أمريكا تعارض بدء ملء سد النهضة قبل الاتفاق.. وإثيوبيا تعتبره ”مخيبا للآمال“

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، بيانا رسميا اليوم السبت، بشأن المحادثات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول ملء سد النهضة، مبدية معارضتها للبدء بملء السد دون إبرام اتفاق بين الدول الثلاث.

وأكدت الوزارة ”تقديرها التام لاستعداد مصر للتوقيع النهائي على الاتفاقية“، بينما أعلنت ”الخزانة الأمريكية“ أن الولايات المتحدة قامت بتسهيل إعداد اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بناء على الأحكام التي اقترحتها الفرق القانونية والتقنية في مصر وإثيوبيا والسودان وبمساهمة فنية من البنك الدولي.

وأوضح البيان، أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين شارك في اجتماعات ثنائية منفصلة مع وزيري الخارجية ووزيري الموارد المائية في مصر والسودان، وتبادل الوزراء خلال اجتماعات ثنائية منفصلة، تعليقاتهم على الاتفاق.

وأضاف أن الولايات المتحدة ”ترى أن العمل المنجز خلال الأشهر الأربعة الماضية، قد أسفر عن اتفاق يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة، مع مراعاة مصالح البلدان الثلاثة“.

وأشار إلى أن ”هذه العملية تعتمد على 7 سنوات سابقة من الدراسات والمشاورات الفنية بين الدول الثلاث، والاتفاق الناتج -في رأينا- ينص على حل جميع القضايا المعلقة بشأن ملء وتشغيل السد“.

ولفت بيان الخزانة الأمريكية، إلى أن الاتفاقية بشكلها الحالي تضع حلولا لكافة القضايا العالقة حول ملء وتشغيل سد النهضة، وتتأسس على المبادئ المتفق عليها بين الدول الثلاث في إعلان المبادئ الموقع يوم 23 آذار مارس 2015، وبالأخص مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، ومبدأ الالتزام بعدم إحداث ضرر جسيم ومبدأ التعاون.

وقالت الوزارة ”ندرك أيضا أن إثيوبيا تواصل مشاوراتها الوطنية، ونتطلع إلى اختتام عمليتها في أقرب وقت ممكن لتوفير توقيع الاتفاق في أقرب وقت ممكن“.

وقالت: ”تماشيا مع المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية إعلان المبادئ، لاسيما مبادئ عدم التسبب في ضرر كبير لبلدي المصب، لا ينبغي إجراء الاختبار النهائي والملء دون اتفاق“.

وأضاف البيان: ”إننا نلاحظ أيضا قلق سكان المصب في السودان ومصر بسبب العمل غير المكتمل على التشغيل الآمن للسد، والحاجة إلى تنفيذ جميع تدابير السلامة اللازمة للسدود وفقا للمعايير الدولية قبل بدء الملء“.

وأكدت الولايات المتحدة مجددا التزامها بالبقاء على اتصال مع الدول الثلاث حتى توقيع الاتفاق النهائي، بينما أشارت الخزانة الأمريكية إلى أن توقيع الاتفاقية بشأن سد النهضة سيكون نقطة تحول للمنطقة، ما يؤدي إلى تعاون هام عبر الحدود، وتنمية إقليمية وتكامل اقتصادي، وتحسين في حياة أكثر من 250 مليون شخص في مصر وإثيوبيا والسودان.

وأعربت الخزانة عن سعادتها بالعمل الهام الذي قامت به الدول خلال الأشهر الأربعة الماضية، والذي كان ممكنا فقط بسبب الالتزام القوي بالحوار والتعاون البنائين.

”مخيب للآمال“

من جانبها وصفت إثيوبيا البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية بشأن سد النهضة، عقب اجتماع عُقد دون مشاركة إثيوبيا، بأنه بيان ”مخيب للآمال“، موضحة أنها أبلغت مصر والسودان والولايات المتحدة بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للانخراط في هذه العملية.

وأوضح بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية، أنه من المقرر أن تبدأ أديس أبابا بصفتها المالك لسد النهضة في المرحلة الأولى من ملء بحيرة السد بالتوازي مع استكمال بناء السد وفقا لمبادئ الاستخدام العادل والمعقول، وأنها لن تتسبب في حدوث ضرر لدول المصب، كما هو منصوص عليه في اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة عام 2015 من قادة مصر والسودان وإثيوبيا.

وأضاف البيان، أن إثيوبيا ملتزمة بمواصلة التفاوض مع مصر والسودان لمعالجة المسائل المعلقة، ووضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية والقواعد بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة.

وتشيد إثيوبيا السد بالقرب من حدودها مع السودان على النيل الأزرق الذي يتدفق إلى نهر النيل، وهو مصدر المياه الرئيسي لسكان مصر الذين يبلغ عددهم أكثر من مئة مليون نسمة. والسد هو حجر الزاوية في جهود إثيوبيا لأن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار