في مشهد يعكس إصرارًا متجددًا على إحياء الحياة السياسية في مصر، أعلن حزب المحافظين برئاسة المهندس أكمل قرطام مشاركته في انتخابات مجلس النواب 2026 بـ 13 مرشحًا، بعد سلسلة من المراجعات الداخلية التي هدفت – بحسب الحزب – إلى تركيز الجهد في دوائر محددة لضمان حضور فعال ومؤثر، في إطار تحالف «الطريق الحر» الذي يجمعه بحزب الدستور.

هيمنة المال السياسي

وأكدت اللجنة الانتخابية بالحزب أن عدد المرشحين تراجع من 29 إلى 13 مرشحًا، بعد انسحاب عدد من الأعضاء بسبب ما وصفوه بـ«احتكار المقاعد الفردية» في بعض الدوائر و«هيمنة المال السياسي» الذي يهدد نزاهة العملية الانتخابية.

وأوضحت اللجنة أن المنافسة في بعض الدوائر باتت «غير عادلة»، نتيجة تغول القوائم المغلقة المدعومة من أحزاب الموالاة، معتبرة أن القرار بالانسحاب جاء «احترامًا لقواعد التنافس النزيه وليس ضعفًا في الموقف».

ودفع حزب المحافظين بـ 13 مرشحًا في عدد من الدوائر، على مرحلتين من بينهم:

– المرحلة الأولى (9 مرشحين)

– محافظة الجيزة (4 مرشحين)

1. إيهاب الخولي – دائرة إمبابة والمنيرة الغربية – رمز بوكيه الورد

2. حبيب السنان – دائرة الوراق وأوسيم ومنشأة القناطر – رمز بوكيه الورد

3. المهندس كريم عبد العاطي – الدائرة الأولى (قسم الجيزة والدقي والعجوزة) – رمز طائر النورس

4. الأستاذ عبد الحكيم يحيى سليمان – الدائرة السابعة (قسم العمرانية والطالبية) – رمز طائر النورس

محافظة البحيرة (2 مرشحين)

5. أحمد أبو العلا – دائرة كوم حمادة – رمز القلم

6. محمد عبد العزيز شلبي – دائرة كفر الدوار – رمز السفينة

محافظة الإسكندرية (1 مرشح)

7. سامي محمد ذكي بدر الدين – الدائرة الأولى (قسم أول المنتزه) – رمز غصن الزيتون

محافظة المنيا (1 مرشح)

8. أحمد رزق حسن – الدائرة الرابعة (قسم أبو قرقاص) – رمز بوكيه ورد

محافظة أسوان (1 مرشح)

9. أحمد محمود صادق عبد الجليل – الدائرة الرابعة (مركز إدفو) – رمز الأسد

المرحلة الثانية (4 مرشحين)

محافظة القاهرة (3 مرشحين)

10. المهندسة لاميس عبد العليم خطاب – الدائرة الثالثة عشرة (قسم الظاهر) – رمز المنبه

11. المهندس مايكل زكريا جورجي – الدائرة السادسة (قسم أول مدينة نصر) – رمز طائر النورس

12. المهندس إسلام أكمل أحمد رشدي قرطام – الدائرة السابعة عشرة (قسم البساتين) – رمز الكف

محافظة السويس (1 مرشح)

13. النائب السابق طلعت خليل عمر – الدائرة الأولى (قسم السويس) – رمز الكف

قرطام: نخوض المعركة من أجل الديمقراطية لا المقاعد

من جانبه، سبق أن أكد المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين في تصريحات سابقة، أن المشاركة في الانتخابات تمثل «محاولة جادة لكسر احتكار البرلمان وإحياء التعددية السياسية»، موضحًا أن القرار استند إلى دراسة علمية أعدها مستشار الحزب المستشار نبيل مراد، خلصت إلى أن المشاركة ضرورة وطنية لا يمكن التراجع عنها.

وسبق أن قال قرطام في مؤتمر إطلاق تحالف «الطريق الحر»: «نخوض هذه الانتخابات لإعادة الحياة الحزبية من الممات. غياب المعارضة يعني غياب الشفافية، ووجودها هو الضمان الحقيقي لاستقرار الدولة واستمرار التنمية في الاتجاه الصحيح».

