فالنظام الدولي ليس عبارة عن موازين قوى فقط ، لكن هناك جزء من الادعاءات الاخلاقية و الكذب ، لذا قدرة اي طرف على الهيمنة متوقف على قدرته على اقناع العالم بادعاءاته الكاذبة و ليس بقوة السلاح.
وأوضح مستشار مركز الأهرام الاستراتيجي للدراسات، أن الاقوى يستطيع أن يحمي مصالحه بغض النظر عن اسلوبه أو القوانين، بينما الأضعف لا يستطيع ذلك، لذا تصفية القضية الفلسطينية لن تحدث، حتى لو هجر الفلسطينين إلى دول الجوار ، وقد حدث من قبل تهجير و بقيت القضية، وخلقت قضايا أخرى مثل لبنان.
و كشف “عبدالجواد” أن دولة إسرائيل لن تزول خلال العشر سنوات القادمة، و لن تكون هناك دولة فلسطينية خلال العشر سنوات القادمة أيضا، بسبب كمية القتل و العنف و الكراهية المتواجدة.
وأشار “عبدالجواد” إلى أن كمية الكراهية لدى الاسرائيلين زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، و المجتمع الإسرائيلي ينحط، لذا كثير من الأفراد هناك يحملون السلاح و يتصرفون بشكل فردي بعيد عن الدولة و القانون، لذا أصبح الرفض بين الطرفين ليس سياسيا، وإنما على مستوى الوجود الإنساني، بالإضافة إلى أن هناك سيناريوهات أخرى منهل أن حماس لن تخرج حماس اقوى من هذا الصراع سياسيا وأن كانت ستكسب شعبية كبيرة، بناء على أن هناك حرب دائرة تخسر فيها إسرائيل عسكريا ، بينما تخسر حماس بنية تحتيه وقيادات، بالإضافة إلى قبولها على مائدة التفاوض أصبح اقل بكثير، لأنه تم حشد مشاعر سلبية كبيرة ضد حماس في الغرب و إسرائيل، وكذلك فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا مأزق كبير للفلسطينين، ولا يوجد فصيل واحد يستطيع تمثيل الفلسطينين مع الأطراف الأخرى.
وأشار إلى أنه على الرغم من التعاطف الكبير الذي تلقاه القضية الفلسطينية و الحديث حول حل الدولتين بشكل لم نراه من قبل، إلا أن الانقسام الفلسطيني و الغضب اتجاه حماس جعل موقف العرب و الفلسطينين ضعيف، والقبول بالسلطة وحماس على طاولة المفاوضات أصبح أضعف.
وتابع: قضيتنا الفلسطينية فى موقع عالى جدا من التعاطف الدولى ولم نشاهد زخم عن القضية وأهمية حل الدولتين مثل الأن، ولا يوجد ممثل عن الفلسطينيين يتحدث بجدارة وشرعية مع الآخرين، لافتاً إلى أنه.يوجد تدارك لأهمية وضرورة حل القضية الفلسطينية ويوجد عدم توافر شروط الوصول لتسوية، بعد فقدان شعبية السلطة الفلسطينية وحماس، وعدم حصولهم على تعاطف دولى.