تفجير “فوردو” والألغاز الخفية: هل استبقت إيران الضربة بنقل اليورانيوم المخصب لدولة اخرى؟

في ظل التصعيد المتكرر بين إيران والغرب، عادت أنظار العالم إلى مفاعل “فوردو” الإيراني بعد تعرضه لضربة غامضة، تاركًا وراءه أسئلة أكبر من الإجابات:
– هل تخلصت طهران بالفعل من مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل التفجير، حمايةً له من التدمير؟
– هل رصدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية عملية النقل، مما شجّع على الضربة كـ”رسالة سياسية” أكثر منها عسكرية؟
– أم أن هناك صفقة خلف الكواليس لنقل المواد النووية إلى دولة ثالثة مثل روسيا أو باكستان؟
تقريرنا يحلل الفرضيات الأكثر ترجيحًا، ويطرح تساؤلات حرجة حول ما إذا كان التفجير مجرد مسرحية لقوى كبرى، بينما جرى تفكيك القنبلة النووية الإيرانية بصمت!
1. الفرضية الأولى (الأكثر ترجيحًا):
نقل إيران لليورانيوم المخصب من مفاعل فوردو قبل التفجير يبدو scenario منطقيًا، خاصة في ظل سابقة تعاملها مع التهديدات الأمنية. فهذا الإجراء يحقق لها أمرين:
– حماية مخزونها الاستراتيجي من التدمير.
– تفادي كارثة بيئية وسياسية في حال ضرب المفاعل وتَسَرُّب الإشعاع.
2. الفرضية الثانية (مؤيدة بقرائن):
رصد الاستخبارات الأمريكية لعملية النقل فرضية مُحتمَلة، وقد يكون هذا الرصد أحد أسباب التوقيت المحدد للضربة. فلو تأكدت واشنطن من إخلاء المفاعل من المواد الحساسة، أصبح الضرر الناجم عن القصف (هندسيًا وسياسيًا) محدودًا ومقبولاً.
3. الفرضية الثالثة (تحتاج إلى أدلة إضافية):
وجود اتفاق سري بين إيران ودولة ثالثة (مثل روسيا أو باكستان) لنقل اليورانيوم خارج البلاد يُعتبر احتمالاً واردًا، خاصة في ظل التقارير السابقة عن تعاون نووي بين هذه الأطراف. لكنه يبقى افتراضًا يصعب إثباته دون تسريبات رسمية.
الاستنتاجات المنطقية:
– من غير المعقول أن تترك إيران كميات كبيرة من اليورانيوم في المفاعل إذا كانت تتوقع هجومًا (وهو ما تؤكده سياستها الوقائية السابقة).
– من المستبعد أيضًا أن تقصف الولايات المتحدة أو إسرائيل منشأة تحتوي على مواد نووية حساسة دون ضمانات بخلوها من الإشعاع، لتجنب تداعيات كارثية على السلم الدولي والبيئة.
السؤال الجوهري:
إذا كانت الفرضيات السابقة صحيحة، فهل كان تفجير المفاعل مجرد “عرض قوة” سياسي لتعطيله جزئيًا، بينما تم بالفعل تحييد خطر البرنامج النووي الإيراني عبر قنوات سرية؟