وشدد رئيس الحزب على أن برنامج الحزب الانتخابي يرتكز على الإصلاح الاقتصادي والسياسي، وتوسيع المشاركة الشعبية، وتعزيز الرقابة البرلمانية باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على مبدأ الحرية والعدالة الاجتماعية.

تمثيل وطني شامل

وأوضح الحزب أن مرشحيه الـ13 يتوزعون على 7 محافظات، بواقع 9 في المرحلة الأولى و4 في المرحلة الثانية، وتتميز القائمة بحضور قوي في الجيزة عبر أربعة مرشحين، إلى جانب تمثيل في البحيرة والإسكندرية والمنيا وأسوان والقاهرة والسويس، لضمان تغطية تمتد من الشمال إلى الجنوب.

وأشار الحزب إلى أن اختيار المرشحين تم وفق معايير صارمة تعتمد على الكفاءة والخبرة والالتزام بخدمة المواطن، مؤكدًا أن الحزب لم يقبل أي تبرعات أو دعم مالي من راغبين في الترشح، في تأكيد واضح على رفضه المطلق لاستخدام المال السياسي أو الرشاوى الانتخابية.

المسار الديمقراطي

من جانبه، قال طارق صدقي، نائب رئيس لجنة الانتخابات بالحزب، إن قرار خوض المنافسة على المقاعد الفردية فقط جاء «من منطلق الإيمان بالنظام الأقرب للتعبير عن إرادة الناخبين الحقيقية»، مشددًا على أن نظام القائمة المطلقة «يضعف التعددية ويقيد فرص التمثيل العادل للكفاءات والمستقلين».

وأضاف أن الحزب يعول على وعي المواطنين في مواجهة محاولات تهميش القوى المدنية المعارضة، مؤكدًا أن «الديمقراطية الحقيقية تبدأ من صناديق الاقتراع وليس من الغرف مغلقة».

ويؤكد حزب المحافظين في بياناته الرسمية أن مسيرته السياسية «امتداد لروح ثورة 25 يناير» وما حملته من مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية ورفض التوريث، مشيرًا إلى أن أي حراك سياسي داخل الحزب أو خارجه هو وسيلة لتنمية الحياة السياسية لا لتأزيمها.

وسبق أن صرح القيادي بالحزب كريم عبد العاطي، قائلا:” إن الحزب غني بقياداته القادرة على طرح نفسها مستقبلًا»، مضيفًا أن «الإصلاح لن يتحقق إلا بإرادة حقيقية ومشاركة فعلية من المواطنين، لأن السياسة ليست امتيازًا بل مسؤولية».

تحالف «الطريق الحر»

ويخوض تحالف الطريق الحر – الذي يضم حزبي المحافظين والدستور – السباق البرلماني بـ 25 مرشحًا، في محاولة لتوحيد الجهود المدنية في مواجهة ما وصفه قرطام بـ«احتكار البرلمان من قبل أحزاب السلطة».

ويطرح التحالف برنامجًا مشتركًا للإصلاح الاقتصادي والسياسي، يهدف إلى تعزيز الشفافية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، ودعم الاستثمار والتنمية المستدامة.

ورغم ما يواجهه حزب المحافظين من تحديات سياسية ومالية، يواصل الحزب بقيادة أكمل قرطام رهانه على الوعي الشعبي والإيمان بمستقبل الحياة الحزبية في مصر.

فبالنسبة لقرطام ورفاقه، المشاركة ليست مغامرة انتخابية، بل موقف وطني من أجل استعادة التعددية التي حلمت بها ثورة يناير، وترسيخ مفهوم دولة القانون التي لا يحتكر فيها الصوت ولا تُختزل فيها الإرادة.

ويُعرف حزب المحافظين بأنه من الأحزاب السياسية، التي تسعى للمشاركة في الحياة السياسية من خلال البرلمان والمحليات، وطرح رؤى تشريعية واجتماعية.

كما يتبنى برنامجا سياسيا قائم على التأكيد على أن المواطن يجب أن يتمتع بفرص متساوية، وأن تكون الحكومات ملزمة ب «تحسين مستوى المعيشة، وتوفير الخدمات، وتحسين ودعم مؤسسات التعليم».