تفاصيل تنبأ آل باتشينو بأول ممثلة ذكاء اصطناعي قبل 23 عامًا

بعد أكثر من عقدين، تعود نبوءة الفيلم إلى الواجهة مع ظهور تيلي نوروود (Tilly Norwood) — أول ممثلة ذكاء اصطناعي في العالم، لتفتح الباب أمام سؤال: هل يتجه الفن إلى عصر بدون ممثلين حقيقيين؟
خيال أصبح واقعًا
في فيلم “S1m0ne” لعب آل باتشينو دور مخرج يائس يدعى فيكتور تارانسكي، يقرر خلق ممثلة افتراضية بالكامل باستخدام برنامج حاسوبي متطور، بعد صدامات متكررة مع نجمات حقيقيات، فيبتكر شخصية تدعى سيمون (اختصارًا لـ Simulation One)، تجمع بين الجمال المثالي والطاعة الكاملة، لتتحول سريعًا إلى أيقونة جماهيرية تسيطر على الشاشة وتثير جنون المعجبين.
الفيلم الذي أخرجه أندرو نيكول لم يكن مجرد تجربة خيال علمي، بل تأمل ساخر في هوس هوليوود بالشهرة، وسيطرة الصورة على الحقيقة، وتحول الموهبة إلى معادلة تسويقية بحتة
بعد مرور 23 عامًا على الفيلم، تحققت النبوءة فعليًا مع ظهور تيلي نوروود، التي كشفت عنها شركة Xicoia المتخصصة في تطوير الشخصيات الافتراضية.
تمامًا مثل “سيمون”، تم إنشاء تيلي عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتبدو حقيقية في الشكل والصوت والحركة، حتى أن وكالات تمثيل عالمية بدأت تتفاوض على “تمثيلها” وكأنها نجمة من لحم ودم.
اللافت أن ردود الفعل الأولى على تيلي كانت متطابقة تقريبًا مع ما قدمه فيلم “سيمون” قبل عقدين، مما يجعل فيلم آل باتشينو “نبوءة سينمائية تحققت بدقة مذهلة”.
في فيلم “سيمون”، كان الخوف من هيمنة التكنولوجيا على الفن مجرد فكرة فلسفية خيالية، بينما في زمن تيلي نوروود أصبح تهديدًا واقعيًا للممثلين والكتاب والمخرجين.
الاثنتان تشتركان في الجمال المصنع والقدرة على الإبهار، لكن الفارق أن “سيمون” كانت وهما على الشاشة، أما “تيلي” فهي نتاج واقع رقمي يعيش بيننا فعلًا.
لم يكن آل باتشينو يدرك أن فيلمه سيقرأ بعد أكثر من عقدين كعمل تنبأ بمستقبل السينما الرقمية، لكن اليوم، ومع دخول الذكاء الاصطناعي عالم الإبداع بقوة، أصبح التساؤل المطروح هو:هل سيظل الفن ملكًا للإنسان، أم أن الخوارزميات ستصبح صانعة الإبهار الجديدة؟
منذ ظهور تيلي نوروود، انقسمت آراء صناع السينما في هوليوود، فبين من يرى التجربة ثورة تكنولوجية تفتح آفاقًا جديدة للإبداع، هناك من يعتبرها تهديدًا مباشرًا لمستقبل الممثلين الحقيقيين.
ويرى البعض أن “تيلي” ليست سوى بداية لسلسلة من الشخصيات الافتراضية التي قد تغير مفهوم النجومية إلى الأبد.
الجدل الحالي أعاد إلى الأذهان رسالة فيلم “سيمون”: (الشهرة قد تصبح في يوم من الأيام ملكًا للآلة، لا للإنسان، وأن الجمهور ربما لا يفرق قريبًا بين الحقيقة والوهم على الشاشة).




