أكد المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أهمية المشاركة الإيجابية للناخبين في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، مشددًا على أن كل صوت داخل الصندوق يُحدث فارقًا حقيقيًا في النتيجة، وأن الهيئة مؤتمنة على إرادة الشعب المصري ولن تسمح بوصول أي نائب إلى البرلمان دون أن يكون منتخبًا بصورة صحيحة تعكس إرادة الناخبين وحدهم.

وأوضح بدوي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المشاركة الإيجابية ليست فقط حقًا دستوريًا يجب التمسك به، لكنها أيضًا ضمانة أساسية لانتخاب نواب يعبرون بصدق عن الإرادة الشعبية، ويجسدون الدور المحوري لمجلس النواب في الحياة السياسية وتحقيق التوازن بين سلطات الدولة.

كيف تضمن الهيئة الوطنية للانتخابات النزاهة؟

وشدد رئيس الهيئة على أن الهيئة لم تدخر جهدًا في الإعداد الجيد للمرحلة الثانية، عبر تسهيل الإجراءات للناخبين وإحاطة العملية الانتخابية بإطار محكم من الضمانات القانونية والإدارية التي تصون حرية التصويت وتحمي الإرادة داخل الصناديق.

وأشار إلى أن الهيئة حرصت على أن تكون لجان الاقتراع قريبة من تجمعات المواطنين وفي طوابق أرضية لتسهيل مشاركة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مع توفير العدد الكافي من الموظفين المعاونين والمستشارين الاحتياط، لضمان سرعة وتيسير عملية الاقتراع ومنع التزاحم.

حسم كامل ضد الخروقات

وأكد المستشار حازم بدوي أن الهيئة ستواجه بحزم أي خروقات أو محاولات للتأثير على إرادة الناخبين أمام اللجان، مشيرًا إلى أنه جرى توجيه رؤساء اللجان العامة والفرعية والقوى الأمنية بالتصدي لأي دعاية أو توجيه خلال يومي التصويت، التزامًا بقاعدة الصمت الدعائي.

وأوضح أن أي توجيه للناخبين قد يصل إلى إبطال لجنة الاقتراع محل المخالفة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبيها، مؤكدًا أن الجهات المشرفة على الاقتراع تتمتع بالضبطية القضائية لضبط المخالفات.

ولفت بدوي إلى أن لجان الرصد تتابع بدقة مدى الالتزام بقرارات الهيئة، وأن الهيئة دائماً على استعداد لتلقي الشكاوى والتحقيق فيها بحياد وتجرد، مؤكداً: “لم يسبق أن تسترنا على أي مخالفة ولن نوفر غطاءً لأي خرق يمس العملية الانتخابية”.

قرارات إبطال بعض الدوائر… واستقلالية كاملة

وتناول رئيس الهيئة قرار إعادة الانتخابات في عدد من الدوائر خلال المرحلة الأولى، موضحًا أن القرار كان نابعًا من الهيئة وحدها بعد استكمال التحقيقات، وأن تدوينة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي سبقت الإعلان لم تمس استقلال الهيئة، بل ساهمت في تهيئة الرأي العام لتقبّل القرار.

وأكد أن مبادرة الهيئة بالإعلان عن الأخطاء وتصحيحها تُحسب لها وليس عليها، وأنها تسعى دومًا لتلافي أي أخطاء مستقبلية بما يتسق مع الدستور والقانون.

رسالة ختامية للناخبين

وفي ختام حديثه، شدد المستشار حازم بدوي على استقلال الهيئة الوطنية للانتخابات عن جميع سلطات الدولة، قائلاً: “نحن ندير الانتخابات بضمير القاضي المتجرد، ولا نخضع لأي توجيه أو ضغوط.. نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، ولا نقبل أن نكون طرفًا في أي تجاذبات سياسية”.