السودان يشتعل.. قتال شرس بين الجيش والدعم على الخرطوم

لم تتوقف المعارك الضارية التي شهدتها العاصمة السودانية منذ فجر اليوم الخميس حتى الآن، بل زادت شراستها إلى حد كبير.

فقد أفاد مراسل “العربية/الحدث” بأت قوات الجيش السوداني عبرت من مدينة أم درمان إلى العاصمة الخرطوم لتبدأ اليوم واحدة من أكبر أسخن المعارك البرية.

وأضاف أن النقطة الأسخن باتت منطقة وسط الخرطوم، أي السوق العربية والمقرن، لافتا إلى أن قوات الجيش وصلتهما عبر جسرين.

كما تابع أن حشود الجيش نفذت ضربات ضد الدعم السريع، في خطة مدعومة بالمقاتلات الحربية ومدفعيات عسكرية.

وذكر نقلا عن مصدر عسكري بأن الجيش السوداني بات يخوض قتالا شرسا داخل الخرطوم، الخميس، مؤكدا وقوع غارات جوية وقصف في أنحاء العاصمة.

أتت هذه التطورات بعدما أفاد مراسل “العربية/الحدث”، اليوم الخميس، باندلاع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الثانية فجراً وحتى الآن، وذلك في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم.

وأضاف أن المعارك اشتدت بين قوات الجيش السوداني وعناصر الدعم السريع في العاصمة، بعد أن عبر الجيش مدينة أم درمان والخرطوم بحري.

كما لفت إلى أن الاشتباكات الأخيرة هي الأعنف، حيث رافقها تصعيد عسكري غير مسبوق في الخرطوم منذ الأشهر الماضية.

وأشار إلى أن أصوات الأسلحة الثقيلة والانفجارات العنيفة سُمعت بشكل متزامن في وسط وجنوب وشمال الخرطوم، حيث القيادة العامة ومنطقة المقرن، إلى جانب سلاحي الإشارة والمدرعات التابعين للجيش.

كذلك تابع أن سماع دوي انفجارات متتالية في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات التابع للجيش في جنوب الخرطوم استمر حتى الصباح، إضافة إلى أصوات قذائف مدفعية وانفجارات متقطعة قرب سلاح الإشارة في مدينة بحري شمال الخرطوم.

أتى هذا التصعيد بعد ساعات فقط من إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن “قلقه البالغ” حيال تصعيد النزاع في السودان، فيما نددت الجمعيات الإنسانية بالجحيم الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد، وفق بيانها.

وشدد غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان، منددا بتداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.

كذلك بحث الطرفان الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين “بدون عوائق”.

بدوره، حذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الأربعاء، من أن الأوضاع باتت مروعة في السودان.

كما دعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ودول أعضاء خلال المؤتمر إلى اتخاذ تدابير ملموسة لا سيما لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية إطلاقا لسد الحاجات.

صراع دموي
يذكر أن الصراع الدموي بين القوتين العسكريتين تفجر في 15 أبريل من العام الماضي، حين كانت القيادات السودانية تناقش مسألة توحيد القوات العسكرية، والعودة إلى المسار الديمقراطي.

ومنذ ذلك الحين حصدت المعارك نحو 20 ألف قتيل في عموم البلاد، وتسببت بدمار واسع في البنية التحتية.

كما أدت إلى خروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

في حين نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع الحرب، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

إلى ذلك، فاقمت السيول الأخيرة التي ضربت البلاد، الأوضاع الصحية أكثر وساهمت في انتشار الأوبئة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار