“ماذا يحدث في جبانات القاهرة؟”.. تفاصيل ندوة حزب العيش والحرية بمشاركة كتاب وخبراء التراث الدولي
عقد حزب العيش والحرية، ندوة، مساء أمس الأحد، تحت عنوان “ماذا يحدث فى جبانات القاهرة؟”، بمشاركة خبراء التراث الدولي والكتاب.
من جانبها، قالت جليلة القاضي، متحدثه عبر الإنترنت من فرنسا، مؤلفة كتاب “عمارة الموتي، جبانات العصور الوسطى بالقاهرة” الصادر عن الجامعة الأمريكية عام 2007 وكتاب “التحضر العشوائي” عام 2009 وكتاب “القاهرة، مركز في حالة سيولة” باللغتين الإنجليزية والفرنسية الصادر عن مركز البحوث من أجل التنمية الفرنسي عام 2012، وهي أستاذة التخطيط العمراني المتفرغة بجامعات فرنسا، إن منطقة الجبانات هى تراث، وتراث عالمى. ومنظمة اليونسكو وضعت مواقع على قائمة التراث الإنساني ، وجبانات القاهرة التاريخية هى من أقدم الجبانات الإسلامية فى العالم العربى وانشات فى القرن السابع الميلادي، ولها قيمة روحية كبيرة.
وأوضحت قائلة، وتوجد أيضا قيمة انسانية للجبانات وقيمة معنوية ، حيث دفن فيها الصحابة الأوائل مثل عمرو بن العاص، وكبار المتصوفين، وال البيت ، وأم كلثوم، واثنين من أكبر الائمة منهم الإمام الشافعى.
كما أوضحت جليلة خلال عرضها لشرح توضيحى، اهم المنشآت الموجود داخل جبانات القاهرة القديمة التاريخية. وما بها من احواش للكثيرين منهم العيلة المالكة والوزراء والاعيان ، وتعبر عن مصر وتاريخها ، وأوضحت أن المدافن بها أشكال وتراث مختلف عبر السنين.
وأشارت إلى وجود قيمة اجتماعية للجبانات، حيث يتم زيارة المدافن منذ أيام الفراعنة. وهى جزء من ثقافة المصريين، ومازال المصريين حتى الان يزرون موتاهم فى الأعياد والمناسبات .
وتحدثت عن أن القوانين الحالية لا تعتبر الجبانات آثار ولا تتحدث القوانين عن التراث الإنساني ، وهذه هى الحجج التى تتخذها الدولة ذريعة لاجل الهدم .
وأشارت إلى أنه أثناء الثورة حدث هجوم على القاهرة التاريخية وهدم الكثير من المباني القديمة وبناء عمارات شاهقة، كما أوضحت وجود إهمال فى منطقة القاهرة التاريخية من مناطق عشوائية وانتشار القمامة، ومواقف سيارات فى مناطق أثرية .
وقال طارق المري، اﺳﺘﺸﺎﺭي الحفاظ وخبير التراث الدولي ومؤلف كتاب “الشارع الأعظم ، شارع المعز لدين الله” الصادر عام 2022، إن ما يحدث هو مخطط بدء منذ ٢٠٠٩، وكان يتم تجهيز القاهرة لخليفة الرئيس مبارك وهو ابنه جمال، وقت ما كان مصطفى مدبولى رليس الوزراء الحالى مسؤول عن التخطيط العمراني.
وأكد أن لم تسجل القاهرة التاريخية فى الاثار كمنطقة اثرية ولكن كمبانى، ولا يوجد مسمى للقاعرة التاريخية فى الاثار، ولكن كمبانى قديمة .
وأشار إلى أنه طبقا للتنسيق الحضاري حسب القانون يتم هدم هذه المبانى ، وقد تم تسجيل القاهرة التاريخية فى اليونسكو كمنطقة تراثية انسانية. وأن الخلاف بين اليونسكو ومصر بسبب الجبانات وحدود القاهرة التاريخية ، وقد قمت بوضع حدود للقاهرة التاريخية وتم رفض هذا المقترح من الحكومة وقتها لأنها تتعارض مع رؤية مصر ٢٠٣٠ .
وقال إن بعد ٢٠١٨ قامت الحكومة ممثلة في جهاز التنسيق الحضاري بتعديل حدود القاهرة التاريخية متماشيا مع رؤية الحكومة ، ووجود مخطط لطرق وكبارى لاختراق الحبانات ، ثم هدمها بعد ذلك .وتم اخفاء الأمر وأطلق علينا كمهتمين بالقاهرة التاريخية ” مجاذيب القرافه” وكان سوف يتم هدم مدفن طه حسين لولا تهديد فرنسا بإقامة مقبرة لطه حسين بفرنسا بديلا عن القاهرة.
وتحدث أيضا عن مباني عديدة أثرية تم هدمها أو تشويه شكلها، بإقامة كباري فوق المباني، متابعا: إن كان من الممكن استغلال هذه المنطقة اثرية ويأتي بالعافيه من المكاسب من التكوير الذى يحدث الآن، وتوجد حالة من عدم ايمان بالقيمة التاريخية الموجودة لهذه المنطقة.
وأوضح أن الآلاف يزرون مسجدالإمام الشافعى خاصة من شرق آسيا، ولو تم إقامة فندق ومكتبة لكتب الإمام الشافعى لكسبنا اضعاف ما نريد من هدم المكان، مؤكداً أننا تقدمنا بالكثير من الشكاوى لرئيس الجمهورية، ولدينا حلول عديدة.
كما عرض ما وصل إليه من حل للمشكلة لتنفيذ استراتيجية الدولة دون هدم الجبانات أو الاقتراب من القاهرة التاريخية، وقال إنه لا يعرف لماذا لم يتم النظر إلى الحلول البديلة، هل فى ضغوط!؟، ولماذا تم القبض على ناس نزلوا يصوروا ؟
وقالت جليلة القاضى، لا يوجد الآن فى العالم هدم اماكن تراثية لأجل كبارى وطرق، التوجه الآن مختلف. احنا متأخرين جدا عن العالم المتقدم، فالكل يسعى للحفاظ على البيئة وليس افسادها، ولا يوجد حل وسط للحفاظ على التراث ، فى اوربا الجبانات اصبحت متاحف مفتوحه وحدائق جنائزية يأتي إليها السياح من كل مكان.
وقال طارق المري، أن فى مخطط للقاهرة والجيزة بشكل عام، هيتم عمل مشروع بجزيرة الدهب مثل ما يحدث بجزيرة الوراق الان، كما هيتم إزالة مناطق عديدة بالقاهرة زى منطقة المهندسين ، وأن كل هذا المخطط قيد التنفيذ وأن الدولة لا تعترف سوى بالآثار الإسلامية المهمة، والآثار الفرعونية، مؤكدا أن المنطق فى مخطط الدولة غير موجود، رغم وجود حلول عديدة، ومافيش حاجة اسمها امسح منطقة بأكلمها، مشددا أن السياحة تدمر الاثار ، وأن دبى لو انقطعت فيها الكهربا المدينة كلها هتموت.
وسأل أحد الحضور من خلال المتابعة على النت عن دور اليونسكو، وقالت الدكتورة جليلة القاضي، إن المنظمات الدولية غير قادرة على فعل أى شيء فى اى قضية سواء سياسية أو اجتماعية، ومشكلة فلسطين نموذج على العجز الدولي .